إخلاص شدود ـ دبي

يحرص طلاب إماراتيون مبتعثون في بريطانيا على تعزيز روابط العلاقات الأخوية والتزاور فيما بينهم، خصوصاً في شهر رمضان المبارك، عبر إعداد إفطار يجمع الطلبة من مختلف المدن البريطانية على مائدة واحدة، في أجواء يغلفها الحنين للوطن والأهل.

ويعمل الطلاب على تذكير بعضهم البعض بالمواظبة على الصلاة وإظهار قيم التسامح في معاملاتهم مع الجنسيات العربية والأجنبية كافة، والتحلي بأخلاق المسلم الفضيلة في التواصل مع زملائهم والكادر الأكاديمي.

ويتكاتف الطلبة مع بعضهم البعض في مدينة نوتنغهام لخلق أجواء رمضانية أسرية، الأمر الذي يبدد إحساسهم بالغربة ويمنحهم الشعور بالسعادة والتآلف، حيث يعكفون قبل الإفطار على إعداد المائدة التي يتصدرها التمر والعصائر.

طقوس إماراتية

وقالت الجمعية الإماراتية في نوتنغهام إنه ليس بالغريب أن تنتاب الدارس مشاعر الغربة والحنين للوطن في بلد الابتعاث، خصوصاً في الشهر الفضيل الذي تعود فيه الطلاب على اجتماع الأسرة وسط العادات والطقوس والتقاليد الإماراتية المعهودة على مائدة الإفطار الرمضانية، وكذلك اشتياق المبتعثين للأنشطة الاجتماعية والخيرية والتطوعية التي تنظم يومياً في وطنهم الأم.

17 ساعة صوم

أخبار ذات صلة

«فطور العافية» تستهدف الأسر المتعففة في رأس الخيمة
رجال الدفاع المدني بأبوظبي: مــــــــــرابطون في الإفطار والسحور


وأوضح المبتعث سلطان طارق الحوسني، طالب قانون دولي في جامعة نوتنغهام ترنتت في بريطانيا، أن الساعات التي يقضيها الطالب في الصيام فرصة لزيادة الأجر، حيث تصل إلى 17 ساعة، وهذا لا يشكل عائقاً لجميع الإماراتيين في نوتنغهام.

وذكر أنه يستمتع بتجهيز الطعام لإخوانه الطلبة، كما أن الاجتماعات بينهم تخفف من الشعور بالشوق والحنين لمائدة العائلة.

روح التسامح

بدوره، أكد المبتعث حامد الطنيجي أن الشعور بالغربة قاسٍ جداً، إلا أن الغربة واحدة من أهم المراحل التي تعود على الطالب بالنفع من خلال صقل مهاراته وبناء شخصيته ورسم أهداف حياته.

وتابع: «أدرس نظم الحاسوب والأمن السيبراني في بريطانيا، ومن المعروف أننا في الإمارات نكثر من التجمعات العائلية في رمضان، ونحن عوضنا لمة الأهل والأحبة باجتماعاتنا كطلبة في أجواء تعمها روح التسامح والمحبة».

طقوس عائلية

أما المبتعثة حور جاسم الجابري، الطالبة في جامعة ليدز في المملكة المتحدة، فقالت إن شهر رمضان يعني لي الكثير، فله تقاليده الخاصة وطقوسه العائلية المحملة بالرحمة والحب والتي لا تتكرر في أي شهر آخر، وفي بلد الاغتراب يهيج في النفس شعور الحنين والاشتياق للأسرة ومحيطها الدافئ، وقد توقعت أن تواجهني صعوبات كبيرة، خصوصاً في رمضان.

وأضافت: «في رمضان أقضي معظم يومي في الجامعة، وفور انتهائي أعود للمنزل لآخذ قسطاً من الراحة ثم قراءة القرآن، وبعد ذلك أسارع في تجهيز وجبة لأذهب بها حيث نجتمع أنا وصديقاتي».

وأشارت إلى أن أجواء التعاون والمحبة التي تجمع بين الأخوات والإخوان المغتربين تهوّن كل شيء، فوجودهم يخفف من الغربة والحنين والشوق للأهل والوطن.

تجربة صعبة

المبتعثة بدور أحمد الذهلي، الطالبة في كلية الهندسة المعمارية جامعة ليدز، أكدت أنها قضت العام الماضي بعيداً عن أهلها، وكانت تجربة جديدة وصعبة نوعاً ما، إذ إن فترة الصيام طويلة جداً، كما أن النظام الدراسي وأوقات الذهاب إلى الجامعة لا تتغير في الشهر الفضيل.