رضا البواردي

الحمادي: قطر لم تستطع العيش في محيطها بشكل طبيعي

شدّد منتدى أبوظبي الاستراتيجي الخامس، الذي اختتم أعماله أمس الاثنين، على أن تطرف بعض الدول والجماعات في المنطقة يشكّل تهديداً كبيراً لأمن منطقة الخليج العربي، وأن سياسة دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية لمحاربة هذا التطرف تشكل أداة أساسية لبناء القوة في المنطقة، وتنعكس إيجاباً على الأمن الإقليمي.

وأكدت جلسة حملت عنوان «العالم العربي .. المشي على الماء»، أنه ـ باستثناء بعض دول الخليج العربي ـ تواجه الكثير من الدول العربية مخاطر سياسية واجتماعية واقتصادية.

واتفق سياسيون وأكاديميون، تحدثوا في الجلسات، على أن هناك دولاً عربية كانت منيعة عن موجة «الثورات» التي اجتاحت عالمنا العربي لوجود مقومات الدولة الوطنية فيها، بينما عانت دول أخرى حتى خرجت من براثن تلك الثورات مثل تونس ومصر، في حين ظلت دول مثل ليبيا وسوريا قابعة في تلك «الحفرة العميقة» التي سُميت بثورات الربيع العربي.

ورأى رئيس الوزراء السابق في ليبيا، الدكتور محمود جبريل، ووزير الخارجية المصري السابق، الدكتور نبيل فهمي، في العالم العربي بارقة أمل للنهوض السياسي والاقتصادي بفضل دول ناضجة مثل الإمارات والسعودية ومصر، وبعض الدول الأخرى التي رفضت الانصياع للمعطيات السياسية الحالية، وبدأت فعلياً في استشراف مستقبل عالم عربي أكثر أمناً وسلاماً.

وحضرت القضية الفلسطينية في نقاشات المنتدى التي أظهرت نقاشاته جلسة حملت عنوان «الرسم بالسياسات صفقة القرن وإعادة صياغة الشرق الأوسط»، جدلية القضية بين رؤية الشرق والغرب لها، ومثّل الجانب الشرقي في الحديث عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، في حين مثّل الجانب الغربي السفير دينيس روس المستشار في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.

وأكدت وجهة نظر الشرق، أن القضية الفلسطينية لا تزال حية لدى الشعوب والدول العربية، بينما رأت وجهة النظر الغربية أن خطة السلام المقترحة من الإدارة الأمريكية لا بد أن تُقدم خطياً إلى القادة العرب المعنيين بمحاولة الوصول إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على أن تلبي الخطة مطلب الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة، فأي حل لا يرتكز على حل الدولتين لن يقبله الفلسطينيون.

أخبار ذات صلة

«اصنع في الإمارات» يسجل 32 اتفاقية وصفقات محتملة بـ 110 مليارات درهم
شرطة أبوظبي تطلق «صيف بأمان 3» لتعزيز الوقاية والسلامة


وفي جلسة «نهاية الخرافة - قطر»، رأى الكاتب الإماراتي محمد الحمادي، رئيس جمعية الصحافيين ورئيس تحرير صحيفة الرؤية، أن قطر تبتعد يوماً بعد الآخر عن حل أزمتها مع دول المقاطعة الأربع، لأن سلوكها الحالي لا يعطي أي مؤشر إيجابي لإنهاء الأزمة.

وسلّط الحمادي الضوء على أصل الحكاية القطرية، ولخّصها في أن قطر لم تستطع أن تعيش في محيطها الإقليمي بشكل طبيعي، الأمر الذي تسبب في معاناة الدول العربية منها طيلة 20 عاماً مضت.

واعتبر أن التحدي الأكبر الذي ستواجهه قطر خلال الفترة المقبلة بالمشكلة الأكبر، وهي كيفية التخلص من أحضان أنقرة وطهران، في إشارة إلى أنهما لن يتركانها تخرج من عباءتيهما بسهولة.

وبخروقات قطر وعدم التزامها بأي وعد أو معاهدة وقّعت عليها مع دول مجلس التعاون الخليجي، كان لزاماً على دول مجلس التعاون الخليجي لا سيما السعودية والإمارات أن توقف التعامل مع الدوحة إلى أن تعود إلى رشدها في قضية دعم الإرهاب، ورأى عضو مجلس الشورى السعودي، الدكتور إبراهيم النحاس، أن العمليات الإرهابية خفت حدتها على المملكة العربية السعودية بعد مقاطعة قطر.

وخلُص المتحدثان إلى أن الدوحة لديها تخطيط وإصرار على صنع المشكلات، وأن المليارات القطرية التي تضخها في اقتصادات بعض الدول جعلت تلك الدول تغض الطرف عن تمويل قطر للإرهاب.

وفي الجلسة التي خصصها الملتقى لمناقشة نهاية خرافة القوة الإيرانية، حدد المتحدثون ثلاث مشكلات داخلية تواجه إيران: اقتصادية، وجزء من هذه المشكلة يرتبط بالعقوبات الأمريكية، لكن الجزء الأكبر منها يرتبط بالفساد والهدر. والمشكلة الثانية تتعلق بعامل الديموغرافيا، فعدد السكان الكبير في إيران يخلق تحديات في التنمية، فضلاً عن أن الشعب الإيراني متعلم، وجزء كبير منه يعرض أفكار خامنئي وسياساته. والمشكلة الثالثة هي الغموض بخصوص من سيرث ولاية الفقيه.