مروة السنهوري

يروون ظمأ الصائمين برشفة ماء ويسدون جوع المارة بشق تمرة، ينتشرون قبيل موعد الإفطار في الشوارع وتقاطعات الإشارات، يرسمون البسمة ويوزعون البهجة على وجوه كل من يلتقيهم في نهار رمضان، إنهم مجموعة من كبار المواطنين المتطوعين في حملة «رمضان أمان».

أعمارهم تتراوح بين الستين والسبعين عاماً، ولكن العمر بالنسبة لهم لم يكن في يوم ما عائقاً أمام عمل الخير، لذلك قرروا النزول إلى الشوارع على كراسي متحركة وتوزيع وجبات الإفطار على الصائمين.

ويشارك كبار المواطنين في حملة «رمضان أمان» بالشارقة هذا العام، في مسعى إلى دمجهم وأصحاب الهمم في مبادراتها الرمضانية الخيرية، خصوصاً خلال توزيعهم وجبات الإفطار على المارة وقائدي المركبات وقت أذان المغرب.

خبرات ومهارات

وقال المشرف على تنظيم وسير الحملة في الشارقة، عبدالله محمد الزرعوني، إن «رمضان أمان» فتحت باب التطوع أمام كبار المواطنين وأصحاب الهمم للاستفادة من خبراتهم ومهاراتهم في خدمة الصائمين، فضلاً عن تعزيز ثقتهم بأنفسهم بعد التأكد من سلامتهم البدنية وقدرتهم على الحركة بسهولة من مكان إلى آخر.

2000 متطوع

أخبار ذات صلة

«فطور العافية» تستهدف الأسر المتعففة في رأس الخيمة
رجال الدفاع المدني بأبوظبي: مــــــــــرابطون في الإفطار والسحور


وذكر الزرعوني أن عدد المتطوعين في كل موقع يصل إلى 100 شخص، مبيناً أنه في الشارقة تم تحديد ست نقاط لتوزيع الوجبات، ويبلغ عدد المسجلين في الشارقة ألفي متطوع.

وعلى الرغم من المشقة التي تنطوي على حمل السلال الغذائية، إلا أن كبار المواطنين يشاركون في توزيع 2600 وجبة يومياً، بمعاونة الشباب والأطفال والنساء.

ولفت المشرف على الحملة إلى أن المتطوعين من كبار المواطنين نذروا أنفسهم للأعمال الخيرية، حيث تفرغوا لهذه الحملة في رمضان لمساعدة المتطوعين والوقوف جنباً إلى جنب مع الشباب والشابات.

تحفيز الشباب

وأوضح عبدالله الزرعوني أن الناس يتجمعون حول كبار المواطنين فرحين بهم وبمجهودهم لأنهم ضربوا مثلاً في تحفيز الشباب على الانخراط في العمل التطوعي، فلا مبرر أمام صمود وإرادة هؤلاء الشياب، فالشباب لديهم الطاقة والإمكانات للتغيير والتطوع وبذل المجهود لعمل الخير.

ولم تنحصر المبادرة في دمج كبار المواطنين، بل امتدت إلى أصحاب الهمم من المقعدين والصم والبكم بالتعاون مع المراكز الخاصة لتأهيل المعاقين في الشارقة.

ملء وقت الفراغ

وعلى الرغم من تجاوزها الـ 84 عاماً، إلا أن الوالدة فاطمة علي إبراهيم أصرت على المشاركة في الأعمال التطوعية طوال شهر رمضان، قائلة: «مع مرور الوقت أحسست أن من واجبي أن أملأ وقت فراغي بما ينفعني وينفع الناس من خلال العمل التطوعي، لذلك انضممت كعضو فاعل في رابطة فخر الوطن التطوعية للمشاركة في الأنشطة التي تنظم في رمضان».

رد الجميل

وأكد المتطوع خالد إبراهيم، البالغ 62 عاماً، أن سعادته بالمشاركة في الأعمال التطوعية لا يضاهيها أي شعور آخر، فالإمارات لها حق على جميع أبنائها وسكانها، والتطوع أفضل طريق للارتقاء بالوطن ورد الجميل له، كما أنه يعزز الثقة والمواطنة في نفوس الأجيال الجديدة.