ميشيل غاوي

تثير الروبوتات العسكرية المجهزة للقتال، والمتمثلة بآلات فتاكة مستقلة القرار ويسيطر عليها الذكاء الاصطناعي، قلق منظمات غير حكومية والعديد من الخبراء الذين يسعون لحظر تطويرها.

وتصف المنظمات غير الحكومية هذه الروبوتات بأنها «روبوتات قاتلة»، الهدف منها استبدال الجنود على الأرض وهي قادرة على اتخاذ المبادرة بنفسها لإطلاق النار، مع الإشارة إلى أنها ما زالت قيد التطوير والاختبار.

وهذا التصور الذي كان يعود للخيال العلمي أصبح اليوم واقعياً بعد أن راح الكثير من الدول، وخصوصاً الصين والولايات المتحدة، يستثمر بكثافة في الروبوتات العسكرية والذكاء الاصطناعي. وقد يؤدي هذا السباق في المستقبل إلى ظهور أنظمة مسلحة تتمتع بمستوى لا مثيل له من الاستقلالية في الحركة واتخاذ القرارات.

وبالفعل أصبحت المعدات العسكرية تتطور الآن كثيراً في هذا الاتجاه، ويقول فنسنت بولانين، الباحث في معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام، إن أنظمة التنقل وتحديد مواقع الأهداف أصبحت مؤتمتة على نطاق واسع، ولكنه أضاف أن جميع أنظمة الأسلحة المستخدمة في الميدان حالياً تحتفظ معها برجال.

ومن جهته يؤكد باتريك بيزومبيز، نائب مدير المركز المشترك للمفاهيم والعقائد والتجارب، أن الآلة تظل تابعة للإنسان، وهذا هو المبدأ الذي ما زالت تسير عليه الجيوش الرسمية. ولكن وراء الكواليس يؤكد بعض الصناعيين أنه لابد يوماً ما من الاستغناء عن مشغلين من لحم ودم لأنهم بطيئون جداً.

ويؤكد جان كريستوف نويل، باحث مشارك في مركز الدراسات الأمنية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، أننا نتحدث اليوم عن صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت ولا يمكن لبطاريات الأرض إسقاطها.

أخبار ذات صلة

خطة مبتكرة من ماسك لزيادة إيرادات تويتر
أبل تعتزم تقديم شاشة حاسوب ماك تعمل باللمس


وفي السنوات المقبلة، سيكتسب هذا النظام كفاءة أكثر بفضل جرعة من الذكاء الاصطناعي.

ففي المستقبل، ستكون الروبوتات قادرة على تحليل الكثير من البيانات ولن تهتز وترتجف أيديها عند إطلاق النار، كما يمكن تحسين مسارات ذخائرها.

ويذكر أن المناقشات حول الأسلحة ذاتية الحكم استمرت في الأمم المتحدة منذ عام 2013.

وأظهرت بعض الاختبارات الحديثة تفوق الكمبيوتر على البشر. ففي أكتوبر 2015، قام سلاح الجو الأمريكي بوضع العديد من الطيارين ذوي الخبرة في مواجهة مع ذكاء اصطناعي اسمه ألفا، ففازت الآلة على خصومها بعد أن كانت تلتقط مسبقاً كل خطوة من خطواتهم.

فتشجعت القوى الكبرى بهذه النتائج وبدأت تستثمر مليارات الدولارات في هذا المجال، ولكن الانتقال من لعبة المحاكاة إلى القتال الميداني لن يكون سهلاً، لأن الروبوتات الجنود تطرح مشاكل أخلاقية هائلة. أيجوز أن نعطي الآلة الحق بقتل الإنسان؟ هل ستكون قادرة على تجنب الأخطاء؟ يقول باتريك بيزومبيز: «دون إنكار الإمكانات الحقيقية للذكاء الاصطناعي، يجب أن نظل واعين لأدائه الفعلي، إن لم نقل أداءه المحدود. وحتى الآن، يظل الذكاء الاصطناعي مصطنعاً أكثر مما هو ذكي».

ومن بين الأسلحة المزودة بالذكاء الاصطناعي المستخدمة حالياً برج سوبرايجيس 2 الأوتوماتيكي القادر على تحديد شكل بحجم إنسان عن بعد كيلومترين أو ثلاثة كيلومترات سواء أكان الوقت ليلاً أو نهاراً. ويقع هذا البرج على الحدود بين الكوريتين، وبإمكانه كشف المتفجرات. ويعمل من أنشأه على تحديث برامج تحدد في النهاية شكل الأصدقاء والأعداء.

وما يثير الإعجاب أيضاً أن هناك دبابات صغيرة تعمل تلقائياً ويتم اختبارها على جانبي المحيط الأطلسي، وتم تزويدها بالصواريخ، ويمكنها نقل حمولات ثقيلة تلقائياً، كما يمكنها أن تتقدم فرقة عسكرية على الأرض.

والطائرات المسيّرة بدون طيار تتطور بدورها هي أيضاً، فبإمكانها أن تطير بشكل مستقل فوق منطقة ما بحثاً عن علامات معادية تنفجر فوقها عند الحاجة.

وقريباً، ستتحرك هذه الآلات بأسراب وبشكل أصغر حجماً للهجوم على الدفاعات المعارضة. كما يتدرب الأمريكيون على إطلاق سرب من الطائرات بدون طيار من الطائرات المقاتلة، وفي المختبرات ينظم الباحثون معارك وهمية بين عدة أسراب يسيطر عليها الذكاء الاصطناعي.