مشعل العباس,محمد الدويري

إعفاءات من الرسوم ودورات تدريبية تفتح أبواب التمكين الاقتصادي

يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة في وقت تقف الإمارات في طليعة الدول التي سعت مبكراً لفتح أبواب التمكين الاقتصادي للمرأة، من خلال استراتيجية شاملة توفر إطاراً عاماً ومرجعاً إرشادياً لكل المؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني، لوضع خطط وبرامج عملها من أجل توفير حياة كريمة للمرأة لجعلها متمكنة، ريادية، مبادرة، تشارك في كل مجالات العملية التنموية المستدامة، بما يحقق جودة الحياة لها.

وتسعى الاستراتيجية إلى تمكين وبناء قدرات المرأة الإماراتية، وتذليل الصعوبات أمام مشاركتها في كل المجالات واستدامة الإنجازات المتحققة، وتحقيق التكامل في الأدوار بين الرجل والمرأة، لبناء مجتمع قوي ومتماسك قادر على مواكبة التغيرات المستجدة، عبر توظيف الابتكار وتوفير التمويل والدورات التدريبية والتأهيلية، وتوفير المعارض المتخصصة وتقديم الاستشارات الفنية.

طريفة الزعابي .. توظيف اللعب لتحسين قدرات التعلم

اكتشفت طريفة الزعابي أثناء الإعداد لرسالة الدكتوراه الخاصة بها في التربية أن اللعب أكثر فاعلية من الطرق التقليدية التي تعتمد على التلقين.

وقادها هذا الاكتشاف إلى أن تصبح أول امرأة عربية تحصل على شهادة مدرب من الدنمارك للتدريب بواسطة «ليغو»، ما دفعها لتأسيس شركة (غو غلوكل) للاستشارات التعليمية في عام 2010.

وتقول الزعابي إنها كانت تستعد لنيل شهادة الدكتوراه في التربية، وأثناء عملية البحث الأكاديمي عن طرق التدريس المختلفة، لفتت انتباهها طريقة التدريس عبر اللعب، وهو أسلوب أكثر تفاعلية من طرق التدريس التقليدية التي تعتمد على التلقين.

أخبار ذات صلة

سوق أبوظبي يستقر أعلى 9400 نقطة عند الافتتاح
سلطان الجابر: الأمن والاستقرار وجودة الحياة أحد أهم ممكناتنا الصناعية


وتابعت الزعابي أنها قررت بعد ذلك السفر إلى الدنمارك في رحلة للتعلم، وعملت في العديد من الشركات وتعلمت وتدربت على آلية التعليم باللعب وطرق تطبيقها.

وأكدت أن التعليم باللعب يستهدف كل شرائح الطلاب العمرية من الابتدائي إلى التخرج من الجامعة، وكذلك الموظفين في القطاعين العام والخاص، إذ يسهم هذا الأسلوب في التعلم بتطوير عملية إدارة المؤسسات والتخطيط الاستراتيجي.

وذكرت الزعابي أنها بعد أنهت عملية التعليم والتدريب في الدنمارك قررت نقل الفكرة إلى الإمارات.

وقالت الزعابي إن الدولة وفرت للمرأة الإماراتية كل الإمكانات والدعم المطلوب لتمكينها في المجتمع ودخولها جميع مجالات العمل، واستطاعت عبر مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحصول على رخصة استشارات تعليمية، فضلاً عن الدعم في الاستشارات الإدارية من المؤسسة، وأسست شركة (غو غلوكل) للاستشارات التعليمية في عام 2010.

وقالت الزعابي إن التحديات التي واجهتها في سوق العمل تمثلت في حداثة الفكرة التي كانت تحتاج إلى مزيد من الوقت وتوعية الناس حول كيفية الاستفادة من طرق التعليم التفاعلية، إضافة إلى كونها مدربة امرأة، فكان ذلك يشكل عائقاً لدى الكثير من المؤسسات عندما تدرب امرأة موظفين رجالاً، وخصوصاً أن المجتمع معتاد على المعلم الرجل، سواء كان مواطناً أم مقيماً، لافتة إلى أنها احتاجت إلى الوقت للتوفيق بين العمل للمشروع ومتطلبات الأسرة.

