مروة السنهوري

يتبادل أهل الفريج الإماراتي والجيران أطباق الفطور والسحور والحلوى والفاكهة طوال شهر رمضان ضمن مبادرة «الماعون»، التي أطلقتها دائرة شؤون الضواحي والقرى في الشارقة.

وتهدف المبادرة إلى تعزيز التواصل الاجتماعي بين الجيران في ضواحي الإمارة طوال الشهر الفضيل ومد جسور التواصل والتراحم والتسامح بينهم، بعد أن تحول الإعجاب بالأطباق والموائد إلى مجرد مشاركات وإعجاب على مواقع التواصل الاجتماعي.

وجبات مجانية

وقال رئيس قسم العلاقات العامة في دائرة شؤون الضواحي والقرى بالشارقة محمد الجسمي إن الدائرة تحرص دائماً، وخصوصاً في شهر رمضان، على أن تكون همزة وصل بين الأهالي والحكومة من خلال رصدها احتياجات السكان والأهالي في الشهر الفضيل، وتوفير وجبات مجانية لهم.

وذكر أن الدائرة تأخذ على عاتقها تعريف الجيران ببعضهم البعض عبر التزاور وتبادل أطباق طعام الفطور والسحور طوال رمضان لتعم الرحمة والتآخي والتقارب بينهم، كونهم سكان فريج واحد وهم أهل وأقارب وأصدقاء.

وتابع: «من هذا المنطلق توزع الدائرة أطباق الطعام مجاناً، ضمن مبادرة الماعون، في مسعى لتحفيز الأهالي على أن يحذو حذو الدائرة في توزيع وجبات الطعام فيما بينهم وتبادل الأطباق في شهر الرحمة والتواصل الاجتماعي».

أخبار ذات صلة

«فطور العافية» تستهدف الأسر المتعففة في رأس الخيمة
رجال الدفاع المدني بأبوظبي: مــــــــــرابطون في الإفطار والسحور


توسع سكاني

ويرى محمد الجسمي أن إطلاق مبادرة «الماعون» جاء نتيجة التوسع السكاني الكبير الذي تشهده الشارقة وابتعاد الناس عن بعضهم البعض، فزيارة الجيران عبر الأطباق تعد من الأهداف الاجتماعية المنشودة بين أهل الجيرة، إذ انطلقت المبادرة أولاً في ضاحية مويلح وستنطلق إلى جميع ضواحي الإمارة.

وأضاف رئيس قسم العلاقات العامة في الدائرة أن الغرض من إطلاق المبادرة ليس توزيع الطعام على الأسر لأن الناس ليسوا في حاجة إليه، إنما الهدف الأساسي يكمن في إحياء عادة قديمة، حتى تعم المحبة الجميع ويتعزز مفهوم التواصل الإنساني بينهم.

موروث اجتماعي

وقالت الوالدة نعيمة الغفلي إن تبادل الأطباق بين الجيران وأهالي الفريج الواحد مظهر من مظاهر الشهر الكريم وموروث اجتماعي متجذر في المجتمع الإماراتي منذ القدم، ولا زال حاضراً وثابتاً حتى الآن، على الرغم من التطور الذي يشهده العالم والطفرة التكنولوجية التي هيمنت على طبيعة الحياة.

وذكرت الغفلي أنها تهدي الأطباق لجيرانها قبيل الفطور والسحور يومياً، مؤكدة أن كل أفراد أسرتها سائرون على هذه العادة الطيبة وتدرب أبناءها وبناتها على المحافظة عليها وصونها، لما لها من أثر اجتماعي إيجابي، كما أنها تحث على التراحم والتسامح وصلة الأرحام.

وعلى الرغم من الطفرة الرقمية التي قلصت التواصل الإنساني إلا أنها أكدت أن عادة تبادل الأطباق مازالت حاضرة بقوة، ولاسيما في الأسر الممتدة.

وأشارت إلى أن توزيع الأطباق يترتب عليه تعزيز التعاون والمحبة والألفة بين أبناء الحي (الفريج)، كما يسهم في مساعدة الأسر المحتاجة دون جرح مشاعرها، وكذلك من باب التوصية بالجار والحرص على استمرار أواصر المحبة والإخاء.

صينية الجيران

بدورها، قالت الاختصاصية الاجتماعية سمية الحوسني إن «صينية الجيران» تعد من أهم العادات والتقاليد القديمة المتعارف عليها بين الأسر في الفريج الواحد، والتي تعدها الأسرة للجيران، وغالباً ما تتكون من الهريس واللقيمات والبرياني وأجود أنواع التمور.

وأشارت إلى أن المشهد تغير الآن، إذ اختلفت صينية الجيران وتحولت إلى «إعجاب ومشاركة وتعليق» على مواقع التواصل الاجتماعي، ودخل الناس في سباق محتدم لنشر موائد الإفطار، إذ تلتقط ربات البيوت صوراً لموائد الطعام لنشرها على منصات التواصل، بل امتد الأمر إلى إطلاق مسابقات رمضانية لتحضير الحلوى والأطباق الغريبة.