الرؤية

مبادرة لمرشدين ثقافيين في مركز «علوم الصحراء»

45 دقيقة

اعتبرت فاطمة الظاهري المركز بشكل عام تكريماً للشيخ زايد، إذ يستعرض إنجازاته ويخلد ذكراه، وخلال العام المنصرم ابتكرت مع زميلي فهد فكرة جديدة لجولة مصحوبة بقصص وسير للمغفور له.

ولفتت إلى أنهما استغرقا ستة أشهر في جمع المعلومات، إذ تطلب منهم الأمر الاطلاع على عدد كبير من الكتب التي روت سير المغفور له الشيخ زايد، مع الذهاب إلى الرواة الشفاهيين الذين عاصروا ورافقوا الوالد المؤسس.

وأشار الشويهي إلى أن الزوار يعيشون 45 دقيقة تنقلهم إلى زمن الشيخ زايد عبر روايات وقصص حقيقية، لافتاً إلى أن ما يميز الجولة أن الزائر سيحظى بمتعة الاستماع للعديد من القصائد التي على تماس مباشر بالمعرض الذي يتأمله الزائز، منوهاً بأنهما اصطلحا على تسمية الوقفات الخاصة بالجولة بمسميات من اللهجة المحلية حفاظاً على موروث لهجتنا الإماراتية.

رغيب

تبدأ الجولة مع المرشدين فاطمة الظاهري وفهد الشويهي بقاعة تكريم الشيخ زايد، التي أطلقا عليها اسم «رغيب» نظراً لتكرارها في قصائد مدح المغفور له الشيخ زايد، وتعني الشخص الذي لا يوجد حدود لطموحه وله نظرة تختلف عمن حوله وهكذا كان زايد.

أخبار ذات صلة

جي ريتشي يخرج النسخة الواقعية من هيركيوليز
تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا


وتحكي فاطمة قصصاً صاحبت ميلاد الشيخ زايد، إذ أطلق عليه والده الشيخ سلطان وقتها نجم السعد، نظراً لهطول أمطار غزيرة على المنطقة بعد موسم جفاف شديد أصاب المنطقة، الأمر الذي استبشر به المغفور له والده الشيخ سلطان بن زايد بن خليفة آل نهيان.

وفي «رغيب» يروي المرشدان قصصاً عن مرحلة طفولة وشباب وحكم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان المبكرة في منطقة العين وكيفية تعلقه بمجلس والده، والذي كان يمثل له المدرسة الأولى لتعلم أصول الحكم والقيادة والدبلوماسية.

القائد

وفي الوقفة الثانية التي تكون بعنوان «القائد» تمضي الظاهري في قصة تولي المغفور له الحكم في العين، وتروي كيف أن علامات وصفات القيادة كانت ملازمة له منذ نعومة أظفاره، مستشهدة على ذلك بكلمات شقيقه الأكبر الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، الذي كان يرى فيه قائداً حقيقياً، لذا أرسله ممثلاً للحاكم في مدينة العين عام 1946، ومنذ ذلك الحين بدأت عملية الإصلاحات في المدينة.

الجعايد

الجعايد كانت عنوان الوقفة الثالثة وفيها يوضح فهد الشويهي المقصود بكلمة «جعايد»، وهي الجلسات التي كان يتخذها أهل الإمارات على قمة الكثبان الرملية، ومن ثم يشرح تاريخ اكتشاف العمق الجيولوجي والجغرافي لدولة الإمارات.

ويستهل الشويهي شرحه بإيمان الشيخ زايد بأن أرض الإمارات ذات ماضٍ عريق، مستشهداً بمقولته «من ليس له ماض ليس له حاضر ولا مستقبل»، مشيراً إلى أن هذا ما دفع الوالد المؤسس لتأسيس المسح الأثري لجزر أبوظبي في عام 1992.

الفلج

وعند محطة الفلج، أشار الشويهي إلى أن التصميم الهندسي يحاكي نظام الأفلاج المسجل في قائمة التراث الإنساني في اليونسكو بوصفه أقدم أنظمة الري الموجودة في المنطقة، مشيراً إلى أن ألوان جدران الفلج تأتي بتدرجات اللون الأزرق الذي يعكس بحر إمارة أبوظبي.

سفينة نوح

وأطلق المرشدان على معرض عالم أبوظبي الحي اسم «صير»، وتشير الظاهري إلى أن الإعلاميين الغربيين وصفوا جزيرة صير بني ياس بسفينة نوح لما تحتضنه من تنوع بيولوجي هائل.

الشبهانة

ويتوقف الزائرون بعد ذلك عند محطة تسمى «الشبهانة» وتعني شجرة الغاف المعمرة والكبيرة في الحجم، وتروي الظاهري أنها من أقدم أشجار الغاف في إمارة أبوظبي وتوجد في منطقة السلع ويبلغ عمرها نحو 200 سنة.

وأشارت إلى أنه المغفور له بإذن الله اعتبرها إرثاً يعبر عن حضارة وتاريخ طويل للمنطقة، وأمر أن تظل شاهداً للأجيال القادمة على تاريخ المنطقة، إذ كانت تتجمع القبائل الزائرة للدولة تحت ظلها.عزة سند ـ العين

تستدعي مبادرة على نهج زايد، التي يقدمها المرشدان الثقافيان في مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء فهد الشويهي وفاطمة بخيت الظاهري، أربع قصص تاريخية ملهمة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التي تعرف زائري المركز بتاريخ أبوظبي عامة ومنطقة العين بصفة خاصة.

وتتجاوز هذه القصص عملية السرد التاريخي وتعريف زائري المركز بتاريخ أبوظبي، إلى استخلاص العبر وقيم التسامح والتعايش السلمي وقبول الاختلاف واحترام الآخر والتواصل الإيجابي، إضافة إلى تحقيق رؤيته، طيب الله ثراه، في الحفاظ على استدامة البيئة وتنميتها واستشراف مستقبل الدولة.

الشويهي والظاهري اصطحبا «الرؤية» في جولة للتعرف إلى تلك القصص التي يرويانها لزوار معارض المركز الخمسة: «تكريم الشيخ زايد، تاريخ أبوظبي الجيولوجي، عالم أبوظبي الحي، شعوب الصحراء ونظرة نحو المستقبل، برؤية الشيخ زايد لماضي وحاضر ومستقبل دولة الإمارات».