محمد فايت ـ دبي

اعتبر رياضيون أن الكرة الإماراتية حققت خمسة مكاسب في النسخة الماضية من دوري الخليج العربي تضعها على المسار الصحيح في الفترة المقبلة.

ويأتي على رأس تلك المكاسب عودة فريقي الشارقة وشباب الأهلي دبي إلى منصات التتويج، بعد الدمج قبل عامين، والتي جاءت بهدف تكوين كيانات جديدة تستطيع المنافسة بقوة على البطولات المحلية والخارجية، وهو ما أكده الفريقان على أرض الواقع باستحواذهما على جميع البطولات في المسابقات المحلية، حيث فاز الملك بدرع دوري الخليج العربي وتوج الفرسان بكأسي صاحب السمو رئيس الدولة والخليج العربي.

وذهبوا إلى أن المكسب الثاني هو احتفاظ الدوري بالإثارة والتشويق حتى الأمتار الأخيرة، إذ حسمت البطولة لمصلحة الشارقة في الجولة قبل الأخيرة، بينما كانت معركة الهبوط محتدمة حتى الدقائق الأخيرة من الجولة النهائية للمسابقة، الأمر الذي منح الدوري عنصري الإثارة والتشويق.

ورأى الرياضيون أن المكسب الثالث بروز مواهب جديدة تشكل رافداً مهماً لمنتخب الإمارات الأول، وذلك من خلال تألق عدد من الوجوه الصغيرة في العمر وهم الخماسي، محمد شاكر (عجمان) وماجد راشد (اتحاد كلباء) وعلي صالح (الوصل) وطحنون الزعابي (الوحدة) وخليفة الحمادي (الجزيرة).

وتتويجاً لتألقهم استدعي هؤلاء لمعسكرات منتخبي الإمارات الأول والأولمبي التي تنطلق الشهر المقبل استعداداً للاستحقاقات المقبلة، علماً بأن الثنائي (شاكر وصالح) تم اختيارهما لأول مرة ضمن قائمة المنتخب الأول، بجانب خليفة الحمادي الذي تواجد فيها منذ مطلع الموسم المنصرم والثنائي ماجد راشد والزعابي اللذين واصلا حضورهما مع الأبيض الأولمبي بعد تصعيدهما من منتخب الشباب في مارس الماضي.

ويعد المكسب الرابع تميز المدرب المواطن ممثلاً في الإنجاز الذي حققه المدرب الإماراتي عبدالعزيز العنبري بفوزه بدرع الدوري مع فريقه الشارقة، ليتوج باللقب لاعباً ومدرباً مع الفريق نفسه، في حادثة لا تتكرر كثيراً في عالم المستديرة.

أخبار ذات صلة

رايان اير: مشاكل قطاع الطيران سوف تستمر خلال فصل الصيف
جيرونا يقتنص بطاقة العودة للدوري الإسباني من عقر دار تينيريفي


ويضاف إلى نجاح العنبري إنقاذ المدرب الوطني الآخر الدكتور عبدالله مسفر لنادي الفجيرة من الهبوط، بعدما استعانت به إدارة النادي خلفاً للتشيكي إيفان هاشيك المقال، ليحقق ثاني إنجازه له مع الذئاب بعدما قاده للصعود لدوري المحترفين، وذلك بعد أن استنجدت به إدارة الفريق أيضاً عندما أنهت بصورة مفاجئة عمل الأسطورة دييغو مارادونا الذي كان مدرباً للفريق، ولم يستطع التأهل مباشرة لدوري المحترفين ليعلب الفريق مباراتي المحلق ويضمن الصعود بقيادة مسفر.

وأشاروا إلى أن مدرب دبا الفجيرة محمد الخديم قدم مستوى طيباً في المباريات القليلة التي أشرف فيها على الفريق بالرغم من عدم منحه الفرصة الكافية وتوفير العناصر التي تساعده في النجاح، ولكنه أثبت قدرات كبيرة تسهم في تعزيز الثقة بالمدرب المواطن.

