رضا البواردي

كشف صندوق الوطن، المبادرة المجتمعية لمجموعة من رجال الأعمال الإماراتيين الهادفة لخلق التنمية المستدامة لأبناء الوطن، عن سعيه عبر برنامج قادة المستقبل لتدريب أفضل المواهب والكفاءات الإماراتية لشغل مناصب قيادية ودبلوماسية في المنظمات الدولية الرائدة خارج الدولة.

وتتضمن أهداف البرنامج، إعداد خمسة إماراتيين لتولي مناصب مرموقة في منظمات دولية بنهاية 2020، فضلاً عن أمين عام إماراتي لمنظمات دولية، كالبنك الدولي، والأمم المتحدة، وصندوق النقد الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، واليونسكو بحلول 2050.

وأشار مدير عام صندوق الوطن محمد القاضي في حوار مع «الرؤية» إلى تخريج أول جيل متخصص من المواطنين الشباب في الذكاء الاصطناعي، والبالغ عددهم 300 مبرمج، العام المقبل، ليشكلوا نواة لأول مبرمجين متخصصين في الذكاء الاصطناعي بالدولة.

وأوضح أن الصندوق سيرعى هؤلاء الطلبة لاستكمال تخصصاتهم الدقيقة في دراسة الذكاء الاصطناعي بين عامي 2020 ـ 2025 عبر اتفاقات مع أكبر الشركات المتخصصة كغوغل، وأبل، ومايكروسوفت.

كما تطرق إلى تأهيل برنامج الموهوبين الإماراتيين حالياً 50 طالباً في مجالات الرياضة والفيزياء والهندسة وعلوم الطيران لخلق جيل قادم من العلماء يحصلون على جوائز نوبل.

وقال القاضي إن إجمالي التبرعات الواردة إلى الصندوق، والتي تشكل حجر الأساس في الإنفاق على المشاريع التنموية، تناهز 740 مليون درهم حتى الآن موزعة بالتساوي بين شركات وطنية وأفراد، مشيراً إلى استثمار تلك المبالغ في إدارة وقف «محفظة استثمارية» بما يضمن حفظ الأموال المحصلة بشكل مستدام.

أخبار ذات صلة

«اصنع في الإمارات» يسجل 32 اتفاقية وصفقات محتملة بـ 110 مليارات درهم
شرطة أبوظبي تطلق «صيف بأمان 3» لتعزيز الوقاية والسلامة


وبيّن أن الصندوق يجذب المزيد من المتطوعين والداعمين من خلال إنجازاته على أرض الواقع، أو عبر رسائل تصل المتطوعين المستهدفين، علماً أن أقل مبلغ للمساهمة هو مليون درهم.

وتالياً نص الحوار:

• كيف ساهم صندوق الوطن في صناعة المبرمجين استعداداً للثورة الصناعية الرابعة؟

- سنخرّج أول 300 مبرمج إماراتي متخصص في لغة البايثون، وهي لغة ذكاء اصطناعي في برمجة الكمبيوتر، ليشكلوا نواة لأول مبرمجين متخصصين في الذكاء الاصطناعي بالدولة عام 2020.

وسنرعى الخريجين لاستكمال تخصصاتهم الدقيقة حتى 2025 عبر اتفاقات مع أكبر الشركات المتخصصة كغوغل وأبل ومايكروسوفت، ليشكلوا الدفعة الأولى من مبرمجي الذكاء الاصطناعي عماد الثورة الصناعية الرابعة.

• كيف اخترتم المبرمجين الـ 300؟

- اختيروا من بين 3000 مبرمج في مبادرة «المبرمج الإماراتي» للطلبة الذين تراوحت أعمارهم بين 7 إلى 14 عاماً.

وتولى البرنامج تعليم 1490 طالباً إماراتياً أساسيات البرمجة في عشر مدن إماراتية حتى الآن، علماً أن الخطط تتضمن إنشاء عشر شركات تكنولوجية للمبرمجين الإماراتيين بحلول 2030.

• كيف تكتشفون الطلبة الإماراتيين الموهوبين؟

- لدينا مبادرة منفصلة تماماً عن «المبرمج الإماراتي» نستهدف من خلالها اكتشاف الأطفال والشباب الموهوبين المواطنين ذوي الأداء المتقدم من عدة مستويات دراسية تمتد من الصف السادس حتى الثاني عشر.

