محمد الدويري

يسهرون طوال الليل والنهار حرصاً على راحة وسلامة المرضى، وتأهباً لأي طارئ قد يحدث نتيجة حادث مروري أو حالة مرضية اضطرها الألم لمراجعة قسم الطوارئ، فهم ملائكة الرحمة الذين لا يفارقهم الحماس والشغف بالعمل الدؤوب.. هذا هو حال أطباء وممرضي مستشفى رأس الخيمة.

يجتمع عشرات الأطباء والممرضين وموظفي الاستقبال وغيرهم، على موائد إفطار رمضان، متشاركين الماء والتمر، الفرحة والعبء والمسؤولية، وأعينهم وقلوبهم معلقة بأسرة المرضى ومراجعي الطوارئ.

وقبيل موعد الإفطار بدقائق بسيطة، تتوجه جميع الطواقم العاملة إلى غرفة مجاورة لقسم الطوارئ لتناول وجبة الإفطار، وهم على استعداد تام لأي صوت نداء طارئ، فشرف المهنة الذي أقسموا عليه يحتم عليهم مسابقة الزمن للقيام بواجبهم الإنساني تجاه شخص متألم أو محنة صحية ألمّت به، أو حادث طارئ وقع في وقت الإفطار.

أسرة واحدة

«الرؤية» عايشت مع الطواقم الطبية في مستشفى رأس الخيمة تجربة الإفطار في الدوام، حيث تآلفوا جميعهم في غرفة واحدة، يتبادلون أطراف الحديث وحبات التمر ورشفات الماء كأنهم أسرة واحدة.

وأكد معظمهم أن الأسرة الحقيقة في العمل، عندما يجتمع الزملاء في قسم الطوارئ وبقية الأقسام في مستشفى رأس الخيمة على مائدة الإفطار، وهم على استعداد لتقديم الخدمات الطبية في أي لحظة، وهي الفترة البسيطة التي تروي جميع المواقف التي حصلت خلال اليوم في أقسام المستشفى.

أخبار ذات صلة

«فطور العافية» تستهدف الأسر المتعففة في رأس الخيمة
رجال الدفاع المدني بأبوظبي: مــــــــــرابطون في الإفطار والسحور


سباق مع الزمن

وقال اختصاصي طب الطوارئ الدكتور محمد شمس الدين إن موعد الإفطار من الأوقات الحساسة خلال اليوم، لأنها الفترة التي تشهد تغيرات متسارعة على الناس في لحظات معدودة، حيث يحل إرهاق العمل خلال ساعات النهار، ومسابقة الناس للزمن قبيل موعد الإفطار، الأمر الذي قد يتسبب في حوادث، حتى ولو تزامنت مع موعد أذان المغرب.

حياة غالية

وذكر شمس الدين أنه يحرص يومياً على تفقد أحوال المرضى في قسم الطوارئ وقت الإفطار قبل أن يلتحق ببقية زملائه في غرفة الإفطار، إذ لا يفضل الطعام على صحة وحياة المرضى التي هي أغلى من كل شيء.

رسالة سامية

بدورها، أوضحت طبيبة الطوارئ الدكتورة عبير جيل أنها تتناول وجبة الإفطار مع أسرتها الحقيقية، زملائها في العمل، الذين تتقاسم معهم الحياة وليس الماء والتمر فقط، إذ تشاطرهم اليوم وتجالسهم أكثر من أسرتها، مشيرة إلى أن وجودها على رأس عملها في وقت الإفطار له معانٍ خاصة تتعلق بالوفاء والإخلاص لمهنة الطب ورسالتها السامية.

إخلاص للبشرية

أما الدكتور سلمان عبدالباري فيرى أن العمل الطبي من أسمى المهن التي ترتبط بروح الإنسانية والوفاء والإخلاص للبشرية، وهي مسيرة مشرّفة تحتم علينا أن نكون متأهبين في مواقعنا دائماً، مؤكداً أنهم يتحدون الوقت والظروف من أجل النفس البشرية.

فريق واحد

وأشار موظف الاستقبال في مستشفى رأس الخيمة أحمد البلوشي إلى أن موظفي المستشفى في جميع أقسامه مرابطون في مواقعهم ليل نهار، ولا يختلف جهدهم في موعد الإفطار عن غيره من اليوم، مؤكداً أن فريق المستشفى من أطباء وممرضين ومساعدين يعملون بروح الفريق الواحد، وصحة وراحة المرضى أولوية خاصة بالنسبة لهم.