عبد الحفيظ سعد

يعيش العالم العربي الآن أحداثاً مهمة، تعيد تشكيل واقعه، في ظروف استثنائية، تتبع تحركات عربية ساعية للاستقرار والتنمية، وتعمل على وقف انهيارات تهدد دولاً عربية، عقب اضطرابات ما اصطلح على تسميته «الربيع العربي»، الذي أفرز من رحم أزمته تنظيمات إرهابية وطائفية تهدد بتفكك الدولة الوطنية.

وحدد تقرير صادر عن المنتدى الاستراتيجي العربي، بالتعاون مع معهد دول الخليج العربية في واشنطن، خمسة أحداث مهمة ربما تؤدي إلى إعادة تشكيل مستقبل العالم العربي سياسياً واجتماعياً واقتصادياً في العقود المقبلة.

وتم إطلاق التقرير في جلسة تحضيرية سبقت انعقاد المنتدى الاستراتيجي العربي المقرر 12 ديسمبر الجاري، حضرها أكاديميون وإعلاميون، وقدّمه كل من الباحث حسين أبش، باحث مقيم أول في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، ومحمد الحمادي رئيس تحرير صحيفة «الرؤية».

ووصف التقرير الذي حمل عنوان: «خمسة أحداث في السنوات الخمس الماضية تعيد تشكيل الواقع العربي» المرحلة الحالية التي تمر بها المنطقة العربية بأنها «فترة انتقالية متقلبة»، مؤكداً أن «العديد من العوامل الداخلية والخارجية تعمل على إعادة تشكيل العالم العربي، وقد لا يتم استيعاب بعضها بشكل كامل حتى الآن. ومع ذلك، فقد احتلت خمسة أحداث مركز الصدارة في السنوات الخمس الماضية، وهي تؤثر الآن بقوة في السياسة والمجتمعات العربية، ومن المرجح أن تستمر في هذا التأثير».

والأحداث الخمسة التي حددها التقرير هي: أزمة الإسلام السياسي، صعود وانهيار «داعش»، تنامي الميليشيات الطائفية، مقاطعة قطر، والإصلاحات في السعودية، مشيراً إلى أن هذه الأحداث الرئيسة تصدرت تفاعلاتها وتأثيراتها المشهد العربي، على مدى السنوات الخمس الماضية، وانعكست تداعياتها على الساحة العالمية، ما تترتب عليه عوامل عدة تعمل بوضوح، وعلى نحو رئيس، على صياغة المشهد السياسي والاستراتيجي للعالم العربي.

وفي تعقيبه على التقرير، رأى رئيس تحرير صحيفة «الرؤية»، محمد الحمادي، أن التنظيمات المتطرفة والطائفية وراء أزمة تصدع الدولة الوطنية.

أخبار ذات صلة

«اصنع في الإمارات» يسجل 32 اتفاقية وصفقات محتملة بـ 110 مليارات درهم
شرطة أبوظبي تطلق «صيف بأمان 3» لتعزيز الوقاية والسلامة


وحذّر الحمادي من خطورة تصدع الدولة الوطنية، مؤكداً أن التنظيمات الإرهابية أو الطائفية كسرت قاعدة الولاء للوطن، وفقاً لأجندات خارجية.

وتحدث الحمادي عن وجود تحديين آخرين بشأن المنطقة العربية، أولها دور إسرائيل وتحركاتها، والتطلعات التركية في المنطقة، الأمر الذي يستدعي وضع آليه للتعامل معهما.

ودعا المشاركون في الجلسة النقاشية إلى ضرورة وضع تصور لتحالف عربي سياسي واستراتيجي، من الدول الحريصة على دعم الاستقرار في البلدان العربية والعمل على تعزيز المكتسبات والبناء عليها.