سلمى العالم

رمضان الجالية اللبنانية في الإمارات

مع حلول شهر رمضان المبارك، تتعطر أجواء الجالية اللبنانية بنسائم الشهر الفضيل ونفحات الإيمان التي تلقي بظلالها النورانية على تفاصيل الحياة والعادات والطقوس التي يحرص أبناء الجالية على ممارستها مهما أبعدتهم عوامل الجغرافيا عن الوطن.

ويستقبل اللبنانيون الشهر المبارك بالترحاب بالضيف الكريم، حيث يدخلون في سباق مع النفس لتجسيد قيم الدين الإسلامي السمحة من تضامن وتآزر وتراحم.

وتشتهر المائدة الرمضانية اللبنانية بتنوعها وثرائها بالأغذية الصحية، وعلى رأسها طبق الفتوش الذي يعتبر سيد المائدة، ويدخل في تكوينه جميع أنواع الخضراوات، ويؤكل قبل بداية الوجبة الأساسية على الإفطار، فضلاً عن الفتة والحمص بالطحينة والكبة النية والباذنجان بالطحينة.

ويحرص اللبنانيون على ممارسة الرياضة في شهر الصوم من أجل الحفاظ على اللياقة البدنية، وكذلك الانتساب إلى أعمال التطوع.

تجمع يومي

وينظم حساب أبناء الجالية اللبنانية في الإمارات على فيسبوك، المدعوم من السفارة اللبنانية بالإمارات، تجمعاً بشكل يومي للإفطار والسحور في أحد المطاعم اللبنانية المختلفة في كل من دبي وأبوظبي، بحسب نزار أبوالحسن، أحد المشرفين على الحساب.

أخبار ذات صلة

«فطور العافية» تستهدف الأسر المتعففة في رأس الخيمة
رجال الدفاع المدني بأبوظبي: مــــــــــرابطون في الإفطار والسحور


وأشار إلى أن المجموعة تنظم سلسلة من الأنشطة في شهر رمضان الذي يشهد أكبر التجمعات لأبناء الجالية من جميع إمارات الدولة، منوهاً بحرص المسيحيين اللبنانيين على المشاركة في موائد الإفطار والسحور، فضلاً عن ممارسة الألعاب الشعبية اللبنانية كالطاولة والورق التي يجري تخصيص دوري رمضاني لها في بعض السنوات، إضافة إلى فريق الجالية لكرة القدم وكرة السلة الذي يشارك في بطولات محلية بالإمارات ضد الجاليات الأخرى.

تطوع وعطاء

وينظم اللبنانيون إفطاراً للأطفال الأيتام واستضافتهم إما في بيوتهم أو في أحد المطاعم بحسب نيفين جمال، المقيمة في دبي منذ خمس سنوات، مشيرة إلى أن هذه العادة تستهدف إشعار الأطفال بالأجواء الحميمية لـ «لمّة» العائلة التي يفتقدونها بشدة خلال الشهر الفضيل.

وأضافت «نحضّر للأيتام مأكولات مطبوخة منزلياً مثل «لبن أمو»، وهي عبارة عن لحمة مطبوخة باللبن يجري تناولها مع الأرز، فضلاً عن مأكولات أخرى كالملوخية واللوبيا وأصناف المعكرونة والفطاير والمناقيش، وشوربة العدس والفتوش عصير الليمونادة أو البرتقال».

وجعلت نيفين من التطوع طقساً أساسياً تمارسه خلال الشهر الفضيل، حيث تتطوع في مؤسسات خيرية عدة بالإمارات، فضلاً عن ممارسة الطقوس الدينية الأخرى كختم القرآن وصلاة التراويح.

حنين وذكريات

وتصف اللبنانية ليلى حراتي، المقيمة بأبوظبي منذ عشر سنوات، الأجواء الرمضانية في الإمارات بالهدوء والسكينة التي تساعد على ممارسة الطقوس الدينية من صلاة وقيام ليل وغيره، فيما تختلف عنها الأجواء في لبنان، حيث لا تستطيع أن تكتم حنينها للوطن، مشيرة إلى أن جميع أفراد أسرتها يجتمعون في لبنان سنوياً خصيصاً لقضاء رمضان معاً.

وتحرص حراتي على إرسال التهاني والمعايدات الرمضانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأفراد أسرتها الذين اغترب معظمهم، فضلاً عن مشاركة كل منهم لطقوس الإفطار وأجواء رمضان في البلد الذي يقيم فيه.

وقالت حراتي «أينما كنا نحرص على تحضير مأكولات السفرة اللبنانية الشهيرة كالفتة، الكبة بأنواعها المقلية والنيئة، السمبوسك، وورق العنب والحمص، أما الحلويات فتأتي العصملية بالقشطة وهي عبارة عن عجينة الكنافة المحشوة بالقشطة، إلى جانب الكنافة وحلاوة الجبن ضمن أساسيات قائمة الحلويات، فضلاً عن «معمول المد» وهو عبارة عن عجينة المعمول المكونة من الدقيق والسميد.

*قال حسن ناصر، المقيم بأبوظبي منذ 24 عاماً: يميل معظم اللبنانيين المقيمين بالإمارات إلى الحفاظ على لياقتهم البدنية خلال الشهر الفضيل، فعلى الصعيد الشخصي أرافق أصدقائي يومياً إلى الشاطئ من الساعة الرابعة للسادسة عصراً قبل الإفطار لحرق المزيد من الدهون.

وأشار حسن إلى أن مائدة الإفطار لديهم تحوي عادة ما لذ وطاب من المطبخ اللبناني، وكذلك المطابخ العربية الأخرى في ظل نشأته بالإمارات، حيث تحوي أصنافاً متنوعة كالملوخية والمنسف والبرياني والهريس، ولكن تبقى شوربة العدس وسلطة الفتوش أساس السفرة اللبنانية خلال أيام رمضان، خصوصاً أن الجسم يحتاج إلى كمية سوائل بعد صيام 15 ساعة.