وتتولى المبادرة تأمين منح دراسية لهؤلاء الطلبة، إضافة إلى تقديم برامج للتوجيه المهني لضمان حصولهم على الدرجات التي يطمحون إليها والتفوق في تخصصات مواهبهم.

ويطمح البرنامج إلى خلق جيل قادم من العلماء يحصلون على جوائز نوبل إضافة إلى إنتاج رجال أعمال وشخصيات بارزة ذات بصمة عالمية.

• إلى أين وصلت المبادرة حتى الآن؟

- اكتشفنا حتى الآن نحو 300 طالب موهوب، تبنينا 50 منهم في برامج متقدمة تزيد أعمار المشاركين فيها عادة بأربعة أعوام عن أعمار طلبة المبادرة الذين سجلوا نسبة تقدم ملحوظة تصل حتى 71 في المئة ضمن متوسط التحصيل.

وللمبادرة هدفان، القريب منهما اكتشاف 2000 طالب موهوب في مدارس الدولة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم لرعاية 500 منهم قبل نهاية 2020، فضلاً عن هدف بعيد يتمثل في تأمين فرص لـ 60 في المئة من الطلبة الموهوبين المتخرجين بعد إلحاقهم بجامعات مرموقة ونخبوية.

• ما طبيعة الرعاية المقدمة لهؤلاء الطلبة؟

- نحرص على إثراء مواهب الطلبة ضمن مختلف المجالات الحيوية التي تحتاجها الإمارات مثل الرياضة، الفيزياء، الهندسة، علوم الطيران، وغيرها، بالتعاون مع مركز عالمي للتقييم، إضافة إلى توجيه الموهبة وصقلها عبر مختصين، ثم توفير المنح الدراسية.

• كيف تساعدون الطلبة المبتكرين؟

- عبر برنامج المبتكر الإماراتي الذي يساعد الطلبة على تحويل أفكارهم واختراعاتهم إلى شركات ناجحة قادرة على التنافس على المستوى العالمي.

ودعمنا شركتين تكنولوجيتين ناشئتين، ونستهدف دعم ستّ شركات بنهاية 2020، وتمكينها من النجاح في تسويق منتجاتها في الأسواق المحلية والعالمية.

• وماذا عن دعم مشاريع البحث العلمي؟

- نمتلك منصة باحث، وهي أول منصة وطنية توفر فرص الدعم لجميع الباحثين الإماراتيين بهدف تمكينهم من الحصول على فرص لتمويل أبحاثهم ومشاريعهم قيد الابتكار والتواصل مع الشبكات المحلية والعالمية المتخصصة في الأبحاث.

ودعمنا 16 مشروعاً بحثياً لـ 80 طالباً وباحثاً، كما منحنا تمويلاً جزئياً لثلاثة مشاريع ضخمة متخصصة في مجال الرعاية الصحية والدفاع.

إضافة إلى ذلك، يحصل نحو 200 طالب على دعم فني لأبحاثهم، فضلاً عن ربطهم بشركات القطاع الخاص المعنية لا سيما المتعلقة منها بعلم الجينات وتحسين الأدوية وتحسين الصحة العامة.

وتتمثل أهداف البرنامج بدعم 50 مشروعاً بحثياً طلابياً بحلول 2020 عبر تمويل بقيمة 30 مليون درهم، فضلاً عن إنتاج عشر براءات اختراع لشركات ناشئة بحلول عام 2025.

• هل تتوجه جميع برامجكم لطلبة المدارس والجامعات فقط؟

- بالطبع لا، فلدينا على سبيل المثال برنامج ومبادرة «رواد الوطن» ويتمثل بمنصة تتيح للإماراتيين، ممن تفوق أعمارهم 30 عاماً ويمتلكون خبرة خمس سنوات أو أكثر، أن يصبحوا قادة مستقبليين ومديرين كباراً في أكبر المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة بالدولة.

واستلمنا 2000 طلب ترشح منذ ديسمبر 2018 حتى الآن، واختير 20 طلباً لإدراجهم في القائمة قبل الأخيرة ضمن التقييمات النهائية لقدراتهم، حيث نستهدف ترشيح 10 قادة، واختيار ثلاثة منهم لشغل مناصب قيادية بحلول نهاية 2020، فضلاً عن تأهيل 10 قادة بمستوى عالمي ليشغلوا مناصب قيادية نهاية عام 2022.

