رويترز

يجد اليزيديان داوود إبراهيم وكوجر حسن صعوبة في النوم منذ أن جلب تنظيم داعش الموت والخراب للقرى اليزيدية شمال العراق قبل نحو خمسة أعوام.

السبب بالنسبة لكوجر (39 عاماً)، التي وقعت في الأسر، هو أبناؤها الثلاثة المفقودون وسنوات الأسر الثلاث في أيدي التنظيم الإرهابي.أما بالنسبة لإبراهيم (42 عاماً) الذي لاذ بالهرب، فالمشكلة في القبر الجماعي الذي عاد ليجده على أرضه التي أصابها الدمار.

سقط أكثر من ثلاثة آلاف آخرين من الطائفة اليزيدية الصغيرة قتلى في 2014 في هجوم وصفته الأمم المتحدة بأنه عملية إبادة جماعية.

عاش إبراهيم وكوجر ليروي الاثنان معاناتهما، غير أنهما مثل غيرهما من الناجين لم يتجاوزا المحنة.

أما كوجر فلن تطأ قدمها قريتها رامبوسي مرة أخرى، وتقول إن أولادها بنوا البيت ولا يمكنها أن تعود من دونهم إلى المنزل الذي لا تزال فيه كتبهم المدرسية وملابسهم.

وفي حين يتأهب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للإعلان عن القضاء على التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق، تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن كثيراً من النازحين في العراق مثل كوشر لم يعودوا إلى ديارهم.

أخبار ذات صلة

الين الياباني يهوي لأدنى مستوى في 24 عاماً أمام الدولار الأمريكي
زيادة صادرات الصين من السيارات الكهربائية أكثر من الضعف


في الوقت نفسه يعيش إبراهيم وأسرته في مخزن بجوار بيته الذي تحول إلى كومة من الركام.قال وهو يجلس على حافة السقف المنهار «لا حاجة لأقول لك كيف أعيش. عيشة سيئة. لا منظمة تساعد ولا دولة تساعد».

وكثيراً ما يدلف إبراهيم تحت السقف للعثور على المتعلقات المفقودة. في ذلك اليوم خرج بأشياء من بينها ملابس طفل رضيع وألبوم صور.

ويقول سكان في المنطقة إن القبر الذي اكتشف عام 2015 خارج مدينة سنجار يضم رفات أكثر من 70 من عجائز قرية كوشو.

وعندما وصل المتشددون فرّ ألوف اليزيديين سيراً على الأقدام صوب جبل سنجار. وبعد مرور أكثر من أربعة أعوام ما زال نحو 2500 أسرة، من بينها أسرة كوجر وخمس من بناتها، تعيش في الخيام المتناثرة على امتداد التلال الممتدة حتى القمة.

حتى 18 شهراً مضت كانت كوجر وخمسة من أولادها محبوسين في سجن تحت الأرض في الرقة لا يصلهم ما يكفي من الطعام ويشعرون بخوف دائم من التعذيب.

وهي لا تعرف ما الذي دعا تنظيم داعش لإطلاق سراحها هي والبنات اللائي كانت أعمارهن تتراوح بين العام والستة أعوام. وهي لا تعرف شيئاً عن مصير أولادها الثلاثة الباقين فارس وفراس (23 و19 عاماً) وأفين البنت التي تبلغ من العمر 13 عاماً.

ولا يوجد في البيت الذي يعيشون فيه كهرباء أو ماء كما أنها لا تتذكر آخر مرة ذاق فيها أطفالها طعم الفاكهة. وتقول إن الحياة في غاية الصعوبة، ولكنها تحمد الله على مجرد القدرة على رؤية الشمس.

خلال النهار يذهب أولادها إلى المدرسة وهم سعداء ولكنهم يخافون أثناء الليل من ظلهم، على حد قولها، كما أنها تعاني هي نفسها من الكوابيس.