مروة السنهوري

أبدعت عشر فنانات وطالبات منتميات إلى معهد الشارقة للفنون 40 تكويناً وعملاً خزفياً بديعاً، تنبذ العنف والحروب والخراب والدمار، وتشتكي مجاعات أفريقيا بأسلوب تجريدي بديع.

ويستقبل النادي الثقافي العربي في الشارقة، رواد المعرض الذي يحمل عنوان «جداريات خزفية»، فعلياً حتى الغد، بهدف إحياء فن الخزف وتعريف الأجيال الجديدة بفنونه وأدوات تنفيذه، باعتباره أحد الحرف الأنثوية التي سرعان ما تطورت ليمتهنها الرجل بكل حرفية ودقة.

وتشارك في المعرض الفنانة السورية أنسام فضل الله العوام، التي تمكنت من توظيف الموروث الشعبي بذكاء، مع التمسك بخطاب الهوية الفنية المعاصرة.

واشتغلت العوام على الأعمال بأسلوب تجريدي تجلى عبره عشقها بنحت تشكيلات فيها الكثير من التحويرات التي تحمل روح الموروث ممزوجاً بالمعاصرة.

قصة من جوع

وأبدعت العوام 15 عملاً خزفياً، حيث تطرقت في عمل «الطفولة بين أيديكم» إلى مسؤولية الأسرة وتحديداً الآباء والأمهات في دعم الاستقرار الأسري، وعرجت إلى قضايا عدة تحاكي سمرة القارة الأفريقية عبر «قصة من جوع» الذي تحدثت عبره عن مشكلة المجاعات الناجمة عن مرارات الحروب والصراعات المختلفة، والتي جعلت القارة السمراء دوماً في موقع المستغيث.

أخبار ذات صلة

جي ريتشي يخرج النسخة الواقعية من هيركيوليز
تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا


ملامسة السماء

وفي تكوين للعوام يحمل عنوان «لا يمكنك ملامسة السماء إلا بقلبك»، غاصت الفنانة في فكرة النقاء والبحث عنه والإيمان والسلام الداخلي للانعتاق من دائرة الحياة المادية.

كما تشارك بعمل آخر بعنوان «وطن» الذي حاولت عبره التعبير عن معاناة الصغار خلال سنوات الحرب، والأطفال الذين هربوا عبر البحار فراراً منها ، فيما صدمت صور غرقهم العالم.

خزف مطعّم بالخشب

وتستخدم أنسام العوام النار لحرق الخزف في الفرن حتى يتشكل العمل الفني ثم تلونه، لكن الجديد هو إدخالها عناصر جديدة ممثلة في المعادن، الخشب، والسيراميك.

أما بالنسبة إلى تقنيات الرسم عبر الزخف، فحاولت أن تخرج بأعمالها من إطار المألوف عبر النقش المتكرر والمتناظر في القطعة الفنية.

استحضار تاريخ الخزف

ولم تكن رسالة الفنانة الخزفية شذى ميشيل كيلو منذ بداية مسيرتها الفنية هي الإمتاع البصري فقط، بل تريد أن يكون عملها وسيلة لاستحضار الحضارات القديمة وتاريخ الخزف الضارب بجذوره في أصول الحضارة الإنسانية.

وترى أن الخزف حقق ثورة وقفزة كبيرة كالرسم والنحت، إذ مرّ هذا الفن بمراحل عدة متأثراً بثقافات العالم من شرق الصين واليابان إلى أمريكا. وتشارك كيلو في المعرض بتسعة أعمال خزفية تجسد العيون المفتوحة، إضافة إلى وجوه من دون فم، وكأنها تشاهد ما يجري في العالم من حروب وخراب ودمار وتعجز حواسها عن التعبير، بينما أبدعت الفنانة جنان رضا ثلاث قطع خزفية تتميز بالتجريد العفوي، إذ لم تكلف نفسها في التعبير، فالمعاني في الخزف واضحة والرسالة مقروءة بوضوح.