وتمكنا حتى الآن من إدراج 40 في المئة من الملتحقين في البرنامج ضمن القطاع الخاص بعد تدريبهم في أفضل الشركات الخاصة بالإمارات.

• كيف تعدّون قادة المستقبل الدبلوماسيين؟

- من خلال برنامج «قادة المستقبل»، حيث نعمل على تدريب أفضل المواهب والكفاءات الإماراتية لشغل مناصب قيادية ودبلوماسية في المنظمات الدولية الرائدة خارج الدولة.

وتلقينا حتى الآن 200 طلب، وتم ترشيح 19 منهم، ووقع اختيار الأمم المتحدة على أربعة فقط منهم حتى الآن.

• ما أبرز خططكم في هذا المجال؟

- نستهدف إعداد خمسة إماراتيين لتولي مناصب مرموقة في منظمات دولية بنهاية 2020، واختيار أمين عام إماراتي لمنظمات دولية، كالبنك الدولي، والأمم المتحدة، وصندوق النقد الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، واليونسكو بحلول 2050.

• ما أهمّ مخرجات «مبادرة جسور» المعنية بزيادة عدد المواطنين في القطاع الخاص؟

- تسعى «جسور» إلى تشجيع المواطنين الشباب من المتميزين على العمل في القطاع الخاص عبر تزويدهم بالتوجيه المهني اللازم، وإيجاد فرص تدريبية لهم في الشركات المرموقة، لا سيما أن نسبة التوطين في القطاع متدنية وقد يتسبب ذلك في البطالة عند الشباب في المستقبل.

واستطعنا حتى الآن تسجيل 100 مواطن شاب في المرحلة الأولى من البرنامج حيث انضم 40 في المئة منهم إلى القطاع الخاص بعد التخرج.

ويفضل أكثر من 90 في المئة منهم العمل في القطاع الخاص على العمل في القطاع الحكومي نظراً للفرص المتاحة في القطاع.

ونستهدف توفير 800 فرصة تدريب في شركات القطاع الخاص وتأمين مناصب بدوام كامل لـ 25 في المئة من الطلبة الخريجين على الأقل في القطاع الخاص على المدى المتوسط.

• كم عدد الجهات المساهمة؟

- لدينا 114 جهة داعمة حتى الآن بما يجعل وقف صندوق الوطن الأكبر عالمياً من نوعه، من حيث المساهمة، ونستهدف مليار درهم العام المقبل.

• ما أبرز إنجازات الصندوق؟

- أسسنا حتى الآن 18 مبادرة في أنحاء الدولة، كما اكتشفنا 200 طالب إماراتي موهوب بمعدل ذكاء يصل إلى ذكي جداً وعبقري، وقدمنا الرعاية إلى 50 منهم.

وأنتجنا ثماني تكنولوجيات إماراتية منتجة محلياً يتم دعمها وتسويقها في مركز خليفة للابتكار من خلال برنامج المبتكر الإماراتي.

ويناهز عدد المستفيدين من الصندوق 3500 إماراتي تتراوح أعمارهم من 7 حتى 60 عاماً، وبلغ معدل رضاهم 95 في المئة.

كما بلغ عدد المستفيدين من منصة باحث لدعم البحث العلمي 80 باحثاً وباحثة حتى الآن، ونعمل حالياً على دعم بحث لاكتشاف التوحد في مراحل مبكرة ونأمل في الخروج بنتائج جديدة تفيد المجتمع.

• ماذا عن دور مركز خليفة للابتكار الذي تُشرفون عليه؟

- أُسس المركز بهدف دعم المشاريع الريادية المبتكرة، وتبلغ مساحته 1200 متر، ويحتضن الشركات التكنولوجية الإماراتية ذات الإمكانات العالية من خلال توفير التمويل والتدريب ومساحات المكاتب وغيرها من أشكال الدعم.

ودعم المركز حتى الآن ست شركات تكنولوجية ناشئة، فضلاً عن بناء حاضنة للمشاريع بمساحة 1200 متر مربع.

ونسعى ،عبر المركز، على المدى القريب إلى دعم 15 شركة تقنية ذات إمكانات عالية حتى عام 2020، فيما نهدف على المدى المتوسط إلى إنجاح 25 في المئة من تلك الشركات بعد ثلاثة أعوام فقط من تأسيسها.