الرؤية - دبي

الأولمبياد الخاص .. مجرد حلم راود امرأة لمساعدة أختها من أصحاب الهمم، سرعان ما أصبح حقيقة وتحول إلى أكبر حدث رياضي إنساني في العالم، يحلم ببناء مجتمع متضامن يسوده الاحترام والتقدير لجميع فئاته دون النظر إلى اختلاف قدراتهم وتفاوتها.

من ذاك الحلم كانت الشرارة الأولى للأولمبياد الخاص، التي كانت وراءها شقيقتا الرئيس الأمريكي السابق جون كينيدي، يونيس كينيدي وماري روز، إذ كانت الأخت الصغرى ماري تعاني إعاقة ذهنية في المخ.

كانت يونيس ترعى شقيقتها وعملت على إيجاد أي وسيلة لإدخال الفرحة والسعادة إلى قلبها ومساعدتها على ممارسة أي نشاط يمكنها من الاندماج في المجتمع فأقامت في عام 1963 معسكراً رياضياً في حديقة منزلها للأطفال من ذوي الإعاقة الذهنية لاستعراض مهاراتهم الرياضية والبدنية.

انطلاق أول ألعاب

بعدها بخمس سنوات ترسّخ لدى يونيس أن الرياضة هي الحل لدعم هذه الفئة ومساعدتها على الاندماج في المجتمع .. وبدأ حلم يونيس يبصر النور مع انطلاق أول ألعاب عالمية صيفية للأولمبياد الخاص في يوليو 1968 بشيكاغو الأمريكية، بمشاركة ألف لاعب ولاعبة تنافسوا في ألعاب القوى والهوكي الأرضي والسباحة.

ومنذ ذلك التاريخ تقام الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص كل عامين بالتناوب بين الألعاب الصيفية والشتوية، ويشارك بها أكثر من خمسة ملايين لاعب ولاعبة حول العالم.

أخبار ذات صلة

رايان اير: مشاكل قطاع الطيران سوف تستمر خلال فصل الصيف
جيرونا يقتنص بطاقة العودة للدوري الإسباني من عقر دار تينيريفي


تأسيس الأولمبياد

وفي خطوة أصبحت علامة فارقة في تاريخ العالم، تأسس رسمياً الأولمبياد الخاص في ديسمبر عام 1968، واعتمدت الرياضة أحد العناصر المهمة للنهوض بذوي الإعاقة الذهنية ودمجهم في المجتمع.

وتخليداً لدورها الإنساني في مناصرة أصحاب الهمم ونجاحها في إطلاق الحدث العالمي الأبرز في تاريخ البشرية، أصبحت يونيس كينيدي السيدة الأمريكية الأولى على قيد الحياة التي يتم تصويرها على عُملة أمريكية حقيقية، وهي العملة التذكارية الفضية الخاصة بدورة الألعاب الصيفية للأولمبياد الخاص بالولايات المتحدة عام 1995.

اهتمام عالمي

لم يتوقف الاهتمام العالمي بأصحاب الهمم بوفاة يونيس كينيدي عام 2009، بل تواصلت هذه المسيرة الإنسانية، وتصدرت العديد من الدول واجهة الاهتمام بهم، وعلى رأسها دولة الإمارات التي أولت جل اهتمامها لرعاية هذه الفئة، وأحدثت طفرة مهمة في العناية بهم وأبرزها إطلاق السياسة الوطنية لتمكين ذوي الإعاقة وتأسيس المجلس الاستشاري لأصحاب الهمم وإطلاق مسمى أصحاب الهمم عليهم بدلاً من ذوي الإعاقة عام 2017، ما شكل قفزة نوعية لهذه الفئة، وعزز من دمجهم في المجتمع وأسهم في تسليط الضوء على إنجازاتهم، ووفر لهم مختلف السبل لممارسة أدوارهم باعتبارهم أفراداً طبيعيين في مجتمعاتهم.