دول عدة غيرت أسماءها وأخرى في طور تغييرها حالياً، فيما تتعدد الأسباب والدوافع خلف كل خطوة في هذا الاتجاه، من الارتباط التاريخي بالاستعمار إلى الخوف من السخرية من اسم البلاد.

وتُعد محاولة الرئيس الحالي للفلبين رودريجو دوتيرتي لتغيير اسم البلاد إلى جمهورية ماهارليكا، الأحدث في هذا المجال، حيث أعلن دوتيرتي المعروف بحملته الشرسة ضد تجارة المخدرات عزمه على القطيعة مع الماضي الاستعماري في البلاد بتبديل الاسم.



من فيليب إلى الفلبين

وتعود قصة اسم الفلبين تاريخياً إلى عام 1542، عندما اكتشف المستكشف الإسباني روي لوبيز دي فيلالوبوس، بعض الجزر الجديدة في المحيط الهادئ، ليطلق عليها اسم «الفلبين»، تكريماً لـ إنفانتي فيليبي، الذي أصبح فيما بعد فيليب الثاني، ملك إسبانيا، حيث ما تزال البلاد تعرف بهذا الاسم لنحو 500 عام.

وكان الديكتاتور فرديناند ماركوس (1989-1917) أول من طرح هذه الفكرة، في صورة مشروع قانون على البرلمان بشأن احتمال تغيير اسم البلاد، غير أن الفكرة رحلت برحيله، وظل الوضع كذلك حتى يومنا هذا.

أخبار ذات صلة

الين الياباني يهوي لأدنى مستوى في 24 عاماً أمام الدولار الأمريكي
زيادة صادرات الصين من السيارات الكهربائية أكثر من الضعف


وفي المقابل يرجع الاسم المقترح من طرف دوتيرتي وهو "ماهارليكا" إلى لغة الـ"تاجالوج" المحلية، حيث يطلق على فئة خاصة من المحاربين الذين عاشوا على أكبر جزيرة من جزر البلاد، التي كان يبلغ عددها 7000 جزيرة قبل الاستعمار، فيما تعنى الترجمة الحرفية لهذا الاسم «رجال الثروة والمعرفة والقدرة».

سيلان تتحول إلى سريلانكا

وعلى الرغم من أن الفكرة قد تبدو غير عادية، إلا أن هناك العديد من الأمثلة على دول قامت بتغيير أسمائها. وكانت ناميبيا تعرف من قبل باسم "جنوب غرب أفريقيا الألمانية"، وكانت ميانمار تعرف باسم بورما.

وصار تغيير الأسماء أكثر شيوعاً خلال النصف الثاني من القرن العشرين، حيث اختارت المستعمرات السابقة التأكيد على استقلالها باستخدام أسماء جديدة، حيث تحولت سيلان إلى سريلانكا، وروديسيا إلى زيمبابوي، وجزر الهند الشرقية الهولندية إلى إندونيسيا، وهندوراس البريطانية إلى بليز.

ولكن هناك أيضاً المزيد من الأمثلة الحالية، مثل "سوازيلاند"، وهي دولة صغيرة تقع في جنوب القارة الأفريقية، وغيرت اسمها مؤخرا إلى "إي سواتيني".

تغيير بسبب فيلم



وتدرس دول أخرى حالياً تغيير أسمائها، فهناك جدل في كازاخستان حول التخلص من مقطع «ستان» في نهاية اسمها، لأن البعض يشعر بأنه مرتبط بالحرب والإرهاب (بالنظر إلى أفغانستان، على سبيل المثال)، وبسبب فيلم «بورات» الذي يدور حول شخصية محورية للصحافي الكازاخستاني «الجاهل» بورات.

ومن بين الاقتراحات تغيير الاسم إلى "كازاخ إيلي"، (أو أرض الكازاخيين).

وعلى الجانب الآخر من العالم، تم إطلاق مبادرة في نيوزيلندا، لتغيير اسم البلاد إلى أوتيروا (أو أرض الغيوم البيضاء الطويلة)، وهي الكلمة الماورية الأصلية لبلادهم.

ويشار إلى أن الاسم يتم تسجيله حالياً بالفعل في جوازات السفر وشهادات الميلاد وعلى النقود، إلى جانب اسم نيوزيلندا.

وما زال أمام الفلبين طريق طويل يجب أن تقطعه قبل أن تصل إلى تلك المرحلة، وذلك على الرغم من إطلاق اسم ماهارليكا بالفعل على بعض الشوارع والمدارس والمطاعم، إضافة إلى دوري كرة السلة في البلاد.