سلامة الكتبي ـ الشارقة

شرطة الشارقة: 36 % من البلاغات لكفلاء ضد عاملات البيوت .. والهرب والسرقة في الصدارة

تتورط الكثير من الخادمات في قضايا الهرب، لتفادي ساعات العمل الطويلة، التي لم ترد أساساً في عقد العمل، أو بسرقة مصوغات ومقنيات ثمينة من مخدوماتهن، بهدف الانتقام من الكفيل، إذ وصلت نسبة البلاغات المتعلقة بالخادمات إلى 36 في المئة حتى شهر رمضان المبارك، وتتزايد خلال وقبل هذه الفترة بقليل، حسب شرطة الشارقة، ويتركز معظمها في الهروب من منزل الكفيل والسرقات، وعدد قليل منها يرتبط بممارسة العنف على أطفال كفلائهن بالمنازل التي يعملن فيها.

ويطالب كفلاء بإلزامية إصدار شهادة «حسن السيرة والسلوك» للعاملات المنزليات قبل توظيفهن، للتأكد من عدم تورطهن في أي قضية جنائية داخل بلداهن الأم قبل قدومهن إلى الدولة.

ودعت ربات المنازل وأرباب أسر الجهات المعنية بتشديد الرقابة على إجراءات استقدام العمالة المساعدة ومدى أهليتهم من الناحية العقلية والنفسية للعمل

وشددوا على ضرورة حصول الخادمات على شهادة «الخلو من الأمراض النفسية والذهنية التي تؤثر سلباً في سلوكهن»، مطالبين بإلزام مكاتب استقدام العمالة وضرورة تطبيق هذا الاشتراط لدخول العماملات المنزليات إلى الدولة والعمل داخل البيوت.

أما مكاتب استقدام عمالة منزلية، فحمّلت مسؤولية مراقبة الخادمة للأسرة، لرصد أي تصرفات غير صحيحة وكذلك وجوب التعامل معهن بطريقة جيدة، ورأى أصحاب العديد من هذه المكاتب أن الشهادات الصحية والنفسية المطلوبة للعاملة تشكل عبئاً مالياً إضافياً على الكفيل، مطالبين بعدم إسناد مهمة تربية الأطفال لخادمة غير مختصة بذلك أصلاً.

شهادات مزورة

أخبار ذات صلة

«اصنع في الإمارات» يسجل 32 اتفاقية وصفقات محتملة بـ 110 مليارات درهم
شرطة أبوظبي تطلق «صيف بأمان 3» لتعزيز الوقاية والسلامة


طالب عضو المجلس الوطني الاتحادي، سالم الشحي، الجهات المعنية في الدولة، بأن تكون شهادة حسن السيرة والسلوك ضمن آليات استقدام العمالة المنزلية لمنح رخصة العمل، باعتبارها إجراء وقائياً لتجنب وقوع جرائم عنف من الخادمات.

ولفت إلى أن الشهادات المتعلقة بحسن السلوك والتي تثبت تأهيلها المهني للعمل في منازل الأسر والتي تحضرها بعض الخادمات من بلدانهن تكون معظمها مزورة.

إخفاء معلومات

وطالبت ربة المنزل، علياء المنصوري، الجهات المعنية بتكثيف الرقابة على آليات استقدام العمالة المنزلية، ومدى أهليتهم للعمل، مشيرة إلى أنها استقدمت خادمة من جنسية آسيوية لمساعدتها في منزلها، فتبيّن بعد فترة أنها كانت تعمل لدى إحدى الأسر داخل الدولة قبل نحو سبعة أشهر، والمعلومة أخفيت عن سجلها الموجود لدى المكتب.

أمراض نفسية وسوابق

ورأى المواطن علي الكعبي أنه للحد من الممارسات السلبية للخادمات، خصوصاً على الأطفال لا بد من حصولهن على شهادة «الخلو من الأمراض النفسية والذهنية التي تؤثر سلباً في سلوكها» باعتباره شرطاً أساسياً لدخول الدولة والعمل داخل البيوت، وأيضاً إلزام المكاتب المختصة التي تمنحهن التراخيص بضرورة تطبيق هذا الاشتراط، مشيراً إلى أنه يمكن للوزارات والجهات المعنية باستقدام العمالة المنزلية أن تطبق هذا الفحص، لا سيما أن الكثيرات منهن يتعاملن بشكل مباشر مع كبار السن والأطفال».

