زين العابدين البخاري

نحو مليار ونصف المليار شخص احتفلوا بمرور رأس السنة القمرية الجديدة، علامات المنتجات الفاخرة، قطاعا النقل والاتصالات كانا اللاعبين الأبرز في جذب طوفان المستهلكين الصينين بهذه المناسبة.

الثلاثاء 6 فبراير تحولت الصين من سنة «كلب الأرض» إلى عام «خنزير الأرض»، وكما في كل عام انتقل مئات الملايين حول الصين لزيارة عائلاتهم كما توجب تقاليد البلد الضاربة في القدم، أواستعاضوا عن الانتقال نتيجة ظروف معينة بكتابة رسائل نصية، أو لجؤوا إلى محافظهم لاقتناء هدايا لأفراد العائلة والمقربين.

أشياء عدة ميزت هذا العام، اقتصادياً على الأقل، عن بقية السنوات الماضية، ومن أولها كون هذه هي أول بداية سنة بعد دخول الولايات المتحدة والصين في نزاع تجاري، ما حوّل أسبوع العطلة بهذه المناسبة إلى اختبار حقيقي للمتسهلكين الصينين في ظل دق الكثير من الشركات المحلية والدولية لناقوس الخطر من تراجع قوي في الطلب الصيني جرّاء تداعيات الحرب مع واشنطن.

نحو نصف مليار مسافر

حسب إدارة الطيران المدني الصينية، يقدر عدد المسافرين جواً للاحتفاء بهذه المناسبة في الفترة حتى 10 فبراير الجاري بنحو 73 مليون شخص، رقم يعادل عدد المسافرين عبر أكبر مطار في فرنسا باريس شارل ديغول (72.2 مليون مسافر)، سنوياً.

ولمواجهة ارتفاع الطلب على الطيران خلال هذه الفترة، أعلنت شركات عدة عن إجراءات خاصة بهذه المناسبة، حيث زادت الخطوط الصينية طاقتها الاستيعابية وعززت وجهاتها نحو مختلف الدول والمناطق السياحية حول العالم،.

أخبار ذات صلة

الين الياباني يهوي لأدنى مستوى في 24 عاماً أمام الدولار الأمريكي
زيادة صادرات الصين من السيارات الكهربائية أكثر من الضعف


إضافة إلى الطيران، تشير التقديرات إلى أن عدد المسافرين عبر السكك الحديدية للالتقاء بعائلاتهم ومقربيهم في هذه المناسبة في مختلف أنحاء الصين يتجاوز 413 مليون مسافر.

ولا تنعكس المناسبة في قطاع الطيران، على النقل فقط، بل تتعدى ذلك إلى رتفاع مذهل في مبيعات المناطق الحرة في المطارات وهي السوق التي يستحوذ الصينيون على ثلث الإنفاق فيها على المستوى العالمي.

مليارات الأظرف الحمراء

في يوم واحد، تبادل الصينيون مليارات الأظرف الحمراء التقليدية «أنغ بو» التي تعرف منذ القدم باعتبارها وسيلة لتقديم الهدايا المالية في المناسبات الصينية تعبيراً عن المحبة.

ولم تقتصر الممارسة على تبادل الأظرف يدوياً كما كان في القديم، بل شملت تبادل مئات ملايين الأظرف عبر الرسائل الهاتفية والإلكترونية، في العام الماضي استخدم نحو 688 مليون صيني تطبيق «وي شات » لإرسال أظرف «رقمية» حمراء لأصدقائهم وأفراد عائلاتهم، وهي خدمة أطلقها التطبيق قبل أعوام عدة.

وتتننافس الشركات التكنولوجية العملاقة في الصين لتوسيع حصصها من سوق رأس السنة، عبر تطبيقات وألعاب مختلفة، حيث أطلق «علي باي» نظام الدفع التابع لشركة علي بابا لعبة تعتمد على الواقع الافتراضي المعزز، تسمح للمستعملين بجمع أحرف صينية ترمز للثروة والحظ للفوز بجوائز يتجاوز مجموعها 73 مليون دولار.

للربوتات حصتها من «رأس السنة»

يعد قطاع المطاعم أحد أكثر القطاعات التجارية استفادة من احتفالات رأس السنة القمرية، العام الماضي أنفق الصينيون 119 مليار يورو على المطاعم والتجارة فيما استحوذت الأجهزة التقنية الجديدة والروبوتات خصوصاً على حصة هامة من هذا الإنفاق.

من الذهب إلى السلع الفاخرة

حسب وكالة بلومبيرغ، يسجل الطلب على الذهب في العادة ارتفاعاً بالتزامن مع العطلة الصينية، حيث يعد المعدن الأصفر ضمن الهدايا المهمة تاريخياً والتي ترمز للفأل الحسن في الثقافة الصينية،.

وفي الأعوام الأخيرة لم يعد الذهب وحده هو ما يجذب الصينين، خصوصاً الأكثر ثراء، حيث باتت علامات السلع الفاخرة حول العالم تتسابق لتحقيق أرباح في رأس السنة القمرية عبر تقديم منتجات وأزياء وأجهزة تتناسب مع الثقافة والذوق الصيني.

إشغال فندقي قياسي

يعول قطاع الفنادق على عطلة رأس السنة كثيراً لزيادة مستوى الإشغال، وتحقيق هوامش ربحية أعلى مقارنة مع بقية أيام السنة، حيث سجلت أسعار الفنادق زيادة العام الماضي بنحو أربعة أضعاف عن السعر الطبيعي بمعدل 247 دولاراً.

إضافة إلى الفنادق، تشهد نوادي القمار زيادة في مستوى أنشطتها، خلال عطلة العام الماضي استقبلت «ماكو» أكثر من 900 ألف زائر في هذه العطلة أي نحو 40 في المئة، زيادة على المتوسط الأسبوعي، وفقاً لبولمبيرغ..

(Lesechos.fr / المصادر: وكالات)