مصعب قسم الله

أضاف فريق أياكس أمستردام الهولندي فصلاً جديداً لروايته المشوقة في دوري أبطال أوروبا العام الجاري، بعدما أسقط مضيفه توتنهام الإنجليزي بهدف نظيف، أمس الأول، ضمن ذهاب نصف النهائي في المسابقة على ملعب وايت هارت لين الجديد، ليضع بالتالي قدماً في النهائي الحلم.

قصة أياكس الأوروبية الموسم الجاري لا تكاد تنتهي حتى تدخل مرحلة جديدة من الإثارة، تتخطى سابقتها، ليبقى الترقب سيد الموقف، لما يمكن أن تنتهى عليه المغامرة الشبابية الملهمة في أعرق بطولات القارة العجوز.

وأهم ما يميز مشوار أياكس هو العنصر الشبابي الذي يطغى على تشكيلته، والذي كان له دور بارز في تخطى جميع العقبات التي مرّ بها الفريق.

وبداية من القائد ماتياس دي ليخت (19 عاماً)، ومروراً بالمغربي نصير مزراوي (21 عاماً)، وأيقونة الوسط فرينكي دي يونغ (21 عاماً) وختاماً بالمتألق فان دي بيك (22 عاماً) الذي سجل هدف أياكس في توتنهام، ظلت روح الشباب هي الطاغية في أياكس، وكلمة السر في إنجازاته.

ومن ضمن هؤلاء جميعاً يطل نجم الوسط فرينكي دي يونغ برأسه بوصفه أحد أبرز الشباب في الفريق، بعد تألقه غير المسبوق في مباراة توتنهام الأخيرة، وصناعته الفارق في الانتصار الثمين، وما سبقه من انتصارات على الريال واليوفي.

ولعل تألق دي يونغ لم يكن جديداً، إذ أسال لعاب الكثير من الأندية منذ سبتمبر الماضي، قبل أن يظفر به برشلونة الإسباني يناير الماضي مقابل 75 مليون يورو.

أخبار ذات صلة

رايان اير: مشاكل قطاع الطيران سوف تستمر خلال فصل الصيف
جيرونا يقتنص بطاقة العودة للدوري الإسباني من عقر دار تينيريفي


واقتفى دي يونغ بتوقيعه لبرشلونة أثر كل من يوهان كرويف، باتريك كلويفرت، رونالد كومان ومارك أوفرمارس ممن لعبوا لأياكس وبرشلونة معاً.

وبانتقاله للبارسا، يبدو أن دي يونغ خالف أمنيات والدته، والتي ارتبطت بليفربول المدينة، والتي ألهمتها اسم ابنها فرينكي.

وبعد أن وضعت العاملة في الحقل الطبي مارجون شينهارد ابنها الأول في الـ 12 من مايو 1997، لم تتردد في اختيار اسم فرينكي له، تيمناً بفرقة «فرانكي غوز تو هووليود» الموسيقية المنحدرة من مدينة ليفربول، والتي تعشقها والدة دي يونغ حد الهيام، لكنها غيّرت حرف الألف إلى ياء.

بداية

بعد أربعة أعوام من ولادته، بدأ فرينكي خطواته الأولى في عالم الكرة، وكان ذلك من قبيل الصدفة، عندما اصطحبه والده ،الذي يعمل مراقباً لحركة مرور، إلى يوم رياضي مفتوح في مسقط رأسه ببلدة خوريكوم.

وعن ذلك قالت جان دو بريجين جدة اللاعب دي يونغ لصحف هولندية «جميع من لعب معه فرينكي في ذلك اليوم كانوا بعمر الثامنة والسابعة».

وبعد ظهوره الأول بثلاثة أعوام وبسن السابعة خطفه نادي فيلم تو تيلبورغ ـ والذي قدم لاعبين أمثال فيرجيل فان دايك للشهرة، وكان على جدته القيادة لمدة ساعة يومياً إلى مدينة تيلبورغ لإيصاله إلى التدريبات ثم إعادته، نسبة لانشغال والديه في العمل.

وفي تيلبورغ قابل فرينكي دي يونغ خطيبته ميكي كيميني لاعبة هوكي الجليد السابقة، وكان ذلك في 2015 عندما كان في الـ 17 وهي السنة نفسها التي انضم فيها رسمياً إلى أياكس.

ورغم استقراره في أمستردام، وانشغاله بالجدول الضاغط لأياكس، فإنه لم ينس جدته، والتي ظل يزورها باستمرار عندما يذهب من العاصمة إلى مسقط راسه.

ولعل الدافع الأول من التوقف عند منزل جدته هو تذوق وجبة كرات اللحمة التي تعود عليها منذ الصغر في منزل الجدة، وبات مدمناً لها.الآن، وبعد تألقه في الملعب، وإصرار الصحافة الغربية على إطلاق لقب كرويف الصغير عليه، فإن فرينكي دي يونغ يرفض ذلك باستمرار، وذلك لقناعته بصعوبة وصوله إلى مستوى الجناح الهولندي الطائر الذي غيّر مفهوم كرة القدم.

وعن ذلك قال دي يونغ «أشعر بفخر لذلك، لكن أعتقد أن المقارنة معدومة بيني وبينه».

وأضاف في تصريحات سابقة للغارديان «كرويف أفضل مني بكثير، يمتلك الكثير من المهارات، لا يمكنني أن أصل إلى مستواه يوماً ما».رفضدي يونغ: