دانية الشمعة

خلال جلسة نقاشية في الذكرى السادسة لانطلاقة «إرم نيوز»

بحثت جلسة نقاشية بعنوان «من يصنع الرأي العام في عصر السوشيال ميديا»، الإشكالات الحقيقية التي يواجهها الإعلام التقليدي والرقمي، في ظل كسر احتكار المعلومة وخروجها من يد المؤسسات الإعلامية والصحافيين إلى مستخدمي حسابات التواصل الاجتماعي وقدرتهم على نشر الأخبار والتعبير عن آرائهم ومخاطبة الرأي العام.

جاء ذلك ضمن احتفال نظمه موقع «إرم نيوز» الإلكتروني في أبوظبي أمس السبت بمناسبة الذكرى السادسة لانطلاقته، بالتعاون مع مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.

* الإعلام الحقيقي

ورأى رئيس تحرير صحيفة «إيلاف» الإلكترونية عثمان العمير أن التعايش مطلوب بين الإعلام التقليدي والرقمي، موضحاً أن ذلك بمثابة انفتاح حقيقي على الأسس الجديدة لإخراج إعلام جيد، مع التمسك بالمعايير الصحافية للخبر.

وقال «في ما يتعلق بإعلام اليوم أعتقد أنه مجرد ثورة .. والثورة لها ضحايا؛ وفي النهاية ستستقر الأمور ويعود الناس إلى الإعلام الحقيقي»، مضيفاً: «الإعلام الحقيقي ليس صحفاً أو تلفزيوناً .. بل هو صاحب المستوى والأداء المختلف الذي يستند إلى ما تعلمناه في طريقة نشر الأخبار والتعليق عليها».

وأضاف «رغم تغير الوسائل والتحول إلى الإعلام الرقمي فإن مبادئ وأسس التعامل مع الخبر أو المقال أو التحقيق لن تتغير، وأن التسرع في نقل المعلومات والأخبار الكاذبة سيزول فيما بعد».

أخبار ذات صلة

«اصنع في الإمارات» يسجل 32 اتفاقية وصفقات محتملة بـ 110 مليارات درهم
شرطة أبوظبي تطلق «صيف بأمان 3» لتعزيز الوقاية والسلامة


وحول كيفية التصدي لموجة الأخبار الكاذبة، قال: «مواجهة الأخبار المضللة والمؤسسات الاستخبارية التي تهدف لإشاعة الفوضى والتخريب في العالم أمر يصبح أسهل عبر تعزيز دور المؤسسات الإعلامية الجيدة وفتح الأسس والنوافذ أكثر ليثق المتلقين بوسائل إعلامهم».

وفي إجابة عن سؤال طرحته «الرؤية» عن الإعلام الرقمي وتأثيره، أجاب العمير: «نحن نمر اليوم بمرحلة حاسمة أخطر وهي سيطرة الآلة .. نحن نتكلم عن بقاء وسيلة أو اختفائها .. إلا أن المعركة الحقيقية هي كيفية التعامل مع الآلة التي ستسيطر علينا وتوجهنا .. كما معركتنا الأخلاقية والمهنية».

* لغة الإعلام الحديث

ولاحظ المحامي والمستشار الكويتي سعود مطلق السبيعي أن هناك تحولاً لافتاً من الإعلام التقليدي إلى الإعلام الحديث، موضحاً أن الصحف الورقية بات لديها موقع إلكتروني ومنصات عبر مواقع التواصل الاجتماعي كنوع من التأقلم مع النقلة الحديثة للإعلام.

وأضاف أن السبّاقين في استخدام تويتر كان لهم أسلوب مميز وسبقوا الإعلام التقليدي، مشيراً إلى أن بعض قامات الإعلام التقليدي أصحاب الجماهيرية الكبيرة، كان عدد متابعيهم أقل على السوشيال ميديا، لأنهم غيّروا الوسيلة التي يخاطبون منها الجمهور لكنهم لم يتغيروا في أسلوب الكتابة.

وأشار إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تملك أسلوباً مختلفاً تماماً في لغة الخطاب .. يعتمد على الإيضاح والسهولة في مخاطبة الناس .. آلاف المتابعين من العامة على منصات التواصل لا يفهمون الأسلوب التقليدي بل ينساقون وراء الأسلوب المباشر والسهل الممتنع».

ويعتقد السبيعي أن منصات التواصل الاجتماعي أفرزت مبدعين، وطاقات لم تكن لتظهر في الإعلام التقليدي لمحدودية الوسائل، وسقف التعبير، مطالباً الصحافي بتغيير أسلوبه ليتناسب مع مستخدمي «سوشيال ميديا».

وأضاف «المدارس الصحفية القديمة انتهت .. الآن للسوشيال ميديا قواعد تحليلية مختلفة.. منها محاولة استفزاز تعليقات الجمهور ومخاطبتهم بلغة محددة».

* الغلبة للرقمي

أكد رئيس تحرير صحيفة الرؤية محمد الحمادي أن الإعلام التقليدي والرقمي يواجهان تحديات كبيرة، إلا أن الغلبة ستكون بلا شك للإعلام الرقمي، مضيفاً «يجب أن نكون واقعيين .. التغيرات اليوم في صالح الإعلام الرقمي .. والسوشيال ميديا من الوسائل التي نعتمد عليها في تطوير أدواتنا الإعلامية».

ورجّح الحمادي إمكانية الاعتماد على السوشيال ميديا مصدراً رئيساً للأخبار، موضحاً أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً رئيساً في العمل الإعلامي، لا يمكن إنكار الاعتماد عليها، بل هي واقع جديد يجب التعايش معه والاستفادة من تلك الوسائل بعد التحقق والبحث الدقيق قبل النشر.

وشدد الحمادي على أهمية اكتساب القدرة على التمييز بين الأخبار الصحيحة والمضللة في هذه المرحلة، والتريث قبل النشر، مضيفاً: «بالنسبة لنا كصحافيين ووسائل إعلام .. يجب أن نكون قادرين على التفريق بين الموجودين على السوشيال ميديا .. لأننا لا نستطيع أن نضع الجميع في قالب واحد، إذ تختلف الحسابات المعتمدة للأشخاص الموثوقين عن الحسابات صاحبة الأسماء المستعارة، وفي بعض الأحيان تنقل معلومات ربما تكون صحيحة ولكن تدار من قبل أشخاص أو جهات يريدون من ذلك تحقيق أهداف لمصلحة دولة أو ضد أخرى».

وخلص الحمادي إلى القول: «ما يعيشه العالم اليوم هو عصر الجيل الرابع من الحروب.. الأسلحة ستتغير وتختفي الرشاشات والدبابات لنشهد حرباً رقمية».