٫رويترز

أكد أربعة مسؤولين أمريكيين أن قادة يخططون لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا يوصون بالسماح للمقاتلين الأكراد الذين يحاربون تنظيم داعش الإرهابي بالاحتفاظ بالأسلحة التي قدمتها لهم الولايات المتحدة، في خطوة من المرجح أن تثير غضب تركيا حليفة واشنطن في حلف شمال الأطلسي، في وقت بحثت كل من روسيا وتركيا تداعيات قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا.

وقال ثلاثة من المسؤولين الأمريكيين إن هذه التوصيات جزء من مناقشات تجري بشأن مسودة خطة للجيش الأمريكي.

ولم تُعرف التوصية التي سترفعها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في نهاية الأمر للبيت الأبيض.

وأضاف المسؤولون أن المناقشات في مراحلها الأولى داخل البنتاغون ولم يتم اتخاذ قرار بعد، وسيتم عرض الخطة بعد ذلك على البيت الأبيض خلال الأيام المقبلة كي يتخذ الرئيس دونالد ترامب القرار النهائي، وقال البنتاغون إن التعليق على ما سيحدث بشأن تلك الأسلحة سيكون أمراً «غير ملائم» وسابقاً لأوانه.

وأفاد المتحدث باسم البنتاغون شين روبرستون بأن «التخطيط جارٍ ويركز على تنفيذ انسحاب محكم ومنضبط للقوات في الوقت الذي يتم فيه اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لضمان سلامة جنودنا».

وأمر ترامب فجأة في الأسبوع الماضي بانسحاب القوات الأمريكية بالكامل من سوريا، ما أثار انتقادات واسعة النطاق ودفع وزير الدفاع جيمس ماتيس للاستقالة.

أخبار ذات صلة

الين الياباني يهوي لأدنى مستوى في 24 عاماً أمام الدولار الأمريكي
زيادة صادرات الصين من السيارات الكهربائية أكثر من الضعف


وقال المسؤولون الأمريكيون إن إعلان ترامب أثار قلق القادة الأمريكيين الذين يعتبرون قراره بمثابة خذلان لوحدات حماية الشعب الكردية التي قادت القتال الذي أدى إلى القضاء على تنظيم داعش بشمال شرق سوريا.

وتنظر أنقرة إلى وحدات حماية الشعب على أنها امتداد لتمرد كردي داخل تركيا، وهددت تركيا بشن هجوم على وحدات حماية الشعب، ما أثار مخاوف من حدوث تصعيد في أعمال العنف يمكن أن يلحق الأذى بمئات الآلاف من المدنيين.

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن الولايات المتحدة أبلغت وحدات حماية الشعب أنها ستزودها بالسلاح حتى انتهاء القتال ضد تنظيم داعش.

وأضاف المسؤول أن «القتال لم ينتهِ. لا يمكننا ببساطة أن نبدأ في طلب إعادة السلاح».

وسيؤدي اقتراح ترك الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة مع وحدات حماية الشعب، والتي قد تشمل صواريخ مضادة للدبابات وعربات مدرعة وقذائف مورتر إلى طمأنة الحلفاء الأكراد على أنه لن يتم التخلي عنهم، ولكن تركيا تريد أن تستعيد الولايات المتحدة هذه الأسلحة، ولذلك فإن توصية القادة، إذا تأكدت، قد تؤدي إلى تعقيد خطة ترامب بالسماح لتركيا بإنهاء القتال ضد تنظيم داعش داخل سوريا.

ويحتفظ البنتاغون بسجلات الأسلحة التي زود وحدات حماية الشعب بها وسلسلة حيازتها، ولكن المسؤولين الأمريكيين قالوا إن تحديد أماكن كل هذه الأسلحة ستكون عملية شبه مستحيلة .. وتساءل أحد المسؤولين «كيف سنستردها ومن الذي سيستردها؟».

في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، عن اتفاق روسي تركي بالتنسيق بشأن سوريا عقب قرار انسحاب واشنطن.

وأكد لافروف بعد محادثات أجراها مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو أنه «تم التوصل إلى تفاهم بشأن الكيفية التي سيواصل من خلالها الممثلون العسكريون لروسيا وتركيا تنسيق خطواتهم على الأرض في ظل ظروف جديدة، وفي إطار رؤية تتمثل باجتثاث التهديدات الإرهابية في سوريا».