ونوهت الزعابي، الفائزة بجائزة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب كأفضل سيدة أعمال لعام 2015، بأن شهر الإمارات للابتكار أسهم في دعم الفكرة والمشروع وتم استقبال طلبات عدة للتدريب عبر المكعبات، لافتة إلى أن الإمارات تدعم المرأة في كل المجالات، وأهمها ريادة الأعمال، عبر ورشات العمل والبرامج التدريبية ودعم المشاريع المستقبلية وإطلاق المبادرات والجوائز التحفيزية.

عاتقة قائد .. الفن التشكيلي منصة لتصميم الأزياء

رافقت المواطنة عاتقة قائد منذ نعومة أظفارها الميول الإبداعية إلى عالم الفن والألوان، الذي كان بوابتها للعبور نحو عالم التصميم والأزياء.

وعلى مدى 27 عاماً قاد الولع بتصميم الأزياء عاتقة إلى تأسيس متجر (عاتقة بوتيك)، الذي لاقت تصميماته الإعجاب والقبول أثناء المشاركة في العديد من المعارض المحلية مثل معرض (العروس أبوظبي) ومعرض (العروس دبي).

وأبدت العديد من شركات الإنتاج الإعجاب الكبير بتصميمات الأزياء الخاصة بالمتجر، فضلاً عن إعجاب الجمهور.

وتؤمن عاتقة بأن ثقافة ريادة الأعمال في الإمارات أساس ومطلب للتمكين الاقتصادي للمرأة، في ظل التطور الاقتصادي العالمي، مشيرة إلى أن الإمارات مكنت المرأة الإماراتية في جميع المجالات، وكانت الداعم الأساسي لها، وساعدتها على إنشاء مجالس سيدات الأعمال في الإمارات، والتي يتم فيها النقاش وتبادل الخبرات وطرح حلول للعوائق والمشاكل التي تواجه المرأة على الصعيد المحلي والدولي.

وتشدد عاتقة على أن دعم القيادة الرشيدة للمرأة الإماراتية في داخل الدولة وخارجها هو المحرك الرئيس وراء التميز والنجاح الذي تحققه المرأة في أعمالها ومشاريعها، وهو المحرك الرئيس وراء ما تحقق من إبداع وإتقان في تنفيذ الأعمال وتطويرها، ويعتبر ذلك تحدياً للمرأة الإماراتية المبدعة المثقفة في رسم صورة رائدة للوطن في المحافل الدولية ولأبناء أسرتها في الحياة الاجتماعية.

وتقول عاتقة أن المرأة هي نصف المجتمع، والمرأة هي أيضاً نصف الحركة الاقتصادية في العالم، كما أن المرأة على مر التاريخ كانت صاحبة سبق في بناء دول وحضارات، ولعل كتب التاريخ تشهد على ذلك.

وتؤكد عاتقة أن دور المرأة لم يتراجع في الوقت الحاضر، بل هو في توسع وازدياد على جميع الأصعدة، فدعمها يعد نوعاً من أنواع النمو الاقتصادي على الصعيد المحلي والعالمي، ومن تلك الفوائد إنشاء أسرة متعلمة، أسرة مثقفة، أسرة ناجحة، وهذا يقود إلى مجتمع سليم وناجح.

26 % حصة رائدات أعمال في مشاريع «سعود بن صقر»

تمثل رائدات الأعمال الإماراتيات نسبة 26 في المئة من مجمل مشاريع مؤسسة سعود بن صقر لتنمية مشاريع الشباب في رأس الخيمة، البالغ عددها 955 مشاريع، بحسب مديرة المؤسسة مريم الكيبالي.

وأكدت الكيبالي أن القيادة الرشيدة مكنت المرأة الإماراتية من دخول جميع المجالات لتتميز في عالم ريادة الأعمال بالأفكار الإبداعية، مشيرة إلى أن القطاع يشهد نمواً مستمراً في عدد سيدات الأعمال، اللاتي دخلن الأسواق بشغف العمل والنجاح والاعتماد على الذات في صناعة علامات وطنية.

وأوضحت أن المؤسسة توفر الدعم لرائدات الأعمال، من خلال الدورات التدريبية وورش العمل لتنمية المعرفة لدى المرأة الإماراتية بأهمية المشاركة في عالم الأعمال، والاستفادة مما توفره الدولة للمرأة، إضافة إلى تنمية أساليب إدارة المشاريع.

عائشة القطامي .. الحافز الإنساني بداية التحدي

قبل 18 عاماً، أطلقت اختصاصية الأمراض الجلدية الدكتورة عائشة القطامي أول مركز طبي متخصص في مجال الأمراض الجلدية في رأس الخيمة، برأس مال 150 ألف درهم فقط.

