فراس العلي

مطالب بإيجاد تقنيات لحجب «الشات»

حذر اختصاصيون في الجانب التقني والأسري والديني من خطورة تجنيد واستغلال الشباب عبر خاصية المحادثة «الشات» في الألعاب الإلكترونية لسهولة التواصل بلا رقيب من العائلة.

وطالبوا بابتكار ألعاب إلكترونية بأنامل إماراتية تكون بديلاً آمناً للأطفال والشباب مع إيجاد آلية تقنية لحجب خاصية المحادثة عبر الألعاب الخطرة والتي تحرض أساساً على العنف مثل «ببجي» وما على نسقها من ألعاب تعتمد على فكرة القتال.

وظهرت مطالبات كثيرة بإيقاف ألعاب خطرة على الأطفال تحرض على العنف والقتل ويتم من خلالها بث أفكار غريبة على المجتمع، حيث يكشف رصد بسيط خلال الأشهر السابقة عن الدعوة إلى حجب ألعاب منها رويلوكس، صديقتي كايلا، الحوت الأزرق، وسحابة الحيوانات الأليفة وغيرها.

إجراءات سريعة

من جانبها، دعت مستشارة الدراسات والبحوث في مؤسسة التنمية الأسرية جميلة سليمان خانجي، إلى تفعيل خاصية حجب اللعبة نفسها أو المحادثة «الشات» في الألعاب الإلكترونية لغلق الباب أمام استغلال الشباب سواء من خلال استقطابهم فكرياً لجماعات متطرفة أو تحريضهم على العنف والقتل.

وأشارت من خلال دراسات مقارنة، إلى أن هناك دولاً في العالم مثل بريطانيا لجأت إلى هذه الإجراءات لتطويق ألعاب إلكترونية تحوي أغلبها عبارات مثل «اقتل» أو «اذبح» أو «لا تتبع القانون» وهي رسائل محرضة في جوهرها على العنف.

أخبار ذات صلة

«اصنع في الإمارات» يسجل 32 اتفاقية وصفقات محتملة بـ 110 مليارات درهم
شرطة أبوظبي تطلق «صيف بأمان 3» لتعزيز الوقاية والسلامة


كما دعت الباحثة الشباب الإماراتي إلى ابتكار ألعاب إلكترونية جديدة كبديل عن الألعاب الموجودة حالياً والتي ستكون قطعاً أكثر أماناً من تلك الألعاب، لافتة إلى أن حل تلك المشكلة لا يكمن في حجب الألعاب برمتها لصعوبة الأمر، بل في إيجاد بدائل جديدة.

سموم فكرية

ودعا المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الدكتور عمر الحبتور الدرعي، الأسر المواطنة والمقيمة إلى الاطلاع على مخاطر الجماعات المتطرفة والعنيفة التي تبث سمومها عبر الألعاب الإلكترونية لأنه لا يعقل أن يوعي الأهل أبناءهم بجماعات إرهابية تحاول استقطاب أولادهم وهم بالأساس لا يدركون خطورتها.

وقدم وصفة للأهل لوقاية أبنائهم من شرور تلك التنظيمات أبرز عناصرها إيجاد لغة حوار بين جيل الآباء والأبناء وكذلك إيجاد حصص ومناهج في المدارس تشجع وتخصص للحوار البناء، مشيراً كذلك إلى أهمية الرقابة على الأبناء بمعناها الإيجابي ومساعدتهم في اختيار أصدقائهم.

وأكد الدرعي الذي شارك في تأليف مناهج التربية الدينية، أن المؤسسات الإماراتية استطاعت تنقية المناهج من كل ما يدعو إلى التشدد لكن يبقى خطر الألعاب الإلكترونية قائماً، لافتاً إلى ضرورة تكاتف مؤسسات المجتمع لدرء شرور التنظيمات الإرهابية المتطرفة والتي تتخذ من العنف منهاجاً قائلاً «نحن نواجه تيارات فكرية في تلك الألعاب وليس فكراً فردياً».

فريق مختص

بدوره، قال مصدر في الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، إن فريقاً مختصاً يدرس كل مخاطر الألعاب الإلكترونية ويستجيب لشكاوى أولياء الأمور في حال ثبوت تلك المخاطر سواء في الابتزاز أو التحريض على القتل والعنف.

وطلبت الهيئة من الأسر وأولياء الأمور أن يكون استخدام الألعاب الإلكترونية في مكان مكشوف أمامهم وعدم الاختلاء بالأجهزة الذكية لساعات طويلة، مشيرة إلى أن هناك خطوات بسيطة وسهلة يستطيع بها أولياء الأمور تحديد المحتوى والألعاب الإلكترونية التي يمكن أن يستخدمها الطفل وفق الشريحة العمرية له.

وكان المستشار الدكتور حمد سيف الشامسي، النائب العام للدولة، أمر مؤخراً بحجب مواقع بعض الألعاب الإلكترونية على شبكة الإنترنت، منها ألعاب رويلوكس، وصديقتي كايلا، والحوت الأزرق، وسحابة الحيوانات الأليفة ومريم، وجاء القرار بعد تلقي معلومات عن تلك الألعاب والمواقع التي تبثها، وطبيعتها، وثبت أنها تستهدف المجتمع، لا سيما شريحة صغار الشباب.