محمد البحراوي

تنفذ هيئة الصحة في دبي زيارات تفتيشية مفاجئة على مراكز جراحات اليوم الواحد، تشمل أيام الأسبوع وأيام العطل الرسمية على مدار الساعة، لضبط هذه المنظومة وحماية المرضى، وتطويق الأخطاء الطبية عقب واقعة الشابة «روضة المعيني» ضحية الخطأ الطبي مؤخراً في أحد المراكز الطبية الخاصة.

وقال المدير التنفيذي لقطاع التنظيم الصحي في الهيئة الدكتور مروان الملا إن القطاع سيقدم خطة لإعادة تقييم كفاءة أطباء التخدير في المستقبل، حيث اعتُمدت قائمة تضم 20 مؤشراً رئيساً لتقييم الأداء كل ثلاثة أشهر من قبل قطاع التنظيم الصحي.

وأضاف، في حوار مع «الرؤية»، أن الهيئة تسعى إلى جعل دبي الوجهة الأولى على مستوى العالم في مجال السياحة العلاجية من خلال تقديم مئات باقات العلاج للمرضى، مشيراً إلى وجود أكثر من 600 باقة علاجية للسائحين بأسعار مناسبة لجميع الفئات.

كما أشار إلى السعي الحثيث للهيئة على تطبيق هدف البند الخامس من وثيقة «الخمسين» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في توفير طبيب لكل مواطن، وتوفير الاستشارات الطبية للمواطنين على مدار الساعة من قبل مئات آلاف الأطباء والأخصائيين والاستشاريين المتخصصين الذين يتم استقطابهم من بلدان العالم.

• ما المعايير الجديدة لمراكز جراحات اليوم الواحد بعد واقعة الشابة «روضة المعيني»؟

هي معايير عديدة، من أهمها اقتصار علاج مراكز جراحة اليوم الواحد على حالات المرضى الذين يعانون من أمراض بسيطة، وتوثيق إجراءات حالات الطوارئ لضمان إمكانية التطور للأفضل، إضافة إلى إجراء جميع تقييمات ما قبل العمليات في المركز نفسه.

أخبار ذات صلة

«اصنع في الإمارات» يسجل 32 اتفاقية وصفقات محتملة بـ 110 مليارات درهم
شرطة أبوظبي تطلق «صيف بأمان 3» لتعزيز الوقاية والسلامة


كما تم تحديث قائمة الأدوية وأجهزة الطوارئ التي يجب أن تكون متوفرة لإدارة حالات الطوارئ، مع ضرورة نقل المرضى إلى المستشفيات في حال انتكاسة الحالة.

وتتضمن المعايير وجوب أن يكون جميع المهنيين الصحيين في مراكز جراحة اليوم الواحد استشاريين أو أخصائيين، فضلاً عن وجود طبيب تخدير أثناء الجراحة.

ويشترط على جميع الأطباء وأطباء التخدير والممرضات العاملين على الجراحة مشاركتهم في تدريب عملي أو حيازة شهادة إنعاش القلب المتقدم، أو شهادة إنعاش القلب المتقدم للأطفال حسب نطاق الخدمات، وتنفيذ الحد الأدنى من الإجراءات في السنة للحفاظ على الكفاءة في مجال عملهم.

• ما الهدف من وضع هذه المعايير؟

ضبط هذه المنظومة وحماية المرضى، حيث أن مراكز جراحات اليوم الواحد شريك مهم في منظومة الصحة بدبي، وتؤدي دوراً فعالاً في تقليل عبء أداء الكثير من الإجراءات في المستشفيات.

كما أن 70 في المئة من جميع العمليات الجراحية يمكن إجراؤها في إطار جراحة اليوم الواحد بدلاً من العمل الجراحي داخل المستشفيات.

• ما آلية التفتيش وتوقيع عقوبات على مخالفي هذه المعايير؟

وضعنا خطة للتفتيش على مراكز جراحات اليوم الواحد، تشمل الزيارات خلال أيام الأسبوع وأيام العطل الرسمية على مدار الساعة، وتكون دورية معلنة أو مفاجئة.

