الرؤية

اعترافات كثيرة وأسرار حول التنظيم السري في دولة الإمارات العربية المتحدة لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية كشفها المدان في القضية عبدالرحمن بن صبيح السويدي، في لقاء عرضته جميع قنوات الدولة.

السويدي الذي أصدر كتاباً بعنوان «كبنجارا .. قصتي مع الإخوان المسلمين» من ثمانية فصول، أكد بنبرة صارمة في اللقاء أن «التنظيم الإرهابي سرق منه عمره».

ووثق السويدي في الكتاب الذي صدر عن دار مداد للنشر والتوزيع في عام 2018، تآمر التنظيم الإرهابي على دولة الإمارات العربية المتحدة، وذكر فيه حقائق واعترافات عدة تدين التنظيم الإرهابي.

أحلام واهية وشعارات زائفه للتغرير بالشباب

قال السويدي إن مسألة الاستقطاب لهذه الأحلام لا تكون في البدايات بل بالنهايات لأن البدايات تكون جميلة، وأول ما يغرر به التنظيم هو جذب الشباب في مقتبل العمر وإقناعهم لتفريغ طاقاتهم واللعب على الوتر الحساس بأن هناك من سيرعى المواهب الشابة ويعمل على صقلها عن طريق ممارسة أنشطة في جميعة تدعى الإصلاح، وأكد السويدي أن القرار الخاطئ في فترة مقتبل العمر يفقد الإنسان أهم فترات حياته ويعرضه للمخالفات والمساءلات القانونية التي لا مفر منها لاحقاً.

وأكد السويدي أن هناك مئات المراكز والجمعيات التطوعية في الدولة التي يمكن التطوع بها وتفريغ الطاقات الشابة قبل الانجراف في الطريق الخفي وغير القانوني.

أخبار ذات صلة

«اصنع في الإمارات» يسجل 32 اتفاقية وصفقات محتملة بـ 110 مليارات درهم
شرطة أبوظبي تطلق «صيف بأمان 3» لتعزيز الوقاية والسلامة

أساليب شيطانية ظاهرها جميل وحضاري

وفي حديثه عن أساليب التنظيم الشيطانية لتجنيد الشباب، أكد السويدي أن أسلوب المدح والثناء خصوصاً للشباب الذين يفتقدون لذلك هو أول ما يبدأ به التنظيم خطته اللعينة مما يؤثر في عقلية ونفسية الشاب المحتاج للمديح ويستمع له ويعطيه أذنه، ونصح السويدي الشباب بالتوقف هنا والسؤال لماذا هذا الشخص يمدحني ويثني عليّ؟ ويبتعد عنه.

وقال السويدي إن أغلب الأساليب التي يتبعها التنظيم للتجنيد جميعها تجلب الشباب كممارسة الرياضة والمسابقات والرحلات أو تحفيظ القرآن والأحاديث.

"كبنجارا" إلى السجن

وعن حديثة عن معنى اسم كتابه "كبنجارا" أكد السويدي أن هذه الكلمة هي التي غيرت حياته ويرجع أصل هذه الكلمة إلى اللغة الماليزية والإندونيسية وهي تنقسم إلى قسمين "كـ بنجارا" وتعني "إلى السجن"، وروى السويدي قصة الكلمة التي تعود إلى فترة توقيفه في إندونيسيا بسبب محاولته إصدار بطاقة مزورة، وعندها أمر الضابط المشرف على التحقيق الشرطي قائلاً له "كبنجارا" وهي ما تعني خذه إلى السجن، وأكد السويدي أن هذه المرة كانت هي الأولى التي يسجن بها وكانت صدمة كبيرة له في حياته وعندها بدأ في إعادة حساباته والتحول الجذري بحياته.

وعن كتابه الذي حقق نجاحاً كبيراً في معرض كتاب الشارقة وتمت طباعة وبيع ما يقارب 20 ألف نسخة في المعرض فقط قال السويدي إن محتوى الكتاب ماهو إلا واقع يجسد كيف طبقت منظمة مصنفة إرهابية مبادئها على شاب في مقتبل العمر، وأثرت في حياته بالسلب وأدخلته بالمخالفات القانونية داخل الدولة وخارجها، فقرر أن يعطي عبرة للآخرين من خلال كتابه ليعظ الشباب ويجنبهم الوقوع في نفس الخطأ.

احتضان قطر للتنظيم

وعن كواليس المؤتمر الذي أجري في قطر في التسعينات والذي كان الحاضن للتنظيمات المختلفة في دول الخليج أو غيرها من الدول قال السويدي إن هناك اتصالات كانت تجرى بين هذه التنظيمات سواء من الجمعيات المانحة التي تجمع التبرعات أو المنفذة التي توزع التبرعات وكانت تواجه هذه التنظيمات مشكلة تأزم الاتصالات بسبب أن جزءاً من هذه الكيانات غير رسمي والجزء الرسمي ما هو إلا واجهة لممارسات غير معلنة تحتمي تحت هذه المظلة، فعندها عقدت الدوحة مؤتمراً بين هذه المنظمات في التسعينات لتجد مبرراً لهذه التنظيمات وأصبحت اتصالاتها الخفية ترعاها دولة كاملة من خلال هذا المؤتمر عن طريق التوضيح أنها لفعل الخير وذلك ليتم استبعاد الشبهات والشكوك عن هذه المنظمات.

