رانيا أبوزيد

بعبارات عميقة ومشاعر تفيض بالامتنان والحب، يستعيد مجموعة من كبار المواطنين في دار رعاية المسنين بعجمان ذكرياتهم القديمة لقيام دولة الإمارات، متطرقين إلى أحداث ومجريات دقيقة كانت ولا تزال شاهد عيان على التطور الكبير الذي مرت به الدولة خلال 47 عاماً مضت.

ويستذكرون سوية مشقة الحياة قبل قيام الدولة، ورفاهيتها اليوم عبر خدمات مستدامة لا تنضب، مهدت لها رؤية حكيمة ثاقبة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واستكملتها القيادة الرشيدة التي سارت على نهج القائد المؤسس وخطاه، لتكون بحق خير خلف لخير سلف.

ويبتسمون لذكريات عن تفاصيل الحياة اليومية قبل عام 1971، لا سيما حين يقارنونها بما وصل إليه تطور الحياة الإماراتية اليوم، ومواكبتها أحدث ما توصل إليه العلم والتقنيات البشرية في مختلف المجالات، وتوفير هذه التقنيات لأبناء الإمارات، مؤكدين أن جيلهم سلّم الأمانة إلى أيادٍ أمينة تستكمل درب النجاح.

* حسن: على خطى المؤسس

لن يمنع الكرسي المتحرك الذي يجلس عليه علي سعيد حسن من رأس الخيمة (63 عاماً) من الانضمام مجدداً إلى صفوف الجيش لخدمة الوطن إذا استدعت الحاجة ذلك ليرد له جزءاً من حقه عليه، إذ خدم أكثر من عشر سنوات سابقاً في القوات المسلحة.

ويتحدث بسعادة عن الدولة التي وظفت إمكاناتها كافة لخدمة المسنين، ووفرت لهم جميع الخدمات التي يحتاجون إليها ليعيشوا حياة كريمة لا ينقصهم فيها أي شيء.

أخبار ذات صلة

«اصنع في الإمارات» يسجل 32 اتفاقية وصفقات محتملة بـ 110 مليارات درهم
شرطة أبوظبي تطلق «صيف بأمان 3» لتعزيز الوقاية والسلامة


ويعتبر اعتماد تسمية «كبار المواطنين» أكبر تقدير لهم، وشرفاً كبيراً يعتزون به، حيث تصب هذه المبادرة وجميع المبادرات في رعاية وخدمة كبار المواطنين، كما تمثل استمراراً لخطى المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

ويعمل حسن في الصيد، وهي مهنته الأصلية، ويؤكد أن جميع البحارين المواطنين تلقوا الدعم الكبير من الدولة، في بدايات التأسيس حتى اليوم، عبر تخفيض الرسوم وتوفير المعدات اللازمة لهم.

وتطرق إلى تطوير ورصف الشواطئ المخصصة لأعمال الصيد، وتوفير مواقف للمراكب، ومعدات وآليات حديثة لرفع إنتاجهم اليومي.

ويرى أن إنجازات الدولة لا تتوقف عند مهنة الصيد فقط، وإنما تتمثل في الكثير من القطاعات، كتشييد المدارس لتوفير أفضل تعليم لأبناء البلد، وتطوير وصيانة البيوت الشعبية التي تقطن فيها العوائل الإماراتية.

* الظنحاني: بلد الطمأنينة

«أكثر ما يميز دولة الإمارات الأمن والأمان والطمأنينة» .. بهذه الكلمات بدأ سالم بن سعيد بن عبدلله الظنحاني البالغ 76 عاماً من إمارة الفجيرة حديثه معنا، مضيفاً أن «كل من يعيش على أرضها يشعر بأمان وراحة على نفسه وأولاده وبيته».

ويتذكر حياتهم في السابق فيروي: «كنا نعيش من خير مزارعنا وأراضينا، فلم ينقصنا شيء والحمدلله، لدينا النخيل وثمار الرطب بكل أنواعه، والفواكه والأغنام والماء والزيتون والموز، وديارنا ملؤها الراحة والأمان».

ويتابع أن الاتحاد جاء فوحّد جميع الإمارات أرضاً وشعباً، «وأصبحنا اليوم أفضل مع تطور البلد وانفتاحه وتحسين خدماته، إذ كان الشواب في السابق يستخدمون الحمير للسفر من إمارة إلى أخرى، وكانت المسافات كبيرة ومضنية، فكانوا يحتاجون إلى تسع ساعات للوصول من المناطق الشرقية إلى دبي، والأمر يصعب مع غروب الشمس لعدم وجود الكهرباء، أما اليوم فتغيرت الأحوال وأصبحنا نمتلك أفضل بنية تحتية في المنطقة، فالشوارع واسعة ومعبّدة والمسافة السابقة باتت اليوم لا تتجاوز الساعة الواحدة، بل يمكن الوصول إلى أبوظبي في غضون ساعة ونصف الساعة».

* الفشتي: التضامن ميزة إماراتية

بدت ملامح السعادة على وجه سعيد سالم الفشتي البالغ 85 عاماً، عندما تحدث عن التضامن والحب الذي يجمع بين المواطنين والمقيمين في الدولة، وهو الأمر الأكثر تميزاً في الإمارات، كما يقول.

ويضيف «لعل الإمارات الدولة الوحيدة التي تجمع على أرضها اليوم أكثر من 200 جنسية مختلفة، من دون أن يشعر أحد بالغربة خلال إقامته على أرضها الطيبة، حيث يبادر المقيمون إلى الاحتفال باليوم الوطني للدولة وجميع المناسبات الوطنية الخاصة، جنباً إلى جنب مع أبناء الإمارات».

* العليلي: تطور في زمن قياسي

عايش حسن خلف حميد العليلي، البالغ 75 عاماً، مراحل الإنجازات والتطورات في دولة الإمارات خلال الـ 47 عاماً الماضية، وهو زمن قياسي في عمر الدول، كما يقول.

ويستذكر يوم كان يعيش أبناء الإمارات في بيوت الشعر، فيما باتت دولتهم اليوم تمتلك أطول الأبراج والبنايات على مستوى العالم، وكانت الدروب ضيقة وقصيرة، واليوم لديها أفضل الشوارع والجسور ووسائل النقل، وكانت الصحراء تحيط بهما واليوم تحولت إلى مساحات خضراء على مد النظر.

ويشير إلى المؤسسات التعليمية الحالية التي تتمتع بأرقى الخدمات وأكثرها تطوراً، مؤكداً أن كل ذلك تحقق ولا يزال بفضل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ورؤيته الحكيمة، والقيادة الرشيدة التي سارت على نهج القائد المؤسس.