وتمثل المكسب الخامس للكرة الإماراتية في نجاح تطبيق تجربة تقنية الفيديو (الحكم المساعد) في موسمها الأول، ما أدى لاختفاء الأخطاء التحكيمية القاتلة التي كانت تخصم من الفرق كثيراً وتثير جدلاً واسعاً بين الجماهير والإدارات، إلا أنه في الموسم المنتهي بفضل تقنية الفيديو لم نشهد جدلاً بخصوص قرارات الحكام.

جدارة الملك

أكد مدير منتخب الإمارات الأولمبي السابق المحلل الرياضي بدر أحمد أن فريق الشارقة كان الأجدر بالفوز بلقب الدوري، وبدا ذلك واضحاً منذ انطلاق المنافسات الرسمية لدوري الخليج العربي.

وأشار إلى أن الملك كان يمضي بثبات كبير نحو تحقيق اللقب، وظل يتعامل بجدية تامة مع المباريات ويأخذها بالقطعة، والدليل على ذلك أنه لم يخسر سوى مرة واحدة أمام الوصل وفي الوقت القاتل.

وزاد «الملك كان يستحق اللقب، وإن تأخر حسمه للجولة قبل الأخيرة، وهو في تقديري أمر جيد منح الدوري إثارة وقوة في المنافسة بين الشارقة وشباب الأهلي الذي كان قريباً من الصعود للصدارة».

واعتبر أحمد هبوط دبا الفجيرة والإمارات إلى دوري الدرجة الأولى لم يكن مفاجئاً بالنسبة له لكونهما لم يقدما مردوداً جيداً منذ بداية الموسم.

وقال المحلل الفني إن الفجيرة قدم مستوى طيباً في الجولات الأخيرة، ليكون الأحق بالبقاء، لا سيما بعد استعانته بالدكتور عبدالله مسفر «نجاح يحسب للمدرب المواطن الذي يحتاج للثقة في قدراته ومنحه الصلاحيات ليكون مسؤولاً عن الفريق مثل المدرب الأجنبي، وهو قادر على النجاح مثلما فعل عبدالعزيز العنبري مع الشارقة ويمكن لنا القول إن الموسم المنتهي أنصف المدرب المواطن».

ورأى أحمد أن تطبيق تقنية الفيديو يعد مكسباً للدوري ولكنه أعاب على الحكام كثرة اللجوء إليها، ما أدى لتعطيل اللعب في بعض المباريات وقتل متعتها، إلا أنه قطع بأن لجنة الحكام ستعمل على تلاشي ذلك في الموسم المقبل لحداثة التجربة على قضاة الملاعب.

القطب الرابع يشعل المنافسة

اتفق مدرب حراس منتخب الإمارات السابق وحارس الشارقة السابق حسن إسماعيل مع ما ذهب إليه بدر أحمد في أن حسم الدوري في الجولات الأخيرة أمر إيجابي جعل المنافسة مفتوحة، وشكل دافعاً للجميع للعب بشكل قوي للمحافظة على حظوظهم في الفوز بالدوري، طالما أنه لم يحسم لمصلحة الشارقة، والشيء نفسه انطبق على معركة الهبوط والبقاء التي كانت مشتعلة حتى اللحظات الأخيرة.

وأضاف إسماعيل «من المكاسب الكبيرة للكرة الإماراتية عودة الشارقة لمنصات التتويج بعد غياب طويل، ما يعني أن الموسم المقبل سيشهد منافسة أكثر شراسة على البطولات، فصحوة الشارقة تعني الكثير بعودة قطب قديم لدائرة الصراع التي انحصرت في ثلاثة أندية مؤخراً (العين، الجزيرة، شباب الأهلي)، والآن صار هناك قطب رابع عادت إليه الروح مجدداً، وتأكيداً على صحة قرار الدمج الذي حدث وبرهنت عليه فعلياً سيطرة الفرق المدمجة على البطولات».