وشددت ربة المنزل، أميرة سليمان، على ضرورة التأكد من صحة المعلومات المسجلة في استمارة العمل التي تعرض للمتقدمين لطلب الخادمات مثل العمر وبيانات الإقامة، وأيضاً التأكد من خلو ملفها الأمني من أي سوابق جنائية.

عبء إضافي

قالت صاحبة مكتب لجلب الأيدي العاملة، مرجانة، إن الفحص النفسي والسلوكي للخادمة ليس من اختصاص المكاتب، فضلاً عن أن مثل هذه الفحوص تكون مكلفة مادياً، وفي حال تطبيقها فإنها ستشكل عبئاً إضافياً على العملاء الذين يتكبدون مبالغ طائلة عند استقدام خادمة منزلية.

ورأت أن الحل الأمثل لتجنب وقوع جرائم وسلوكيات عنيفة من قبل العمالة المنزلية المساعدة بتوعية الأسر في الكيفية الصحيحة للتعامل مع العاملة المنزلية، وضرورة نشر ثقافة حسن التعامل، وكذلك يجب تشديد الرقابة على الخادمات وإبلاغ الجهات المعنية في حال رصد أي سلوك غير سوي قد يبدر منها.

وأشارت إلى أن الخطأ الفادح الذي تقع فيه معظم ربات البيوت هو إعطاء مهمة تربية أطفالهن لخادمات غير مختصات في هذا الأمر.

استفزاز وعنف

اتُهمت الخادمة «ن، س» بسرقة ملابس وجهاز «آيباد» من بيت كفيلها، ومنحتها محكمة جنح الشارقة كفالة بضمان إقامتها، تقول «ن، س»، «إن المعاملة السيئة لبعض ربات الأسر على الخادمات أو إجبارهن على العمل لساعات طويلة تزيد على 15 ساعة، يومياً، يشكل عبئاً نفسياً كبيراً على العمالة المنزلية، ما يولد عنفاً سلوكياً لديهن.

وتضيف: «صاحبة المنزل الذي أعمل فيه اتهمتني بسرقة بعض الأغراض دون أن تتأكد من ذلك، كما أنها كانت تستفزني طوال الوقت بكلمات الانتقاد اللاذعة التي توجهها لي».

عمل طويل

كثرة الأعمال اليومية التي لا تنتهي، أكبر المنغصات التي تواجه الخادمة «ت. ع» من جنسية دولة آسيوية، وتعمل في منزل أسرة مواطنة منذ عامين، إذ تطلب ربة المنزل منها بعد إنهاء عملها أن تتوجه إلى منزلي ابنيها وتنظيفهما، وكذلك غسيل الملابس وكيّها، ما يصيبها بالإرهاق والتعب من العمل المتواصل الذي يستهلك منها معظم ساعات يومها.

تقول «ت. ع»: «حين تم استقدامي من المكتب الخاص كان الاتفاق على أن أعمل في منزل واحد فقط، إلا أنني تفاجأت بضغط العمل الذي تزداد وطأته في عطلة نهاية الأسبوع حين يحضر ابنا السيدة التي أعمل لديها إلى بيتها مع ابنائهم، حيث يطلب مني أن أجهز وجبات الطعام المختلفة وتنظيف المنزل مرتين في اليوم، فضلاً عن العناية بالأطفال جميعهم».

هرب الطباخ .. فتورطت

وعملت الخادمة، منارة، لدى أسرة مواطنة لأكثر من أربعة أعوام، وكان يقتصر على تنظيف المنزل وغسيل الملابس، لكن بعد هرب الطباخ طلبوا منها إضافة الطهي إلى عملها السابق، فتورطت وبدأت تعد وجبات الطعام للأسرة البالغ عددهم 11 فرداً، تقول إن «هذا العمل الإضافي شكل عبئاً إضافياً عليّ في العمل، وجعلني أطلب منهم زيادة قيمتها 200 درهم في الراتب المخصص لي إلا أن الكفيل رفض وخيّرني بين العمل أو إلغاء إقامتي وإرجاعي لبلدي، وحين رفضت بدأ يوبخني يومياً بعبارات مهينة».