عبدالله الجعيد ومنة عبدالرازق

عمل الخير مطلب سماوي ودنيوي في كل الشرائع والأديان، وإلى قيام الساعة يظل عمل الخير شيئاً لا يعادله عمل، وأجراً لا يوازيه أي ثواب.والناس كما يقال أجناس، منهم من يملك فعل الخير ولا يريد أن ينشره بين الناس، ومنهم لا يملك ويتمنى للناس الخير، وأقل ما يفعله هو الدعاء لك بأن الله ييسر لك أمورك، وهو صادق ولو قصدته وهو لا يملك، يظل يتحسر على عدم قدرته على ذلك. وبعض الناس يقدم لك مساعدة، ويشترط المقابل أو يمنّ عليك في كل مدَر وحضَر.وفي النهاية إذا كنت تملك فعل الخير، فلا تتردد ولا تمنّ ولا تسخر، فربما جاء اليوم الذي تحتاج فيه من يقدم لك المساعدة ولا تجده، ويومها تلوم نفسك وتعض على شفتيك بالندم والخسران ولكن بعد فوات الأوان.ونقول الدنيا ما زالت بألف خير طالما الخير ما زال موجوداً إلى يومنا هذا، وحتى ولو كانوا أناساً قليلين – فلو كنت تستطيع – قدّم ولا تتأخر، والأيام دول بين الناس وبين الدول، وكم من ناس موتى وهم أحياء، وكم من ناس أحياء وهم موتى، كما قال الإمام الشافعي:الناس بالناس مادام الحياء بهموالسعــــــد لا شــــــــــك تارات وهـــــبّاتوأفضل الناس ما بين الورى رجلتقــــضى على يـــده للـــناس حـــاجــــــــاتلا تمنعن يد المعروف عن أحدما دمـــــــــت مقــــتدراً فالســـعد تاراتواشكر فضائل صنع الله إذ جعلتإلــــيك لا لك عــــند الــــناس حــــاجـــــاتقد مات قوم وما ماتت مكارمهموعاش قوم وهــم في الناس أموات.

أخبار ذات صلة