رانيا أبو زيد

بسبب غياب ثقافة الفحص المبكر .. صحة دبي:

كشف استشاري جراحة العيون في مستشفى دبي، رئيس اللجنة العلمية في جمعية الإمارات الطبية الدكتور عبدالله النقي عن أن قِصر أو طول النظر يتصدر أبرز مشكلات العيون الشائعة عند الأطفال، وتبدأ منذ الولادة أو من سن ثلاث إلى عشر سنوات تحديداً.

وأكد أن كل واحد في المئة من الأطفال البالغين حتى عمر 18 سنة يعانون كسلاً في عين واحدة لم يتم التعرف إليها أثناء الطفولة، وبالتالي يصعب علاجها بعد ذلك.

وقال إن هيئة الصحة في دبي أجرت إحصائية في مستشفى حتا أظهرت أن نحو 20 في المئة من الأطفال يعانون هذه المشكلة، نتيجة عدم التشخيص في مرحلة مبكرة، لافتاً إلى أن حتا تشكل عينة صغيرة من المجتمع الإماراتي بشكل عام، لكون المراجعون فيها من المواطنين إلى حدٍّ كبير، وبذلك يمكن أن تنطبق النسبة على بقية مناطق الدولة.

كشف مبكر

وذكر النقي أن المشكلة الشائعة الثانية والأخطر لدى الأطفال هي قصر أو طول النظر في عين واحدة فقط، وتؤدي إلى حدوث كسل في العين المصابة، غير قابل للعلاج بعد سن العشر سنوات، إذا لم يخضع الطفل للفحص قبل هذه المرحلة العمرية.

وأضاف أن هيئة المعرفة في دبي أو وزارة التعليم لا تلزمان الأهل بإجراء فحص نظر للطفل باعتباره شرطاً من شروط التسجيل أو الدخول إلى المدرسة، إذ يمكن أن يسهم هذا الإجراء في الكشف المبكر عن الإصابة وسلامة الطفل، لافتاً إلى أن مستشفى دبي يستقبل الكثير من هذه الحالات سنوياً، ويتم اكتشاف معظمها عندما يرغب الطفل البالغ سن الـ 18 في الحصول على رخصة قيادة، فيخضع لفحص النظر، ويتم اكتشاف المشكلة.

أخبار ذات صلة

«اصنع في الإمارات» يسجل 32 اتفاقية وصفقات محتملة بـ 110 مليارات درهم
شرطة أبوظبي تطلق «صيف بأمان 3» لتعزيز الوقاية والسلامة


وحمّل النقي المسؤولية للأهل بالدرجة الأولى، مشدداً على ضرورة إخضاع كل طفل، سواء شعر الأهل بخلل ما في عينه أو لم يشعروا للفحص الروتيني عندما يبلغ أربع سنوات للتحقق من وجود أي خلل في الإبصار غير مرئي، ذلك لأن الطفل لا يشعر بأنه يعاني مشكلة في النظر لأنه ولد بها أو أصيب بها في عمر صغير.

ضعف البصر

في المقابل، أكد أن قسم العيون في مستشفى دبي يجري ثلاث عمليات حوَل أسبوعياً، 90 في المئة منها للأطفال، مبيناً أن مشكلة الحول عند الأطفال تظهر من عمر ستة أشهر حتى عمر ثلاث سنوات، وتعتبر المشكلة الثالثة الأكثر شيوعاً لدى هذه الفئة العمرية، وتؤدي إلى ضعف البصر إذا لم تتم معالجتها في وقت مبكر.

وأوضح أن العامل الوراثي يشكل جزءاً كبيراً من أسباب الإصابة بالحول لدى الأطفال، لا سيما إذا كان أحد الأبوين مصاباً به، حيث ترتفع نسبة إصابة الطفل به إلى حدٍّ كبير، فيما لا تزال الأسباب الأخرى غير معروفة.

وتابع: أن الحول أو عدم اتزان العين مشكلة ظاهرة، وبالتالي يتم التعرف إليها بشكل أكثر من قبل الآباء، وهو ما يسهم في تشخيص الحالة وعلاجها في مرحلة أكبر، ويكون العلاج باستخدام النظارة الطبية، أو عن طريق الخضوع للعملية الجراحية.

عتامة العدسة

وتحدث النقي عن مشكلة أخرى خطرة يجب تشخيصها بشكل مبكر وإخضاع الطفل لعمل جراحي في أسرع وقت، وهي عتامة العدسة، سواء أثناء الولادة أو في السنوات الأولى للطفل، وتسمى مرض المياه البيضاء، مشيراً إلى أن مستشفى دبي يستقبل سبع حالات للأطفال سنوياً.