رانيا أبو زيد

التشديد على الاختبارات قبل التخدير

انتقد رئيس قسم التجميل في مستشفى راشد التابع لهيئة الصحة بدبي الدكتور مروان الزرعوني، تجاهل عيادات جراحات اليوم الواحد الفحوص الضرورية قبل إجراء جراحة زراعة الشعر، ما يؤدي إلى إصابة الحالة بالتسمم أو المضاعفات الشديدة أو الوفاة في حال كان المريض يعاني من أمراض القلب أو الضغط أو الحساسية.

وقال الزرعوني: «معظم العيادات التي تجري هذا النوع من العمليات الجراحية تستهين بالفحوص وتكتفي بطرح أسئلة عامة على المريض لتعبئة الاستمارة من دون التأكد من أنه لا يعاني مشكلات في القلب أو الضغط أو حساسية من التخدير، مؤكداً أن هذه العملية قد تودي بحياة المريض في حال كان يعاني مشكلة في هذا الخصوص.

وذكر أن المستشفيات الحكومية لا تجري هذا النوع من العمليات، وأنها تتم في العيادات والمراكز الطبية الخاصة فقط، لافتاً إلى أن هذه العيادات ربما تتجاهل طلب إتمام هذه الفحوص قبل العملية، لكونها تشكل تكاليف إضافية على المريض، وبالتالي تدفعه للتراجع عن إجرائها.

وأوضح الزرعوني أن عملية زراعة الشعر تتم تحت تخدير موضعي، حيث يتم حقن المنطقة الخلفية من الرأس لاستئصال بصلة الشعر، والمنطقة الأمامية من الرأس للزراعة، وهي غير مناسبة للأشخاص الذين تكون بصلة الشعر ضعيفة لديهم.

ومن المفترض أن تكون كمية التخدير المستخدمة مناسبة لعمر ووزن المريض، وفي حال تم حقنه بكمية أكبر يصاب المريض بنوع من التسمم أو المضاعفات الصحية.

ونشرت صحف بريطانية قبل أيام عدة خبراً عن وفاة رجل في إسبانيا (39 عاماً) أثناء خضوعه لعملية زراعة الشعر في عيادة خاصة، وذلك رغبة منه في الحصول على تسريحة شبيهة بلاعب كرة القدم الإنجليزي واين روني.

أخبار ذات صلة

«اصنع في الإمارات» يسجل 32 اتفاقية وصفقات محتملة بـ 110 مليارات درهم
شرطة أبوظبي تطلق «صيف بأمان 3» لتعزيز الوقاية والسلامة


وذكرت الصحف أن هذا الشخص خضع لعملية تخدير موضعي قبل العملية، لكنه فارق الحياة جراء أزمة قلبية مفاجئة، ولم تفلح محاولات نقله إلى مستشفى كبير لإنقاذه.

من جهته، أكد رئيس شعبة التجميل في جمعية الإمارات الطبية الدكتور زهير الفردان، أن حالة الوفاة التي حدثت في إسبانيا لم تكن بسبب عملية زراعة الشعر، بل جراء التخدير الموضعي المستخدم.

وأوضح أن التخدير الموضعي فيه مادتان هما ليدوكائين والأدرينالين، الأدرينالين يساعد على عدم حدوث نزيف في المكان المخدر، ولكن في حال انتشرت هذه المادة في الدم تؤدي إلى حدوث خفقان في القلب. وفي حال كانت جرعة الليدوكائين زائدة تتسبب بمشكلات في القلب، والاثنين يؤديان إلى إصابة المريض بسكتة قلبية، وهو ما حدث مع الشاب في إسبانيا الذي أصيب بسكتة قلبية قبل البدء بزراعة الشعر، مشيراً إلى أن 20 في المئة من الرجال في الدولة يقبلون على عمليات زراعة الشعر.

وأشار الفردان إلى أنه لا يوجد قانون يلزم المركز الطبي بطلب إجراء الفحوص من المريض قبل الخضوع للعملية، ولكن المتعارف عليه في المنظومة الطبية والمعايير العالمية هو أن الجراح لا بد أن يطلب هذه الفحوص حتى لو كانت العملية بسيطة وخلال يوم واحد.

وذكر أن من الفحوص الأساسية التي تسبق أي عملية معرفة كمية الدم الموجودة عند المريض، وما إذا كان الهيموجلوبين لديه منخفض، حيث يتم إعطاؤه جرعات على مدى أسبوعين لاحقاً قياس الدم للتأكد من أنه ارتفع، إضافة إلى ضرورة إجراء فحوص السكر قبل إجراء العملية.