ميشيل غاوي

تبيّن أن الهواتف التقليدية القديمة التي لا تتيح تقريباً سوى إجراء المكالمات وتلقيها عادت إلى الأسواق، بل وسجلت مبيعاتها تقدماً ملحوظاً متخطياً نمو مبيعات الهواتف الذكية.

واعتبر الخبراء أن سبب العودة إلى الهواتف المحمولة القديمة هو لإزالة الإدمان إلى الأجهزة المتصلة.

فهناك 24 في المئة من الأشخاص الذين يملكون هاتفاً ذكياً يستشيرونه مرات عدة في الساعة و54 في المئة يلقون نظرة عليه أثناء مشاهدة التلفاز و37 في المئة لا يفارقونه عندما يكونون في الحمام، و50 في المئة لا يذهبون إلى الفراش إلا بعد تصفحه للمرة الأخيرة قبل النوم.

فالإدمان على الأجهزة المتصلة خصوصاً على الهاتف الذكي ليس بحاجة لتأكيده.

وقد حذفت في الآونة الأخيرة بعض الشركات مثل أبل وأندرويد تطبيقات للحد من الوقت الذي نقضيه عليها. ووفقاً لمقال نشر في صحيفة ديلي ميل، يفضل آخرون ببساطة نسيان أحدث التقنيات واعتماد العادات القديمة.

وهكذا يتجه المستهلكون بشكل أكبر إلى الأجهزة التي توفر الحد الأدنى من الميزات، أي مجرد نقل واستقبال المكالمات، وكاميرات بالحد الأدنى من الميزات شبيهة كتلك التي كانت تستخدم في الأيام الخوالي، أي في أوائل عام 2000.

أخبار ذات صلة

خطة مبتكرة من ماسك لزيادة إيرادات تويتر
أبل تعتزم تقديم شاشة حاسوب ماك تعمل باللمس


وهناك العديد من العلامات التجارية مثل نوكيا، التي عرضت العام الماضي طرازاً قديماً محسناً قليلاً مثل 3310، الذي يطمئن كبار السن الباحثين عن البساطة، ناهيك عما تتميز به هذه الطرز من صلابة واستقلالية، إذ يتم إعادة تحميل بعضها مرة واحدة في الشهر. لكن هذه الجوانب العملية فقط لا تفسر هذه العودة إلى الوراء.

ووفقاً لدراسة أجرتها أوفكوم، السلطة التنظيمية للاتصالات في المملكة المتحدة، 78 في المئة من البريطانيين يعترفون بأنهم لا يستطيعون العيش دون هواتفهم الذكية، وأنهم يتشاورون معها في المتوسط ساعتين و28 دقيقة يومياً، ويزداد هذا الرقم ليصل إلى ثلاث ساعات و14 دقيقة للأولاد الذين تراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً.

ولكن كافة الأدلة تثبت أن المزيد والمزيد من المستخدمين يدركون ويسعون للتخلص من هذا الإدمان، لا سيما عن طريق التخلي عن «هواتفهم الذكية» لطراز أقدم وعملي.

وكما قالت داريا كوس، المتخصصة في علم النفس عن الاستخدام الإجباري للهواتف الذكية «ربما يدركون أنهم يستخدمون هواتفهم الذكية أكثر من اللازم وأنهم لا يستطيعون التخلي عن ذلك».