إعداد: زين العابدين البخاري



في كل ثانية تٌلتقط أكثر من 1000 صورة سيلفي حول العالم، أي 86 مليون صورة يومياً، وخلال عشر سنوات باتت هذه الطريقة في التقاط الصور عبر الهواتف الذكية حاضرة بقوة على الإنترنيت، بدعم من تطبيقات وبرامج ذات مشتركين بمئات الملايين.

اليوم تسبب الهوس المفرط بـ «السيلفي» بتحويلها لتجارة عالمية لا تتوقف تأثيراتها على صناعات الهواتف والتطبيقات الذكية، حيث تشمل قطاعات التجميل والمتاحف وحتى صناعة القهوة.



مرآة البندقية

تشير الدراسات إلى أن متوسط صور السيلفي التي يلتقطها الفرد من أبناء «جيل الألفية» يصل إلى 25700 صورة طوال حياته.

أخبار ذات صلة

سوق أبوظبي يستقر أعلى 9400 نقطة عند الافتتاح
سلطان الجابر: الأمن والاستقرار وجودة الحياة أحد أهم ممكناتنا الصناعية

ويُقارن مختصون انتشار السيلفي وتأثيرها اليوم بتأثير المرآة العصرية الذي انطلق من مدينة البندقية في القرن الـ 16 وبتأثير ظهور التصوير الفوتوغرافي في القرن الـ 19، فيما شهدت كلمة السيلفي انتشاراً واسعاً إثر اختيارها من طرف قاموس أكسفورد 2013 ككلمة العام.

صناعة مكتملة



عناصر ومنتجات عدة رسمت معالم «اقتصاد السيلفي» الجديد من عصا السيلفي، ماكينات السيلفي، مكياج السيلفي، متحف السيلفي، إلى قهوة سلفي تشينو التي تعد أحدث صرعات عالم القهوة، حيث تُتاح للعميل إمكانية طباعة صورته على رغوة فنجان القهوة.

إلا أن أكبر مستفيد بالتأكيد من صناعة «السيلفي» يظل شركات الهواتف وبرمجة التطبيقات الذكية.

نموذج تطبيق «ميتو»

خلال السنوات الأخيرة بات السباق بين الشركات يتجه أكثر نحو «التأثيرات» التي توفرها التطبيقات الهاتفية لأخذ السيلفي الأكثر جاذبية.

وأدت «حرب الرتوش» إلى تصاعد قياسي في عدد ونوعية البرامج التي تُمكن المستهلكين من تعديل صورهم أثناء التقاطها.

ولأخذ فكرة عن حجم سوق تطبيقات الرتوش، يكفي النظر إلى تجربة تطبيق «ميتو» الصيني لمعالجة صور السيلفي، الذي انطلق قبل سنوات لتتجاوز قيمته السوقية حالياً مليار دولار، فيما يعالج في الشهر الواحد أكثر من ستة مليارات صورة سيلفي، ويقارب عدد مشتركيه 300 مليون.



عمليات التجميل 2.0





قادت موضة السيلفي الشركات إلى تصميم هواتف موجهة أكثر إلى شريحة مدمني هذا النوع من التصوير، على غرار هاتف «ريدمي يو 2» من شركة «شياومي» الصينية.


وتعتمد هذه الهواتف على الذكاء الاصطناعي لإضافة الرتوش بشكل تلقائي على الصور أثناء التقاطها، لتعديل عيوب البشرة، وتبييض الأسنان، وإخفاء التجاعيد، «حِيل» تجعلنا أجمل على الأقل في الصور، ما أدى ببعض الخبراء إلى إطلاق اسم ثورة «عمليات التجميل 2.0» على هذا النمط من السيلفي.

وأظهر استطلاع أجرته الأكاديمية الأمريكية لجراحي تجميل وترميم الوجه، نشرته «رويترز» العام الماضي، أن 42 في المئة من الجراحين استقبلوا مرضى يريدون الخضوع لعمليات لتحسين صورهم السيلفي.



ويشير الخبراء حول العالم إلى دور التطبيقات خاصة «سناب شات» في زيادة عائدات قطاع التجميل عالمياً، خصوصاً مع تفاقم أعراض اضطراب «الديسمورفوبيا» لدى الكثير من المستخدمين، وهو الاضطراب الذي يحدث نتيجة المقارنة المستمرة بين صورنا الحقيقية والصور التي خضعت لتأثيرات التطبيقات، ويعد وسواساً يشعر معه الشخص المصاب بقلق مفرط بسبب عيب في شكل أو معالم جسمه.

سوق عصا السيلفي



من بين أكسسوارات وملحقات السيلفي تبقى «عصا السيلفي» المنتج الأكثر مبيعاً.

وقدرت وحدة الأبحاث «Persistence market research » حجم سوق عصا السيلفي في 2017 بنحو 750 مليون دولار، مشيرة إلى أن الإضافات التقنية يمكن أن تزيد العائدات، وصولاً إلى مستوى 2.5 مليار دولار بحلول 2025.

وبلغت مبيعات هذه العصا ذروتها بمناسبة عطلة رأس السنة 2014، حيث بيعت عصا واحدة في كل 30 ثانية على موقع «ebay».

وفي دول غربية عدة، برزت للوجود شركات ناشئة متخصصة في تصميم وصناعة وتأجير «ماكينات» لأخذ صور السيلفي باحترافية للعملاء في المناسبات الاجتماعية والمهنية وحتى في الشارع.

وفي فرنسا وحدها، شهد عدد هذه الماكينات ارتفاعاً من 500 ماكينة قبل أربع سنوات إلى نحو 4000 ماكينة الآن، بسعر يقارب 6000 يورو للماكينة الواحدة.



متحف السيلفي ضعف اللوفر 3 مرات

museum of selfies



تعتبر المتاحف التقليدية من أكثر الأماكن السياحية استفادة من هوس السيلفي، فيما ظهرت متاحف خاصة بمحبي هذه «الصرعة».

في الولايات المتحدة يوجد متحف السيلفي في هوليوود والذي تبلغ تذكرته 25 دولاراً للفرد.

كما يوجد متحف «الآيس كريم» الذي يضم ديكورات تسمح للزوار بالتقاط صور ذاتية مع تصاميم لمختلف أنواع المثلجات، بتذكرة يبلغ سعرها 38 دولاراً أي ثلاثة أضعاف تذكرة متحف اللوفر في باريس.

(المصادر: les echos، museum of selfies، PMR)