ورغم أن القطامي بدأت مشروعها برأس مال بسيط، إلا أنه تمكن من توفير المتطلبات الضرورية لأهالي رأس الخيمة، وكان الجانب الإنساني المحفز الأول لتوظيف خبرتها الطبية لخدمة أهلها الذين كانوا بأمس الحاجة لتخصصها الطبي، نظراً للظروف الجوية الجافة التي كانت تلحق بهم أضراراً جلدية.

وتقول القطامي إنها تغلبت في بداية مسيرتها المهنية الحافلة بالإنجازات على بعض التحديات الاجتماعية، فيما تواجه اليوم تحديات التنافسية التي ترى فيها فرصة جديدة للتقدم والنجاح.

وتعتبر الدكتورة القطامي، التي أنهت دراسة الطب في جامعة الخليج العربي بمملكة البحرين، وحصلت على شهادة الماجستير في تخصص الأمراض الجلدية من جامعة القاهرة عام 1997، ترشيح صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة لها، لتكون عضواً في مجلس إدارة غرفة رأس الخيمة للصناعة والتجارة، من المحطات الرئيسة لمسيرتها المهنية الناجحة، مشيرة إلى أن عضويتها في الغرفة فتحت الطريق أمامها لاختيارها عضواً في مجلس سيدات أعمال الإمارات، وأسهمت بشكل كبير في قصة نجاحها.

وسعت القطامي خلال مسيرتها إلى مواكبة التطور العالمي في تكنولوجيا الأمراض الجلدية، بحضور المؤتمرات الطبية الدولية، الأمر الذي عزز اسمها في السوق، ورفع قيمة مركزها طبياً ومادياً على المستوى المحلي.

إعفاء من الرسوم الحكومية واجهت صاحبة مركز فيوشر لإعادة التأهيل والعلاج الطبيعي، بدور الخاطري، تحديات كبيرة لبدء مشروعها في مقدمتها نشر الوعي بين الناس بأهمية العلاج الطبيعي، الذي أصبح الآن من وجهة نظرها سوقاً عالي التنافسية.

وأشارت إلى أن الدعم الذي أسهمت فيه مؤسسة سعود بن صقر لتنمية مشاريع الشباب، من خلال المساهمة في إعفائها على مدار ثلاثة أعوام من الرسوم الحكومية المحلية، إضافة إلى تقديم المشورة الإدارية والدعم اللوجستي والتخطيط والمتابعة الدورية من قبل اختصاصيي المؤسسة، أوصلاها إلى برّ الأمان والاستقرار الاستثماري.

وترى الخاطري أن ضعف السوق في مجال العلاج الطبيعي هو التحدي المتردد بين فترة وأخرى، لافتة إلى أنه من ضرورة دعم المشاريع الوطنية في هذا المجال من قبل المؤسسات العلاجية كالمستشفيات ومراكز التأهيل الحكومية والجهات ذات الصلة في هذا المجال، بهدف رفع نشاطها الاقتصادي.

التنافسية مصدر الطاقة الإبداعية

بدورها، وظفت الشابة الإماراتية بسمة عبدالله راشد، صاحبة مشروع «أنسا فلور» للزهور الطبيعية والهدايا، مواهبها وإبداعاتها لتقدم كل ما هو جديد في عالم الورود والتنسيق والتغليف والتوزيعات، وصناعة الهدايا التذكارية كالدروع والرزنامات، وصناعة صناديق الإكليريك، وفق طلب الزبائن، لتصنع طابعاً مختلفاً يميزها عن المنافسين في مجال تقديم الهدايا وتجهيز المناسبات.

وواجهت بسمة في بداية طريقها تحديات التمويل التي تغلبت عليها بإرادتها وإدارتها المميزة للمشروع، والتي استندت فيها إلى توجيهات وإرشادات مؤسسة سعود بن صقر لتنمية مشاريع الشباب، والدعم بمنحها الإعفاءات والتسهيلات، مروراً بالدورات وورش العمل، وتنظيم المشاركة في المعارض الداخلية والخارجية.

وترى راشد أن التنافسية الشرسة في السوق في هذا المجال منحتها الطاقة الإبداعية لصناعة منتجات جديدة وابتكارية ومختلفة، مستفيدة من الإمكانات التي توفرها لها الدولة والبيئة الحاضنة للمرأة التي سمحت لها بوضع بصمتها في كل المجالات، وأسهمت في تحقيقها النجاحات الوطنية.