هواري عجال

هواري عجال ـ دبي

حدد مركز محمد بن راشد للفضاء 25 سبتمبر المقبل موعد انطلاق أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية ، لتكون أول رحلة لرائد فضاء عربي إلى المحطة.

ويأتي ذلك ضمن «برنامج الإمارات لرواد الفضاء» الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عام 2017 بهدف تدريب وإعداد فريق من رواد الفضاء الإماراتيين وإرسالهم إلى الفضاء لأداء مهام علمية مختلفة.

* 8 أيام في المحطة

وكشف المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء يوسف حمد الشيباني عن تفاصيل الرحلة خلال مؤتمر صحافي في دبي، الاثنين، بحضور مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في المركز مدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء سالم المري ومشاركة هزاع علي المنصوري وسلطان سيف النيادي أول رائدي فضاء إماراتيين.

وقال الشيباني إن أحد رائدي الفضاء سينطلق إلى محطة الفضاء الدولية ضمن بعثة فضاء روسية على متن المركبة « سويوز إم إس 15» ليقضي ثمانية أيام على متن المحطة يعود بعدها إلى الأرض على متن المركبة «سويوز إم إس 12» وسيكون رائد الفضاء الثاني بديلاً له وسيواصل التدريبات لأداء مهام أخرى في المستقبل.

أخبار ذات صلة

«اصنع في الإمارات» يسجل 32 اتفاقية وصفقات محتملة بـ 110 مليارات درهم
شرطة أبوظبي تطلق «صيف بأمان 3» لتعزيز الوقاية والسلامة


وأكد الشيباني أن «انطلاق أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية خطوة مهمة وإنجاز كبير ليس لدولة الإمارات فحسب وإنما للعالم العربي بأكمله، فللمرة الأولى سيتوجه رائد فضاء عربي إلى محطة الفضاء الدولية ليعيد الأمل للشباب العربي باستعادة أمجاد أجدادهم الذين برعوا في علوم الفلك.. فهذا الإنجاز يؤكد المدى المتقدم الذي بلغته طموحات دولة الإمارات ومدى إصرار أبناء الوطن على تحقيق رؤية القيادة الرشيدة أن المستحيل كلمة لا وجود لها في قاموس الإمارات إضافة إلى دعم توجهات الدولة لاستكشاف الفضاء وإعداد كوادر إماراتية تسهم في إثراء التقدم العلمي لخدمة البشرية».

* السلامة أولاً

وأوضح مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في المركز مدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء سالم المري أن موعد الرحلة كان أُرجئ من أبريل إلى سبتمبر هذا العام بسبب الحادث الذي تعرضت لها مركبة «سويوزإم إس 10» خلال أكتوبر الماضي.

وقال: «تأتي سلامة رواد الفضاء على رأس أولوياتنا لذا تم تأجيل موعد الرحلة إلى 25 سبتمبر ونحن سعداء بأن الانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية سيكون خلال العام الجاري رغم العقبة التي واجهت شركاءنا في وكالة الفضاء الروسية روسكوسموس».

* جولة باللغة العربية

وأشار المري إلى أنه للمرة الأولى سيقدم رائد فضاء جولة تعريفية مصورة باللغة العربية لمحطة الفضاء الدولية حيث سيوضح مكونات المحطة والأجهزة والمعدات الموجودة على متنها، فضلاً عن إجراء أكثر من 15 تجربة في بيئة انعدام الجاذبية، وتجارب رصد وتصوير كوكب الأرض والتفاعل مع المحطات الأرضية ونقل المعلومات والتجارب إضافة إلى توثيق الحياة اليومية لرواد الفضاء على متن المحطة.

وأكد أن محتوى هذه الجولات سيكون بمثابة مرجع موثق باللغة العربية ومتوافر لجميع المهتمين بقطاع الفضاء في الوطن العربي.

ونوه المري بجدول رائد الفضاء خلال وجوده على متن محطة الفضاء الدولية والذي وصفه بأنه سيكون حاشداً بالأنشطة العلمية وكل ساعة من ساعات اليوم محدد لها مهام معينة يتعين عليه القيام بها.

* تجارب علمية

وحول مجالات الأبحاث والتجارب العلمية التي سينفذها رائد الفضاء الإماراتي على متن المحطة، أوضح المري: «سيجري رائد الفضاء أبحاثاً في مجالات مختلفة تهدف إلى مشاركة المجتمع الدولي العلمي ببيانات توضح تأثير انعدام الجاذبية على التجارب البحثية مقارنة بجاذبية الأرض فعلى سبيل المثال سيتم دراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان داخل المحطة مقارنة بالأرض قبل وبعد الرحلة.

وتابع «هنا أود أن أشير إلى أنه وللمرة الأولى سيتم هذا النوع من الأبحاث على شخص من منطقتنا العربية وهو رائد الفضاء الإماراتي حيث ستتم مقارنة النتائج مع أبحاث أجريت على رواد فضاء من مختلف مناطق العالم».

وذكر أن هناك مهمات علمية موجودة في مختبرات محطة الفضاء الدولية ستوكل إلى رائد الفضاء الإماراتي مسؤولية استكمالها بما يتناسب مع توقيت ومدة بقائه في المحطة إضافة إلى الأبحاث التي سيحملها معه من مدارس وجامعات دولة الإمارات العربية المتحدة.

* سفيرا الإمارات إلى الفضاء

من جهتهما تقدم رائدا الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي بالشكر للقيادة الرشيدة على توفير جميع الإمكانات التي ساعدتهم على تحقيق طموحاتهم، وأشارا إلى أن البيئة العلمية والتقنية التي توفرها دولة الإمارات تشجع الأجيال الشابة على دراسة العلوم والتحلي بثقافة الأبحاث وشغف الاستكشاف والابتكار وتساعد في إعداد أجيال من العلماء والمهندسين المواطنين الذين سيسهمون في تحقيق رؤية القيادة الرشيدة للوصول إلى اقتصاد قائم على المعرفة وتعهدا بأن يكونا سفيرين للوطن في الفضاء وأن يسهما في خدمته وخدمة الإنسانية جمعاء.

يُشار إلى أن هزاع المنصوري وسلطان النيادي تم اختيارهما من بين 4022 مرشحاً تقدموا للالتحاق ببرنامج الإمارات لرواد الفضاء بعد سلسلة طويلة من الاختبارات الطبية والنفسية المتقدمة ومجموعة من المقابلات الشخصية وفق أعلى المعايير العالمية.

* تجارب واكتشافات

تعتبر محطة الفضاء الدولية بمثابة قمر اصطناعي كبير الحجم صالح لحياة البشر فيه وجرت فيها مئات التجارب العلمية والتقنية والأبحاث التي مكنت العلماء ورواد الفضاء من التوصل إلى اكتشافات مذهلة لم يكن الوصول إليها ممكناً على سطح الأرض.