الرؤية

قفزت عملة البيتكوين الافتراضية بصورة مباغتة فوق مستوى خمسة آلاف دولار وهو أعلى مستوى مسجل لها منذ شهر نوفمبر الماضي منهية بذلك ثلاثة أشهر من الهدوء في سوق العملات الافتراضية الذي يقدر بنحو 160 مليار دولار.

ويختلف تجار العملات حول الأسباب الكامنة وراء الارتفاع المفاجئ في قيمة البيتكوين والذي رفع حجم الأصول الرقمية التي تتبعها (كوين ماركت كاب. كوم) إلى أكثر من 17 مليار دولار خلال أقل من ساعة واحدة فقط.

ورغم أن التقلبات في أسعار سوق العملات الافتراضية أمر مألوف إلا أن تحركات الأسعار خلال العام الجاري جرت في نطاق ضيق في الوقت الذي يقيم فيه المستثمرون فرص تبني العملة الافتراضية على نطاق واسع في أعقاب انهيار العام الماضي والذي أفقدها 74 في المئة من قيمتها.

ويقول متداولون في سوق العملات الافتراضية إن طلبات الشراء الكبيرة عادة ما تؤدي إلى قفزات كبيرة في نطاق التحركات السعرية للعملة الافتراضية.

ويرجع هذا بصورة جزئية إلى أن طلبات الشراء تتوزع بين عدد كبير من القنوات ما يستقطب مستثمري اقتفاء الأثر الذين يبحثون عن بناء مراكز قصيرة الأجل، ما يزيد من حدة التقلبات في السوق.

أخبار ذات صلة

سوق أبوظبي يستقر أعلى 9400 نقطة عند الافتتاح
سلطان الجابر: الأمن والاستقرار وجودة الحياة أحد أهم ممكناتنا الصناعية

ويقول الشريك التنفيذي لاستثمارات البلوكتشين في شركة (كيناتيك) للاستشارات المالية جيهن تشو إن سوق البيتكوين والعملات المشفرة بصفة عامة أقل حجماً نسبياً قياساً إلى بقية الأسواق، كما أنها أكثر تأثراً بالاعتبارات المعنوية، ما يجعله عرضة لموجات من المد والجزر، ما يجعل القفزة الأخيرة في نطاق المألوف.

وبدوره، يرى الرئيس التنفيذي لشركة (بيتسبارك) جورج هارب إنه ما زال يستطلع في نطاق عملائه أسباب الارتفاع المفاجئ ولحين ظهور ذلك سيجمد كل شيء في انتظار أن يعود الاستقرار إلى الأسواق.

وترجع أوساط تجار العملات الافتراضية ومنتديات البيتكوين على وسائل التواصل الاجتماعي أسباب الارتفاع المفاجئ إلى تجار التغطيات قصيرة الأجل الذين أوقفوا الطلبيات الخاسرة عند مستوى 4200 دولار، بعد سريان شائعات عن أن هيئة السلع والأوراق المالية الأمريكية أقرت إدراج صناديق البيتكوين في البورصة.

ويقول كبير محللي الأسواق لدى شركة ( أوندا) كريغ إيرلام إن سوق البيتكوين ما زال بصفة أساسية سوق تجزئة ولم يتحول بعد إلى ساحة متطورة للاتجار.

ويستقطب انكشاف البيتكوين على التقلبات السعرية الحادة للعملة الافتراضية المضاربين الذين يحلمون بالعودة إلى العوائد الفلكية لعام 2017 والتي شهدت ارتفاع قيمة البيتكوين بنحو 1400 في المئة، ولكن حدة التقلبات ما زالت هي العائق الأكبر أمام تحول البيتكوين إلى عملة تداول عالمية وفقاً لما خطط له مبتكرها مجهول الهوية.

وتحجم المؤسسات الاستثمارية عن الدخول إلى حلبة العملات الافتراضية بسبب مخاوفها ليس فقط من التقلبات السعرية وإنما أيضاً بسبب مخاوفها من عمليات القرصنة وغياب التشريعات الناظمة وإمكانية التلاعب بالأسواق.

ويقول الرئيس التنفيذي لبورصة تداول العملات الافتراضية (إناكسوان) ديف تشابمان إن الأسواق ستنظر إلى القفزة الأخيرة بنظرة سلبية أو على الأقل ستحكم على سوق العملات الافتراضية بأنه لا ينصاع لقواعد العمل في الأسواق التقليدية، مشيراً إلى أنه يتعين على المستثمرين أن يدركوا أن عمر هذه الفئة من الأصول لا يتجاوز عقداً من الزمن، ولم تبدأ في اجتذاب اهتمام العامة سوي من خمس سنوات فقط.