روح التسامح منحتها السكن والأمل
لم تكن «ريتا» الفتاة اللبنانية تتوقع أن قلوباً رحيمة، على حد وصفها، ستتعاطف فورياً معها وتلبي طلبها بتوفير مسكن يتناسب مع وضعها الصحي.
إلا أن اتصالاً هاتفياً من سفارة الإمارات في بيروت حوّل حلمها إلى حقيقة، بعد تقرير تلفزيوني بثته إحدى القنوات اللبنانية استعرض ضائقتها ومعاناتها بسبب سكنها المتهالك وتراكم الإيجارات على والدها.
وأردفت «لم يخطر ببالي أنه ما زالت هناك قلوب رحيمة كقلب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومنذ تلك اللحظة قررت أن أدعو إلى الله ما حييت، أن يحفظ سموه ويحفظ الإمارات من كل سوء».
وأضافت «قرأت عن تسامح ومساعدات الإمارات وها أنا أرى بعيني كيف تسعى الإمارات إلى إسعاد حالات إنسانية كانت فقدت الأمل والرغبة في الحياة».
مئات الحالات الإنسانية
من جانبه، قال السفير الإماراتي في لبنان الدكتور حمد سعيد الشامسي، «لو لم نرَ التقرير التلفزيوني لوصلنا إلى ريتا أيضاً، حيث تتعامل السفارة بعيداً عن الإعلام مع مئات الحالات الإنسانية».
وأوضح أن اللجنة الأولمبية الخاصة سعت بالتعاون مع السفارة إلى دراسة حالة ريتا التي فقدت والدتها قبل عام ونصف، وتعيش مع والدها المريض والمسن في منزل قديم متهالك، ثم جاءت التوجيهات من صاحب السمو ولي عهد أبوظبي، بتوفير احتياجات ريتا كافة وكل ما تطلبه، وهو ما تم إنجازه بسرعة.
وأضاف أن توجيهات القيادة للسفارة تتضمن متابعة حالة ريتا وزيارتها بشكل دوري.
منزل مؤثث ومجهز
قالت ريتا «منذ 31 عاماً وأنا أدعو الله أن ييسر لي أهل الخير لمساعدتي على الانتقال من هذا المنزل المتهالك كي أسكن بجوار إحدى الكنائس وأمارس شعائري الدينية بيسر وسهولة، لكنني كنت حبيسة جدران ذلك المنزل الذي يقع في الطابق الثالث ولا أستطيع النزول منه إلى الشارع».
وأبدت سعادتها بالمنزل الجديد المجهز بمصعد وكل الكماليات اللازمة لحالتها، ما سيتيح لها الصلاة في الكنيسة بشكل يومي عبر الكرسي المتحرك المجهز الذي جلبه لها سفير الإمارات في لبنان.
فيما أشار السفير الإماراتي في بيروت إلى إيلاء السفارة أثناء تجهيز وتأثيث المنزل الأولوية لتنفيذ رغبة ريتا، لا سيما في أن يكون منزلها الجديد قريباً من الكنيسة.
ضيفة شرف في الأولمبياد الخاص
لفت الشامسي، إلى أن ريتا ستشارك كضيفة شرف في الأولمبياد الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة في 14 مارس المقبل، الذي سيقام في أبوظبي مع عشرة الآف مشارك من 192 دولة في العالم، في ظل وجود حوالي عشرين ألف متطوع لإنجاح هذه البطولة.
كما أبدت ريتا سعادتها بدعوتها كضيفة شرف في الأولمبياد، مبدية تشوقها لرؤية الإمارات التي طالما سمعت بإنسانيتها قبل أن تكون جزءاً من قصص كرم أهلها.
سفارة الخير والتوافق والمحبة
وأكد الشامسي، أن عمل سفارة الإمارات والملحقية على الساحة اللبنانية يقتصر على الخير والتوافق والمحبة، وأنها لا تسعى إلا للمّ الشمل وتوحيد الصف، وأن مهمتها إنسانية.
وأردف أن العمل الإنساني يجعل السفير في موقع يُبرز صورة دولته الحقيقية تجاه الدول الأخرى.
وتوجه بالشكر للقيادة الرشيدة على سعيها لإسعاد الإنسان أينما كان، وزرع الابتسامة في نفوس أصحاب الهمم من خلال وضع العمل الخيري والإنساني في سلم أولويات دولة الإمارات العربية المتحدة، كما علمنا القائد المؤسس المغفور له، بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.سفير