الرؤية

شهدت العلاقات بين الإمارات والصين تسجيل علامة السبق، أو الرقم «واحد»، عشرات المرات على مدى تاريخها، من خلال إنجازات احتلت المركز الأول، سواء من حيث السبق الزمني أو حجم المشروعات والمبادرات المشتركة بين البلدين في مجالات الدبلوماسية والاقتصاد والثقافة.

وفي زيارته إلى الصين عام 1990 وضع المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الأب المؤسس لدولة الإمارات، علامة السبق الأولى حين أصبح أول زعيم على الإطلاق من دول مجلس التعاون يزور الصين.

وعبّر الشيخ زايد حينئذ عن أمله في أن تساعد تلك الزيارة في تعزيز العلاقات في كل المجالات، وعلى مدى السنوات تحققت أمنية الأب المؤسس للدولة.

وفي عام 2015 صنعت الإمارات التاريخ مرة أخرى حين أصبحت من أول الدول التي تستثمر في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية ومقره بكين.

وفي يناير 2018، أبرم البلدان اتفاقاً دبلوماسياً أصبحت الإمارات بموجبه أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يحصل مواطنوها على إمكانية الدخول إلى الصين دون تأشيرة دخول مسبقة.

وفي مجال العلاقات الثقافية، افتتح في دبي عام 2011 معهد كونفوشيوس لتدريس اللغة والثقافة الصينيتين، ليصبح الأول من نوعه في الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي.

أخبار ذات صلة

الين الياباني يهوي لأدنى مستوى في 24 عاماً أمام الدولار الأمريكي
زيادة صادرات الصين من السيارات الكهربائية أكثر من الضعف


والمعهد مشروع مشترك بين جامعة دبي وجامعة نيشيا الصينية.

وفي مايو 2019 استضافت جامعة دبي أول مؤتمر لمعاهد كونفوشيوس في العالم العربي.

سند باليوان من بنك إماراتي

وفي قطاع البنوك، أصبح بنك الاتحاد الوطني أول بنك إماراتي يفتتح فرعاً في مدينة شنغهاي الصينية عام 2007.

وكان «الإمارات دبي الوطني» أول بنك من الشرق الأوسط يفتح فرعاً في العاصمة الصينية بكين، في عام 2012.

وفي السنة نفسها أصبح أيضاً أول بنك من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يصدر سنداً بالعملة الصينية اليوان.

وعلى مستوى الشركات، أصبحت شنغهاي في أبريل عام 2010 مقر أول مجمع صناعي تفتتحه شركة بروج الإماراتية خارج الإمارات. ويخدم مصنع اللدائن الآن سوق السيارات سريع النمو في الصين وأيضاً صناعات الأجهزة المنزلية.

ويوفر المصنع ما يصل إلى 50 ألف طن سنوياً للزبائن.

وفي ديسمبر 2015، أعلنت شركة موانئ دبي العالمية عن خطط لاستثمار نحو 1.9 مليار دولار في مرفأين صينيين.

وتم التوصل لاتفاق بقيمة 636 مليون دولار لبناء مرفأ حاويات ذكي في ميناء كوينجداو، وهو الأول من نوعه في الصين.

وأصبحت منشآت موانئ دبي العالمية في الإمارات هي القناة الرئيسة للتبادل التجاري بين الصين ودبي.

ويعتبر ميناء جبل علي الرائد التابع للشركة مركز التصدير الرئيس للسلع الصينية إلى الشرق الأوسط.

وفي 2016، أعلنت شركة «علي بابا كلاود»، وهي ذراع الحوسبة السحابية لمجموعة علي بابا، عن مشروع مشترك مع مراس القابضة الصينية لإطلاق مركز بيانات جديد في دبي يمثل أول سحابة عامة كاملة في المنطقة.

نموذج مثالي لفرص الاستثمار

وافتتحت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم أول مكتب لها في الصين في أبريل 2017.

ومن خلال هذا المكتب تقوم الشركة، وهي أكبر شركة إماراتية خارج قطاع النفط والغاز، بتطوير فرص مبيعات البوكسيت من منجمها في جمهورية غينيا.

ومن خلال هذا الربط التجاري بين الصين وغرب أفريقيا، تقدم الشركة، وهي من أكبر خمس شركات لإنتاج الألمنيوم في العالم، نموذجاً مثالياً للفرص التي يمكن أن تتيحها مبادرة الحزام والطريق، حيث تحظى الإمارات بموقع مثالي كمركز لوجستي وتجاري بين الشرق والغرب.

وفي يوليو 2018، تأسست «مجموعة التعاون الصناعي المالية المحدودة» لتصبح أول شركة خدمات مالية مملوكة للصين في سوق أبوظبي العالمي لتقديم الخدمات المالية للمشاريع الصينية.

ومن حيث السبق في حجم المشروعات، وقعت شركة أدنوك الإماراتية عقداً في يوليو 2018 مع شركة «بي. جي. بي» التابعة لمؤسسة البترول الوطنية الصينية بقيمة 1.6 مليار دولار لإجراء دراسات مسحية سيزمية ثلاثية الأبعاد لاستكشاف احتياطيات جديدة للنفط والغاز في مناطق برية وبحرية، وهي أكبر دراسة من نوعها في العالم، إذ تغطي 53 ألف كيلومتر مربع.

أكبر محطة طاقة شمسية

وفي يونيو 2019 أعلنت شركة أبوظبي للماء والكهرباء عن بدء تشغيل محطة نور أبوظبي أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية في العالم بقدرة 1177 ميغاوات.

وكلفت المحطة 870 مليون دولار، وهي مشروع مشترك بين حكومة أبوظبي وشركة ماروبيني اليابانية وشركة جينكو سولار الصينية القابضة.

ومن المتوقع أن يقلص المشروع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار مليون طن سنوياً أي ما يعادل وقف انبعاثات 200 ألف سيارة.

ويمثل الميناء الذي تشغله شركة موانئ دبي العالمية في تيانجين أكبر ميناء بحري ونهري صنعه الإنسان في البر الرئيس للصين، وتصل مساحته إلى 47.9 هكتار بتكلفة استثمارية تبلغ 1.2 مليار دولار.

بالمقابل، يعتبر سوق التنين في دبي أكبر مركز تجاري صيني خارج الصين، ويضم حالياً أكثر من 4570 متجراً و570 كشكاً للمنتجات الصينية، ومن المقرر إضافة توسعات جديدة. وتستعد شركة إعمار العقارية لتطوير أكبر حي صيني في الشرق الأوسط ضمن المنطقة التجارية في خور دبي. وسوف يمتد الحي على مساحة ستة كيلومترات مربعة. وتستضيف الإمارات حالياً أكبر تجمع للصينيين في الشرق الأوسط بعدما ارتفع عدد الجالية الصينية في الدولة أكثر من ثلاثة أمثال خلال السنوات العشر الماضية. وتمثل الزيادة في عدد السياح الصينيين القادمين إلى الإمارات أبرز مظاهر النمو في العلاقات بين البلدين. «الأول» و«الأضخم».. علامتا سبق وتميز تعبر عن مدى قوة «حزام» الود الذي يلف علاقات سلسة كأنها «الحرير» بين البلدين.