ميشيل غاوي

تتسبب تراجعات الأسهم بالأسواق المحلية في تفاقم خسائر المستثمرين خاصة المعتمدين بصورة كبيرة على آلية الشراء بالهامش، والتي تسمح بتمويل شراء الأسهم للأفراد بضمان محافظهم الاستثمارية عند حدود قانونية محددة.

وعند تراجع الأسواق وانخفاض القيم السوقية للمحافظ المالية للأفراد تتراجع قيمة الضمانات مقابل التمويل الممنوح لشراء الأسهم، الأمر الذي يدفع شركات الأوراق المالية لبيع أسهم المستثمرين في حال عدم رفع قيمة الضمانات المتاحة في محافظهم الاستثمارية، وهو ما يزيد تدهور الأسواق ويسمح بالمزيد من التراجعات للقيم السوقية للأسهم المدرجة.

وأكد مختصون لـ «الرؤية» أن جزءاً كبيراً من الخسائر التي تشهدها الأسواق المحلية والعالمية ناتج عن البيع التلقائي للأسهم من قبل شركات الوساطة، وذلك عندما تفوق خسائر المستثمر المبلغ المودع لدى تلك الشركات.

وأوضح المحلل المالي وائل أبومحيسن أن التداول بالاستدانة، أو استخدام الرافعة المالية، يفاقم الخسائر عند التراجع، ويزيد الأرباح عند الصعود، وهذا ما يؤدي إلى المزيد من حدة التقلبات في الأسواق.

ولفت إلى أن السوق ما زال ينتظر دخول اللاعبين الكبار لضخ سيولة جديدة تدعم خروج الأسهم من دوامة التراجعات الحالية.

وفي هذا السياق، أكد المحلل المالي وائل فياض أن الاستدانة للتداول أو التداول بالهامش، والتي قد تؤدي أحياناً إلى البيع التلقائي أو «المارجن كول»، عامل يقلق الأسواق في الوقت الراهن.

أخبار ذات صلة

سوق أبوظبي يستقر أعلى 9400 نقطة عند الافتتاح
سلطان الجابر: الأمن والاستقرار وجودة الحياة أحد أهم ممكناتنا الصناعية


ومع ذلك اعتبر أن التداول بالهامش ليس سيّئاً ضمن حدود معقولة، موضحاً أنه يزيد السيولة في السوق بشكل كبير.

بدوره، أكد المحلل المالي برونو فيرستراتي أن الرافعة المالية في الأسواق المحلية، أو نسبة الاستدانة، تبقى منخفضة مقارنة بما هي عليه في أسواق العملات مثلاً، حيث يستطيع المستثمر الحصول على رافعة مالية (تمويل) بمئتي مرة ويضاعف ربحه أكثر من 200 مرة عند الصعود، أو يزيد خسائره 200 مرة عند النزول.

وأضاف أن رافعة مالية بنسبة 200 مرة تعني أن المستثمر يضاعف استثماراته عند صعود قيمة الاستثمار بنسبة 0.5 في المئة، فيما يخسر كل استثماره في حال تراجعت قيمته بالنسبة ذاتها، أي 0.5 في المئة.

وأوضح أن «المارجن كول»، في هذه الحالة، أو البيع التلقائي يتم عند اقتراب الخسائر من 0.5 في المئة.