سلمى العالم

يواجه كتّاب إماراتيون شباب عقبات عديدة تعترض مسيرتهم الإبداعية، أبرزها الانتقادات القاسية وشح المصادر والمراجع البحثية التي تعينهم على توثيق المعلومات الواردة في مؤلفاتهم، إضافة إلى محاربة التجديد من قبل تيارات بعينها لا تسمح لهم بصياغة قوالبهم الخاصة وأفكارهم المتسمة بالجرأة.

وأقر مؤلفون لا يزالون في المراحل المبكرة للكتابة الإبداعية بأن سيطرة مشاعر الخوف وعدم الثقة جراء انتقادات طالات محاولاتهم الأولى أفقداهم الرغبة في التجديد وكرّسا استسلامهم لتقاليد إبداعية ثابتة لا تتناسب مع رؤاهم، في حين رأى مدير إدارة متابعة المحتوى الإعلامي في المجلس الوطني للإعلام إبراهيم خادم أن الكتّاب الشباب بحاجة إلى مزيد من الاشتغال على أدواتهم، وتقبل النقد بصدر أكثر رحابة، فضلاً عن النزوع للتخصص في مرحلة مبكرة.

شح المصادر

قالت الروائية دبي بالهول إن الحصول على مصادر ومراجع وبحوث متخصصة في الموروث الشعبي من أبرز التحديات التي واجهتها، إذ تميل إلى كتابة الروايات والقصص استناداً إلى الحكايات والشخصيات الخرافية في الثقافة الشعبية الإماراتية.

وأضافت «توجهت بكتابة الروايات إلى فئة الأطفال للتفرقة بين الخير والشر في عالم الأرواح، فاعتقد الناس أنني أحاول بث الرعب في قلوب الصغار بهذا النوع من القصص، إلا أن محتوى الرواية مختلف تماماً عن المتداول».

جرأة الطرح

أخبار ذات صلة

جي ريتشي يخرج النسخة الواقعية من هيركيوليز
تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا


تعرضت الكاتبة الإماراتية سعاد الشامسي لهجوم كبير عند طرحها كتاب «أمنيتي أن أقتل رجلاً»، وتعرضت لنقد شديد وقضايا في أروقة المحاكم، مبينة أن المجتمع يرفض الجرأة في الطرح.

وأضافت أن الكاتب يخشى الجرأة والخروج عن الصورة المعتاد عليها، لذلك تؤمن بمقولة «لو لم تكن مختلفاً ما كنت مميزاً»، ناصحة الكتّاب بإطلاق العنان لأقلامهم من دون الاكتراث لردود الأفعال والخوف من النقد.

خوف وتشتت

لخصت الكاتبة حمدة الحمادي عوامل خوفها من الكتابة، وأبرزها عدم الثقة بالنفس وتشتت الأفكار المطروحة في الكتابة، نتيجة ضعف التعمق في القراءة والمطالعة التي تكسبها قدراً كبيراً من الثقة والأفكار الدسمة.

وقالت «لم أتوقع أن أصدر كتاباً في حياتي، ولكني مع الوقت والممارسة جربت وحاولت وانضممت إلى عدد من المسابقات الأدبية والثقافية التي حفزتني حتى وصلت إلى إصداري الأول».

غياب الوكيل الأدبي

وتواجه الكاتبة الإماراتية مريم الحمادي مشكلة افتقاد الوكيل الأدبي لأعمال الكتّاب في العالم العربي، كغيرها من المؤلفين الجدد، مشيرة إلى أن الكتّاب الشباب يلجؤون إلى دور النشر مباشرة من دون مرور العمل على الوكيل الأدبي، ما يجعل بعض التفاصيل تسقط سهواً من اللجنة الفنية أو الأدبية التي تتكفل بالاطلاع على المحتوى قبل النشر.

تحدي النضج

في المقابل، أكد مدير إدارة متابعة المحتوى الإعلامي في المجلس الوطني للإعلام إبراهيم خادم أن مراحل التحديات التي يمر بها الكاتب الواعد تبدأ بتحدي النضج الكافي.

وأضاف «غالباً ما يتسرع الكاتب في بداياته، ما يجعل عمله مليئاً بالأخطاء الإملائية، أو قد يختل تسلسل الأفكار وطريقة طرحها، كي يحظى بلقب كاتب قبل أن تنضج الفكرة وتقوى أدواته، وبعد أن يُنشر الكتاب تبدأ الانتقادات تصله حول عمله، ما يدفعه للانشغال بتطوير مستواه عبر الانضمام إلى برامج تدريبية للارتقاء بمحتوى الكتاب».

التخصص

أوضح خادم أن الكاتب في مرحلته التالية يعيش حالة من الشتات في التخصص والكتابة بلون واحد، فنجد منهم من يبدؤون بالرواية ثم ينتقلون إلى الشعر ثم تطوير الذات وقد يعودون إلى القصة القصيرة.

نصح مدير إدارة متابعة المحتوى الإعلامي في المجلس الوطني للإعلام الكتّاب الجدد بالعمل على التخصص في الكتابة والتواصل مع كبار المؤلفين الذين يكتبون في مجالات محددة، ليكتسبوا منهم الخبرة ويتعمقوا أكثر في التفاصيل لتفادي هذا التحدي.

تقبل النقد

شدد إبراهيم خادم على ضرورة تقبل الكاتب للانتقادات ووجهات النظر المختلفة، إلى جانب أهمية تمكين حضوره الثقافي في المجالس والأندية الثقافية والصالونات الأدبية، ما يمنحه دافعاً وإلهاماً لاحتراف الكتابة وامتلاك أدوات قوية تعينه على الاستمرارية.