دانية الشمعة

أكد الباحث والمحكم الدولي الدكتور معتز عثمان أن صدور الدرهم الإماراتي، عقب قيام الاتحاد، جاء ليقضي على سلبيات اقتصادية عديدة تأثر بها المجتمع نتيجة فوضى العملات التي تعاقبت على مدى مراحل وحقب متباينة.

وقال عثمان إن معظم المتاحف تزخر بمجموعات كبيرة من المسكوكات التي تحيل إلى مجتمعات ما قبل البترول، مشيراً إلى إنجازه مجموعة جداول خاصة لكل متحف كقاعدة بيانات عن اللقى في الإمارات.

جاء ذلك خلال ندوة حوارية حول تاريخ النقد والعملات في الإمارات والمنطقة، قبل وبعد الاتحاد، استضافها مركز جمال بن حويرب للدراسات في دبي، مساء أمس الأول، بحضور كوكبة من المثقفين والمهتمين بتاريخ المسكوكات عموماً.

وناشد المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة جمال بن حويرب الباحثين ألا يتوقفوا عن التوثيق في هذا المجال المهم، مشيراً إلى وجود ثغرات في المعلومات المتوفرة يجب ملؤها، لبناء تاريخ متاح للأجيال القادمة.

تضارب العملات

وقال عثمان إن شهرة عملة «اللارين» التي استخدمت في المجتمعات المحلية، ويطلق عليها «اللارين»، تُنسب إلى «لار» عاصمة مملكة هرمز.

أخبار ذات صلة

جي ريتشي يخرج النسخة الواقعية من هيركيوليز
تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا


ولاقت عملة «طويلة الحسا» رواجاً كبيراً بين التجار على السواحل، حيث استخدمت في الموانئ بالتبادل التجاري وكان البحارة والتجار يميزونها ويثقون بها.

وأشار إلى أن دولار «ماريا تيريزا» أو «الريال الفرنسي» حمل في المنطقة لقباً خطأً لا صلة له بحقيقة العملة التي تحمل صورة الملكة الملكة تيريزا، مشيراً إلى أن بعض الأقاويل أوضحت أن أهل الخليج استخدموا تعبير «الريال الفرنسي» بسبب شرائهم البن بالعملة الفرنسية.

وأوضح المستشار معتز عثمان أن دولار ماريا تيريزا له وجود كبير في العالم العربي وشمال أفريقيا، بسبب نسبة الفضة الكبيرة الموجودة فيه، واعتماد التجار عليه، إلا أن البعض عملوا على تشويهه وتزييف دمغته ومحاولة الاستقطاع منه للاستفادة من القيمة المادية لمعدن الفضة، إلا أن القائمين على النقد آنذاك تيقنوا من هذا التزوير ووضعوا مجموعة نجوم على حواف القطع النقدية لمنع هؤلاء التجار من اقتطاع الفضة.

مرضوف القواسم

تطرق الباحث إلى عملة مرضوف القواسم التي استخدمها حكام القواسم،حسب قوله، مشيراً إلى أنها تشبه العملات الأوروبية، بعدها أصدرت المسكوكات في الشارقة، مضيفاً «بيزة السلطان برغش بن سعيد بن سلطان (سلطان زنجبار) كانت تعطى للتجار حينها وعليها نقش ميزان العدل».

الروبية الخليجية

وذكر الباحث أن الهند أصدرت قرارات سببت انهيار الاقتصاد في أسواق الخليج العربي في الفترة التي شهدت تداول عملات ورقية تحت اسم الروبية الخليجية، مرجعاً سبب ذلك إلى حدوث تهريب وتسريب لكثير من الروبيات الورقية إلى منطقة الخليج، ما أدى إلى استنزاف المخزون الاحتياطي للروبيات ودفعها لإصدار قرارها بتخصيص عملة خاصة للخليج بحروف تسلسلية سُكت في مومباي، قبل أن تصدر

قراراً آخر بتخفيض قيمة الروبية الخليجية بنسبة 36 في المئة، ما اعتبر تدميراً للاقتصاد الخليجي آنذاك.؜

وأشار إلى أن الإمارات حينها لم تكن تملك بديلاً سوى الاعتماد على عملات الدول الشقيقة مثل السعودية والبحرين، كمرحلة بديلة قبل تحديد عملة خاصة بالدولة، والذي تم مع إعلان دولة الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1971 حين تم إصدار درهم الدولة، وبذلك وضعت حداً للتبعية وقضت على الفوضى في ساحة العملات.

أوصاف شعبية

أفاد الدكتور معتز عثمان أن الأسماء التي كانت متداولة للعملات في منطقة الخليج استعارت أسماء شعبية اتسمت بالبساطة والتلقائية، بوصف شكل العملة النقدية دون الاستناد إلى اسمها الحقيقي، إذ كانوا يطلقون على الروبية التي تحمل صورة أسدين روبية «أم كلبين» لعدم وضوح الأسدين.

كما سميت روبية الملك جورج بروبية «أم صلعة»، فيما لقبت روبية الملكة فيكتوريا بالبنت، ثم روبية الشيبة لأن الشخص المرسوم عليها يبدو كبيراً في السن، وعملة «أم ثمان» التي تحمل رقم 8 وغيرها.