أبرز محاور "كبنجارا"

أكد السويدي في رسالة وجهها للشباب في كتابه أهم حقيقة وأهم ما يمكن أن ينصبّ التركيز عليه أن يبتعدوا عن هذه الممارسات سواء كانت بحسن نية أو بدون قصد ووجه رسالة للذين دخلوا بعلاقات مع أعضاء التنظيم السري المصنفين إرهابيين لأن يراجعوا حساباتهم خصوصاً بعدما حصلت المحاكمة القانونية وتمت إدانة أشخاص وتبرئة آخرين، ووجه السويدي رسالة قائلاً: حان الوقت للرجوع إلى الطريق الصحيح لأن الموضوع أصبح واضحاً، وأضاف أن من الممكن تقديم الأعذار في البداية ولكن اتضح كل شيء الآن، ويجب على الشباب البحث عن أماكن رسمية ونظامية لتنفيس طاقاتهم وإبداعاتهم بشكل قانوني وأكد السويدي أن المغزى من الكتاب هو تقديم الوعظ والعبرة للناس خصوصاً فئة الشباب قائلاً حتى لو لم تتم قراءة الكتاب، فإن مجرد قراءة الخاتمة ستفهم القارئ ماذا أقصد.

وبالعودة إلى محاور الكتاب قال السويدي إن الكتاب يحتوي على محاور زمنية متسلسلة لحياته في الستينات والسبعينات وأيام المدرسة ثم بداية اهتمامه بالرياضيات وكان هو السبب الرئيس الذي جذب الطرف الآخر إليه مؤكداً أنهم غالباً ما يستقطبون أصحاب المواهب عن طريق المدح والثناء ليتم بعد ذلك توجيههم إلى الأمور الداخلية غير القانونية وتتم استضافة العديد من الأشخاص الذين كان يظن أنهم للعمل الخيري ليتبين لاحقاً أنهم مصنفون إرهابيين وأكد أن جميع هذه الأمور اتضحت مؤخراً.

أما عن الإشاعات التي يتم تداولها عن وضعه مؤخراً، فأكد السويدي أن هؤلاء الأشخاص سيبقون في نفس الموضوع وسيستمرون في توجيه الإساءة للدولة والتشكيك في الأمور والممارسات الحضارية في هذه الدولة، وأكد أن هذا الكتاب هو قصة واقعية يقدمها للشباب الذين في مقتبل العمر لكي لا يقعوا في نفس الخطأ.

وعن الرسائل الموجهة في الفصل الأخير من الكتاب، قال السويدي إنه في البداية وجه رسالة لجميع الشباب الذي يمتلكون المواهب ويريدون تفريغ طاقاتهم للتوجه إلى الجهات الرسمية وليس المشبوهة.

وفي رسالته الثانية أكد السويدي أن هناك ولاء يجب أن يكون واضحاً لولي الأمر من الناحية الشرعية وليس ولاء لجهات خارجية أو لأي شخص كان وأكد أننا نحن في هذه الدولة بيعتنا وولاؤنا يجب أن يكونا لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، شرعاً وقانوناً.

وفي رسالته الثالثة قدم السويدي نصيحة للشباب وحثهم على أن يفرقوا بين الأمور المجرمة قانوناً والمباحة قانوناً، وأن يمارسوا أنشطتهم ضمن الجانب الرسمي والقانوني.

وفي رده على المتهمين الهاربين المرتبطين بتنظيم الإخوان الإرهابي المشككين في كتاب كبنجارا ويدّعون تعرضه للتعذيب والضغوطات، قال السويدي إنه أقدم على تأليف الكتاب بمحض إرادته وبدون إكراه، بغرض أن يسرد قصة حياته، والقصد والهدف الأساسي كما ذكر سابقاً، هو العظة والعبرة للشباب والأجيال، مضيفاً: لكي لا يقعوا بما وقع فيه.

وأضاف أن هذا الكتاب متعلق به شخصياً ولم يجبَر عليه، وأكد أن على الطرف الآخر الذي يدعي غير ذلك أن يقدم شيئاً يثبت ما يدعيه، وأكد أنه باستضافة مرفق من مرافق الدولة خاضع لقوانين الدولة وبحسب قوانينها، لتراعي مسألة التوقيف وإقامة النزلاء بالمؤسسات الإصلاحية والعقابية وبرقابة ومعايير جودة عالمية، وأكد أنه لا يوجد أي نوع من أنواع التعذيب أو أي شيء مما يثار، وأكد أن هذه الأمور لا تمت للواقع بصلة، ووجه نصيحة لمن يتناقلون هذه الإشاعات ألا يكونوا أداة بيد التنظيم العالمي وإعلامه ودولة قطر مقابل الدعم المادي أو الأدبي أو التدريبي لتنفيذ أغراض هاتين الجهتين، لأن هذه المصالح مؤقتة وستتبدل وسينقطع التمويل عنهم، وسيأتي الوقت للاستغناء عنهم، فيجب عليهم أن يصلحوا علاقاتهم ببلدانهم ويتواصلوا مع الجهات المعنية لتسوية أوضاعهم.