الرؤية,الوكالات

العدوان الأخير يرسم معادلة ردع جديدة

بعد يومين من التصعيد المتوازي على جانبي قطاع غزة، رأى مراقبون أنّ التصعيد سيرسم ملامح اتفاق تهدئة جديد وفق معطيات ردع جديدة.

وتصاعدت الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة أخيراً، وقابلتها الفصائل الفلسطينية بالرد في ما وصف بأنه «أعنف هجوم» منذ عدوان 2014. وبينما وصل عدد الشهداء الفلسطينيين إلى سبعة، فضلاً عن عشرات المصابين، قتل إسرائيليّان أحدهما من جيش الاحتلال، قبل أن تتكلّل الجهود المصرية بالنجاح في التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

ومساء، أعلنت الفصائل الفلسطينية وقفاً لإطلاق النار مع إسرائيل بجهود مصرية.

وأصدرت الفصائل بياناً مشتركاً قالت فيه إن «جهوداً مصرية مقدرة أسفرت عن تثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة والعدو الصهيوني، وأن المقاومة ستلتزم بهذا الإعلان طالما التزم به العدو الصهيوني»، لكن الحكومة الإسرائيلية تركت لجيشها حرية الرد وفق تقديره للموقف.ونهار أمس، نفّذ الاحتلال عشرات الضربات الجوية على مبانٍ في غزة، منها مجمع للاستخبارات تابع لحماس واستوديوهات تلفزيون الأقصى الذي تلقى موظفوه تحذيرات مسبقة بإخلائه. وأغلقت المدارس والمكاتب الحكومية والبنوك أبوابها، كما ألغيت الفصول الدراسية في بلدات إسرائيلية قرب الحدود.

أهداف خفية

وجاء التصعيد الإسرائيلي الجديد على غزة، في ظل هدوء نسبي في الأوضاع على مدى الأسبوعين الماضيين تزامناً مع وصول صفقة التهدئة إلى مرحلة النقاط على الحروف، قبل أن تقلب إسرائيل الطاولة بعملية استخباراتية داخل القطاع وتفجّر الوضع.

أخبار ذات صلة

الين الياباني يهوي لأدنى مستوى في 24 عاماً أمام الدولار الأمريكي
زيادة صادرات الصين من السيارات الكهربائية أكثر من الضعف


وفي هذا السياق، أعاد المحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل أسباب التصعيد الإسرائيلي إلى أهداف أخرى غير محاولة تصفية كوادر من حركة حماس، مرجحاً أن محاولة حكومة نتنياهو التغطية على السماح بعبور 15 مليون دولار، ضمن صفقة الـ 60 مليون دولار القطرية، والتي أثارت علامات استفهام عدة سواء داخل إسرائيل أو من جانب السلطة الفلسطينية.

وقال عوكل إنّ «الدافع الانتخابي هو الذي يحرك سلوك قادة الاحتلال في التصعيد، نتنياهو سعى للرد على الانتقادات التي وجهت داخل إسرائيل، سواء من خصومه أو حلفاء في الحكومة، وعلى رأسهم وزير الدفاع إيغور ليبرمان، بشأن الأموال القطرية»، مضيفاً أنّ «نتنياهو سعى لاختلاق تصعيد جديد ليعطي رسالة بأن تقاربه مع قطر وحماس يختلف عن تصرفه العسكري، على الرغم من ادعائه أنه سمح بدخول الأموال لتهدئة الغضب في غزة».

ضغوط

أتي ذلك، فيما تواصلت الضغوط العربية والمناشدات الدولية لوقف العدوان. فيما حمّلت السلطة الفلسطينية إسرائيل مسؤولية استهداف المدنيين. وقال مسؤول فلسطيني إنّ «مصر والأمم المتحدة ضاعفتا من جهودهما مع كل من إسرائيل والفصائل الفلسطينية، أمس، من أجل استعادة الهدوء ومنع مزيد من التصعيد».

وفي غضون ذلك، اختصر الرئيس الفلسطيني محمود عباس جولته الخارجية التي يزور فيها دولة الكويت وعجّل بالعودة إلى رام الله لمتابعة التطورات.

ودانت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي الاعتداءات الإسرائيلية، ودعتا المجتمع الدولي للتدخل لوقف الاعتداءات.

ودعت روسيا إسرائيل إلى وقف إطلاق النار، واصفة هذا التصعيد بـ «الخطير».