عبدالحفيظ سعد

كشفت أجهزة الأمن المصرية، في بيان أمس، عن مقتل 40 إرهابياً، في الجيزة وشمال سيناء، سعوا للتخطيط وتنفيذ عمليات «عدائية» تستهدف مؤسسات الدولة المصرية، خصوصاً الاقتصادية ومقومات صناعة السياحة ورجال القوات المسلحة والشرطة ودور العبادة المسيحية فى عدد من المناطق المصرية.

وصدر بيان الداخلية بعد مرور أقل من 24 ساعة على مقتل ثلاثة سائحين فيتناميين ومرشد سياحي مصري وإصابة 12 آخرين في انفجار عبوة بدائية الصنع أثناء مرور حافلة سياحية بالقرب من أهرامات الجيزة غربي القاهرة.

وسارعت دول العالم المختلفة إلى إدانة الحادث الإرهابي، وعلى رأسها فيتنام، وقدرت الخارجية الفيتنامية، أمس، جهود مصر فى علاج المواطنين الفيتناميين الذين تعرضوا للهجوم، داعية «الحكومات والشعوب كافة إلى الوقوف صفاً واحداً لمحاربة الإرهاب من أجل حياة يسودها السلام، وتأمين السفر للجميع في مختلف أنحاء دول العالم».

كما دانت جامعة الدول العربية وعدد من الدول العربية الحادث ودعوا إلى الوقوف صفاً في مواجهة الإرهاب. ومن جانبها، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وعدد من الدول الأوروبية إدانتهم للحادث الإرهابي.

أهداف رخوة

أفاد باحثون في ملف الإرهاب والتنظيمات المتطرفة بأن الحادث الإرهابي تقف وراءه تنظيميات تستهدف مصر مجدداً عبر تكتيك جديد، يقوم على ضرب المصالح الاقتصادية في ظل انتعاش الموسم السياحي مع احتفالات أعياد الميلاد، لافتين إلى أن الحادث يكشف وجود حالة «يأس» لدى قادة تلك التنظيمات بعد نجاح الأجهزة الأمنية في توجيه ضربات استباقية قوية لها، ما أفقدها القدرة على المواجهة، وجعلها تتوجه نحو أهداف «رخوة». وفي سياق تفسير الحادث الإرهابي الأخير، والذي يعد تغيراً نوعياً في العمليات الإرهابية، منذ الـ 30 من يونيو 2013، أكد الباحث في شؤون الحركات الإسلامية أحمد بان أن العمليات الإرهابية كانت في السابق تركز على استهداف رجال الأمن والشرطة والقضاة والأقباط، إلى أن أخذت منحنى جديداً باستهداف السياحة بوصفها هدفاً «رخواً» وسهلاً، عن طريق زرع عبوة ناسفة في طريق مروري.

أخبار ذات صلة

الين الياباني يهوي لأدنى مستوى في 24 عاماً أمام الدولار الأمريكي
زيادة صادرات الصين من السيارات الكهربائية أكثر من الضعف


وأشار إلى أن العملية الأخيرة تدل على وجود حالة من اليأس لدى التنظيمات الإرهابية نتيجة نجاح الضربات الاستباقية ضدهم الفترة الأخيرة، مرجحاً أن تكون المجموعة المنفذة للعملية أحد التنظيمات المنبثقة عن جماعة الإخوان الإرهابية، مثل «حسم» أو «لواء الثورة»، أو حركات منضوية حديثاً تحت داعش، والتي تتشابه أهدافها مع أهداف الجماعة المتطرفة، باستهداف مصالح الدولة.

ولم يستبعد بان وجود تنسيقات مع دول في الإقليم في العمل على ضرب الاستقرار في مصر، وخصوصاً التي تمس الأوضاع الاقتصادية بعد تحقيقها نحاجاً ملحوظاً في الفترة الأخيرة نتيجة عوامل الاستقرار، وهو ما أكد عليه الباحث في الشؤون الأمنية والإرهاب بمركز الأهرام للدراسات هاني الأعصر، والذي أشار إلى أن توسيع قاعدة الاستهداف يكشف بأن من يقف وراء التنظيمات يريدون تحقيق أكبر قدر من الضرر بالاقتصاد المصري. ورأى الأعصر أن العملية الأخير ربما تكون خطة لتشتيت انتباه أجهزة الأمن لتنفيذ عمليات ضد الأقباط في احتفالات عيد الميلاد.فيتنام تدعو العالم للوقوف في وجه الإرهاب وتأمين حركة السفر