وكالات

بكين تندد بسياسة «أمريكاً أولاً» .. وواشنطن: لا تراجع عن السياسة التجارية

تخوض الصين والولايات المتحدة حرباً تجارية يحذر الخبراء من أنها قد تكون كارثية للاقتصاد العالمي، ويبدو أن ما يفرق البلدين أكبر بكثير مما قد يجمعهما.

إذ أظهر الجانبان، أمس السبت، عمق الخلافات في المواقف بينهما في خطابين متعارضين سبقا انعقاد قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (أبيك) في بورت موريسبي، فتبادلا الاتهامات والانتقادات في الحمائية والتجارة وصولاً إلى دبلوماسية (دفتر الشيكات).

وفي الوقت الذي ندد فيه الرئيس الصيني بسياسة «أمريكا أولاً» التي تنتهجها الولايات المتحدة، شدد نائب الرئيس الأمريكي على أن بلاده لن تتراجع عن حربها التجارية مع الصين.

وجرت هذه المواجهة في منتدى لرؤساء شركات عقد قبل الملتقى السنوي لقمة أبيك، وتجسدت في خطابين ألقاهما الرئيس الصيني شي جين بينغ وبعده بدقائق نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس.

وفي غياب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اختار إيفاد نائبه، فإن شي جين كان أبرز المشاركين في القمة.

ورأى مساعد مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، بين رودز، أن غياب الرئيس يمنح الصين فرصة هائلة لبسط نفوذها.

أخبار ذات صلة

سوق أبوظبي يستقر أعلى 9400 نقطة عند الافتتاح
سلطان الجابر: الأمن والاستقرار وجودة الحياة أحد أهم ممكناتنا الصناعية


وندد الرئيس الصيني أمس بالحمائية وبسياسة أمريكا أولاً التي ينتهجها ترامب، مؤكداً أن قواعد التجارة العالمية يجب ألا تسخّر لخدمة أجندات أنانية. محذراً من أن تؤدي السياستين الحمائية والأحادية الجانب إلى عرقلة النمو العالمي.

وشدد على ألا أحد يخرج رابحاً من المواجهة على حساب الآخر، سواء اتخذت المواجهة شكل حرب باردة أو حرب ساخنة أو حرب تجارية.

وتابع «يجب أن نقول لا للحمائية والأحادية».

وأكد بينغ أن محاولات إقامة حواجز وقطع العلاقات الاقتصادية الوثيقة تتعارض مع قوانين الاقتصاد واتجاهات التاريخ.

وأشار إلى أن الشخص الذي يختار أن يغلق بابه سيعزل نفسه عن بقية العالم، وسيفقد اتجاهه.

من جهته، أكد نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، أمس، أن بلاده لن تتراجع في نزاعها التجاري مع الصين، وربما تزيد من تعريفاتها الجمركية إلى الضعفين إذا لم تخضع بكين للمطالب الأمريكية.

ووجه في خطابه أمام اجتماع قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك)، تحذيراً للصين بشأن التجارة والأمن في المنطقة.

وقال اتخذنا إجراء حاسماً لمعالجة الخلل الذي نواجهه مع الصين.

وشدد على أن الولايات المتحدة لن تغير المسار ما لم تغير الصين أساليبها.

وهاجم نائب الرئيس الأمريكي الصين لتقديمها قروضاً للبنية التحتية بشروط وصفها بأنها (مبهمة في أحسن الأحوال، وغالباً ما تأتي مكبلة بسلاسل من القيود).

وتناقض تحذير بنس، أمس، مع تصريحات أدلى بها ترامب أمس الأول، عندما قال إنه قد لا يفرض تعريفات أخرى بعد أن أرسلت الصين إلى الولايات المتحدة قائمة بالإجراءات التي تبدي استعدادها لاتخاذها لحل التوترات التجارية.

ويبدو أن العلاقات تزداد بعداً بين الولايات المتحدة والصين، وظهر ذلك في أول صورة تذكارية للقادة المشاركين، حيث كان شي واقفاً في الوسط بينما غاب بنس عنها.

وأثار نائب الرئيس الأمريكي مخاوف صينية بعد إعلانه أن واشنطن ستشارك في تطوير قاعدة بحرية أسترالية في بابوا، وسط مخاوف أسترالية من الطموحات الصينية في المنطقة.

وفي بادرة أخرى من شأنها أن تثير غضب بكين، التقى بنس بشكل عابر أعضاء الوفد التايواني.

من جهته، جاء الرد الصيني سريعاً، إذ اغتنم شي مداخلته أمام مجموعة رؤساء الشركات للدفاع عن خطة «طريق الحرير» العملاقة التي تروج لها بلاده من خلال استثمارات وقروض ضخمة لإقامة بنى تحتية تربطها بالعالم.

لكن بنس وصفها بأنها «طريق في اتجاه واحد» ودعا دول المنطقة إلى التقرب من الولايات المتحدة، متهماً الصين باتباع دبلوماسية دفتر الشيكات التي وصفها بأنها غير شفافة.