مروة السنهوري

تكوينات إبداعية دمجت الأنماط الحركية في الانعكاسات الضوئية

أبدع مجموعة من الفنانين المشاركين في الدورة الـ 21 من مهرجان الفنون الإسلامية (أفق) تكوينات هندسية وأعمالاً تشكيلية دمجت بين العمارة التقليدية والفنون الإسلامية والزخارف النباتية التجريدية، وأخرى بحثت في طبيعة الكون والشمس والنجوم والفضاء والضوء بأساليب فنية واقعية.

ويحفل متحف الشارقة للفنون بمجموعة من الأعمال التي تؤكد أن الهندسة بقواعدها الخوارزمية وسيلة مهمة لتجاوز العالم المادي، خصوصاً إذا امتزجت بالفنون المعمارية واستعانت بالأشكال الغرائبية والألوان الزاهية المبهجة، ويتجلى ذلك في الانعكاسات الضوئية والسداسيات الهندسية والأفق الفنية التي تحملها التكوينات.

منارات هندسية

يتتبع الفنان الإماراتي عبدالله الملا حركة الشمس وفقاً لأوقات الصلوات الخمس في عمله «منارات»، مجسداً ذلك عبر مئذنة متحركة تتكون من نمط هندسي مبرمج يستجيب لحركة الشمس.

وقال الملا إن المشاهد يستجيب للتكرار البصري عن الإشارة إلى وقت الصلاة، إذ جمع تكوينه الإبداعي بين الهندسة وقوانين الحركة والشمس.

ذاكرة رمزية

أخبار ذات صلة

جي ريتشي يخرج النسخة الواقعية من هيركيوليز
تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا


أما الفنان كامبيز صبري فأبدع عمل «لأفضل ما في ذاكرتي» يتقصى من خلاله نقطة التحول في الفن القديم والعمارة التقليدية الإيرانية عبر تحويلها إلى محور مزدوج يعتمد على الماضي والحاضر.

يحاول صبري إعادة بناء ذاكرة المباني الرمزية لمراحل بلاده المختلفة، سعياً منه إلى السير في أفق الذاكرة والعثور على عناصر رسمية للفن والهندسة المعمارية.نجوم متحركة

يتكون عمل «النجوم المتحركة» للفنان الأمريكي جوناثان سيمس من نسيج هندسي وشكلي يعبر عن الفن الإسلامي، ويتسم بأسلوب بصري تجريدي للألوان الزاهية، إضافة إلى بساطة الرموز التي تستحضر اللغة والتصميم القديم والمعاصر.

يستلهم الفنان عمله من الفلك والرياضيات، مشيراً إلى وجود علاقة طويلة الأمد بين الإسلام والنجوم، والعمل إنما هو استمرار للرغبة التي لا تنتهي في فهم السماء وارتباطها بالزمان والمكان.تشكيل بالتراب

مزجت الفنانة زهرة الغامدي في عملها «دائرة الاعتدال» بين الموهبة والمادة، مبدعة لغة بصرية نقلت المتلقي إلى أمكنة لم يطـأها من قبل من خلال الاستخدامات الداخلة في عملها، مثل أقمشة البولستر والتراب الناعم والملون والمسامير مختلفة الأحجام والخيوط.

وتنشر الغامدي في عملها الزخارف الإسلامية وتحولها إلى مفهوم تجريدي يجسد الفن الإسلامي، ولطالما كان هذا الفن يحمل مضامين يغيب فيها البصر، ويمتد أمامه الأفق واسعاً رحباً كأنه لا نهاية له.

ويحكي التكوين قصة تحول حقيقة واقعية إلى خيال، ولا يقدم صورة طبق الأصل لواقع الزخرفة الإسلامية، إنما يعبر عن لغة موازية لسلسلة من المشاعر والأحاسيس التي تحاكي مكانة الزخرفة تاريخياً وثقافياً.جماليات بصرية

تستوقف تجربة الفنان الفرنسي جواني لوميرسييه المشاهد ما أن يقع بصره على سلسلة من الطبقات الضوئية التي يحتويها علمها «هندسة الضوء»، لتتكشف عبره جماليات الزخارف الممزوجة بلغة بصرية فريدة.

ويركز الفنان في المقام الأول عبر هذا العمل على إسقاطات الضوء في الفضاء وتأثيرها في الإدراك، مستعيناً بالأنماط والأشكال الهندسية لتطوير عمله.

وذكر لوميرسييه أن عمله يطرح وجهات نظر جديدة وعدداً كبيراً من الآفاق الممكنة، ويسمح الجزء التفاعلي للزائر بالتحكم في الإسقاط وتحويل ما يراه الناس وإنشاء عدد لا متناهٍ من التراكيب الهندسية.