مواهب واعدة

لفت إسماعيل إلى أن الخماسي محمد شاكر (عجمان) وماجد راشد (اتحاد كلباء) وعلي صالح (الوصل) وطحنون الزعابي (الوحدة) وخليفة الحمادي (الجزيرة) كانوا الأبرز على صعيد اللاعبين المواطنين أصحاب المواهب في الدوري، ما أدى لضمهم إلى قائمة المنتخبين الأول والأولمبي وهو مؤشر جيد بأن هناك جيلاً قادماً قادراً على تقديم الإضافة المطلوبة لكرة الإمارات وتمثيلها خارجياً، داعياً مدربي فرقهم إلى الاستمرار في منحهم الفرصة مجدداً في الموسم المقبل، لا سيما أن معدل أعمارهم صغير ويحتاجون لخبرات واحتكاك عبر اللعب المتواصل.

مطالب

طالب مدرب حراس منتخب الإمارات السابق بمنح الفرصة للمدربين المواطنين وإبعادهم عن مهمة الطوارئ التي دائماً ما يوضع فيها المدربون المواطنون، وهذا تعامل غير لائق، مشيراً إلى أن نجاح الثلاثي (العنبري ومسفر، والخديم) أحرج إدارات الأندية بعدم منحها ثقتها لأبنائها المدربين.

وشدد على ضرورة تغيير النظرة إليهم مستقبلاً، باعتبار أن عوامل النجاح متوافرة لديهم وهم فقط يحتاجون إلى الثقة والإيمان بهم، والأمر نفسه تكرر مع مدربي الحراس، حيث لم نشهد مدرباً إماراتياً واحداً في أطقم الأجهزة الفنية للفرق لتولي مهمة تدريب الحراس سوى شخصه الذي كان مدرباً لحراس فريقَي شباب الأهلي دبي وبني ياس في فترات سابقة من عمر الموسم المنتهي، وعدا ذلك لا يوجد مدرب حراس إماراتي بالرغم من وجود العديد من الأسماء المؤهلة، حسبما يرى إسماعيل.

ثقة بالمدرب المواطن

تمنى المحاضر الآسيوي المحلل الرياضي زكريا أحمد أن يجد المدرب المواطن وضعه الذي يستحقه في التعامل من قبل إدارات الأندية.

وأكد أحمد أن الموسم الجاري جدد الثقة بثلاثة مدربين (عبدالعزيز العنبري وعبدالله مسفر ووليد عبيد)، واكتشف مدرباً جديداً هو محمد الخديم الذي تولى زمام الأمور في نادي دبا الفجيرة في الجولات الأخيرة للدوري.

وأضاف أن نجاح عبيد مع حتا وعودته إلى المحترفين يحسب أيضاً للمدرب المواطن، مكرراً إنجازه السابق في صعود الفريق قبل موسمين.

تراجع مستوى الأجانب

ورأى أحمد أن أبرز السلبيات في النسخة الماضية للدوري هي تراجع مستوى الأجانب الذين لم يكونوا بالمستوى المطلوب، عدا محترفي الشارقة الذين ساعدوا الفريق في العودة لمنصات التتويج بعد انقطاع طويل، وفيما غير ذلك لم يقدم البقية الأداء المطلوب، وهذا أمر تسأل عنه الإدارات التي تعاقدت معهم في بداية الموسم بجانب تراجع الأجانب الموجودين منذ المواسم الماضية كما في حالة محترفي الوصل.

واعتبر المحاضر الآسيوي أن ظهور نادي شباب الأهلي بالمستوى المميز الذي قدمه وحصوله على بطولتين وقربه من خطف لقب الدوري، الذي ظل منافساً عليه حتى الجولة قبل الأخيرة، يعطي مؤشراً بأن الفريق سيكون من المنافسين الأقوياء في الموسم المقبل، وهذا يدفع بالمستوى العام للدوري إلى الأمام بزيادة عدد الفرق القوية فيه، إضافة إلى تقديمه صورة مميزة عن الدمج الذي حدث وبيان مدى صحة الخطوة المتخذة، وكذلك في فريق الشارقة.