محمد البحراوي

شهد القطاع الصحي بالإمارات في عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تطوراً ونمواً كبيراً، إذ تم بناء المستشفيات والمراكز الطبية الحكومية، بالإضافة إلى جذب مليارات الدراهم كاستثمارات في القطاع الصحي، حتى بلغت ميزانية القطاع في الإمارات العام الجاري 4.4 مليار درهم من الميزانية الاتحادية.

وكانت القصة بدأت بعيادة صغيرة في مدينة العين عام 1960 أقيمت في مبنى تبرع به الشيخ زايد، حتى أصبحت المنشآت الطبية حالياً معتمدة دولياً، ووفق أحدث النظم وتضم أهم الأجهزة الطبية في العالم.

طفرة صحية

ووفقاً لبيانات وإحصاءات وزارة الصحة ووقاية المجتمع، فإن معدل وفيات الرُّضع عام 1970 بلغ 71 طفلاً من كل ألف طفل - ولدوا أحياء - كانوا يموتون أثناء فترة الرضاعة، بينما تقلص الرقم ليصبح ستة أطفال فقط من كل ألف طفل وفقاً لآخر إحصائية عام 2018، ووفقاً للإحصائية ذاتها بلغ معدل وفاة الأطفال غير الرُّضع عام 1970، 89 طفلاً من كل ألف طفل، بينما بلغ عددهم سبعة أطفال فقط العام الماضي.

وبلغ متوسط العمر للذكور عام 1970 نحو 64 عاماً، مقابل 60 عاماً للإناث، بينما يبلغ متوسط العمر حالياً 79 عاماً للذكور و77 عاماً للإناث، وهو ما يشكل طفرة في العلاج وأنظمة التغذية والوقاية من الأمراض التي كانت سبباً في موت الناس بأعمار أقل.

ولم يُعرف نصيب الفرد من الإنفاق على الصحة عام 1970، لكنه بلغ في عام 1995 نحو 737 دولاراً سنوياً، ووصل إلى 1700 دولار سنوياً خلال 2018 كمتوسط مبالغ يصرفها المواطن سنوياً في مجال الصحة.

أخبار ذات صلة

«اصنع في الإمارات» يسجل 32 اتفاقية وصفقات محتملة بـ 110 مليارات درهم
شرطة أبوظبي تطلق «صيف بأمان 3» لتعزيز الوقاية والسلامة


المركز الأول

وبفضل جهود الشيخ زايد واهتمامه الاستثنائي بقطاع الصحة، وصل عدد المستشفيات حسب إحصاءات عام 2017 إلى نحو 143 مستشفى تضم أكثر من 13 ألف سرير، من بين هذه المستشفيات 45 مستشفى حكومياً تضم أكثر من 7000 سرير، و98 مستشفى خاصاً تحوي أكثر من 6000 سرير، بينما بلغ عدد العيادات والمراكز الصحية نحو 5000 مركز وعيادة، من بينها 149 حكومية، وأكثر من 4000 خاصة.

ويعمل بهذه المستشفيات والعيادات والمراكز الحكومية والخاصة قرابة 24 ألف طبيب بشري، و6000 طبيب أسنان، و8000 صيدلي، ونحو 54 ألف فرد ضمن هيئة التمريض، و23 ألف فني، وتخدم هذه المنظومة كلها نحو 120 شركة تأمين طبي، وقادت هذه المنظومة الكبيرة والمنضبطة، التي تعج بالكفاءات إلى أن تصبح الإمارات في المركز الأول عالمياً من حيث عدد منشآتها الصحية المعتمدة من اللجنة الدولية المشتركة لاعتماد المنشآت الصحية (JCI).

السياحة العلاجية

ومهد الشيخ زايد، رحمه الله، خلال فترة حكمه لتأسيس بنية تحتية استثنائية ضمن قطاع الصحة، فتحت الباب لاحقاً أمام تطوير السياحة العلاجية، ويتوافد على الإمارات الآن آلاف السياح سنوياً للعلاج في المراكز الطبية المختلفة، إذ استقطبت دبي وحدها 337 ألف زائر للعلاج، وتم تجهيز نحو 600 باقة لبرامج العلاج ليختار من بينها السائح، وهي أرقام تسعى كل الجهات الصحية إلى زيادتها لتتماشى مع أهداف الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021، التي تهدف إلى تطبيق نظام صحي يستند إلى أعلى المعايير العالمية، إذ ستعمل الدولة، وبالتعاون مع كل الهيئات الصحية المحلية على اعتماد جميع المستشفيات الحكومية والخاصة، وفق معايير وطنية وعالمية واضحة من ناحية تقديم الخدمات، وجودة وكفاية الكادر الطبي.

وتهدف الأجندة الوطنية إلى ترسيخ الجانب الوقائي، وخفض معدل أمراض السرطان، والأمراض المتعلقة بنمط الحياة كالسكري والقلب، لتحقيق حياة صحية وعمر مديد، بالإضافة إلى تقليل مستوى انتشار التدخين، وتطوير جاهزية النظام الصحي للتعامل مع الأوبئة والمخاطر الصحّية، لتكون دولة الإمارات الأفضل في جودة الرعاية الصحية بحلول 2021.