وستخضع إجراءات تجديد تراخيص أطباء التخدير إلى تقديم شهادة سارية المفعول بهذا الصدد، وسيقدم قطاع التنظيم الصحي خطة لإعادة تقييم كفاءة أطباء التخدير في المستقبل، حيث اعتمدت قائمة تضم 20 مؤشراً رئيساً لتقييم الأداء كل ثلاثة أشهر من قبل قطاع التنظيم الصحي.

وستستخدم هذه البيانات لتقييم مخاطر مراكز جراحة اليوم الواحد لاتخاذ الإجراءات اللازمة، مثل إصدار إنذارات، أو إصدار نقاط سوداء على الترخيص المهني، أو إلغاء ترخيص مهني أو إغلاق الخدمات الجراحية أو المركز بالكامل.

• كيف تعملون على تحقيق هدف «طبيب لكل مواطن»؟

تعمل هيئة الصحة بشكل سريع على تطبيق هدف البند الخامس من وثيقة «الخمسين» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في توفير طبيب لكل مواطن وتوفير الاستشارات الطبية للمواطنين على مدار الساعة من قبل مئات آلاف الأطباء والأخصائيين والاستشاريين المتخصصين الذين يتم استقطابهم من بلدان العالم.

كما نستخدم تطبيقات الحكومة الذكية وتقنيات الذكاء الاصطناعي في تنفيذ خطة عالية المستوى لتوفير «طبيب لكل مواطن»، وتشمل الخطة تحديث النظم والمعايير واستقطاب الكفاءات الطبية.

ونستثمر ما تمتلكه المؤسسات الصحية في دبي لخدمة هذا الهدف، إلى جانب تحديث النظم والمعايير المعززة لتوفير مستشفيات ومراكز وعيادات طبية عالية المستوى، فضلاً عن دعم اتجاهات الهيئة نحو استقطاب الكفاءات الطبية المميزة، وأفضل العقول في جميع التخصصات التي تلبي احتياجات المواطنين، ومن ثم إحاطتهم بالرعاية المتكاملة والشاملة، وتبسيط كل سبل حصولهم على الخدمات الطبية عالية الجودة في أي وقت ومن أي مكان، بما في ذلك خدمات التطبيب عن بعد التي توفرها الهيئة.

• من أي دول يأتي سائحو العلاج وأي تخصصات يقصدون؟

يأتي 33 في المئة من السائحين بهدف العلاج من دول عربية، لا سيما السعودية والكويت وعُمان، و30 في المئة من الهند وباكستان والدول المجاورة لهما، و16 في المئة من الدول الأوروبية، خصوصاً المملكة المتحدة وفرنسا وإسبانيا، فيما تأتي النسبة الباقية من الصين وروسيا وبعض الدول الأفريقية.

ويقصد 46 في المئة من السائحين بهدف العلاج الإمارة للاستطباب في مجال تخصص الأسنان، و18 في المئة من أجل جراحات العظام، وعشرة في المئة للعلاج من الأمراض الجلدية، وحوالي 26 في المئة يقصدون تخصصات أخرى مثل التجميل، وأمراض العقم والعيون.

• كيف واكبتم هذا النمو في السياحة العلاجية؟

عبر نمو هائل في البنية التحتية للقطاع الصحي في دبي، حيث ارتفع عدد المنشآت الطبية من 2775 منشأة عام 2015 إلى 3371 نهاية عام 2018 بنسبة نمو تناهز 33 في المئة خلال ثلاثة أعوام، منها 50 مركزاً لجراحات اليوم الواحد، 935 صيدلية في دبي، و84 مختبراً طبياً، و1212 عيادة خارجية.

ونالت 97 في المئة من المستشفيات والمراكز الطبية الاعتماد الدولي، ويبلغ عدد المهنيين المرخصين العاملين في القطاع الطبي 39 ألفاً، فضلاً عن 10565 طبيباً.

كما صممت هيئة الصحة في دبي 600 باقة طبية لاستقطاب السياحة العلاجية، فضلاً عن إدخال أحدث الأجهزة الطبية. ومن المتوقع أن تتضاعف إيرادات السياحة العلاجية في دبي بحلول العام المقبل.