الرؤية

مكالمة مسرّبة تكشف استهداف مصالح الإمارات

مكالمة هاتفية اعترضتها أحد أجهزة المخابرات ونشرت مضمونها صحيفة «نيويورك تايمز» لتكشف ما تفعله قطر من دعم للإرهاب في الصومال، واللعب على الحبال بين الحكومة الشرعية والجماعات الإرهابية.

المكالمة جرت بين السفير القطري لدى الصومال ورجل أعمال قطري في 18 مايو الماضي، بعد نحو أسبوع من تفجير في مدينة بوصاصو الصومالية، حيث تدير شركة موانئ دبي العالمية مرفأ المدينة.

وقال رجل الأعمال خليفة كايد المهندي، المقرّب من أمير قطر، إن الإرهابيين نفذوا التفجير في بوصاصو لدعم مصالح قطر من خلال إخراج الشركة الإماراتية.

وأضاف في مكالمته مع السفير القطري حسن بن حمزة بن هاشم «نحن نعرف من هم وراء التفجيرات والقتل».

وكان ثمانية أشخاص على الأقل أصيبوا في التفجير.

وقال المهندي إن التفجير استهدف جعل «ناس دبي يفرون من هناك». وتابع «دعنا نطرد الإماراتيين لكي لا يجددوا العقود معهم وسوف أحضر العقد هنا إلى الدوحة».

أخبار ذات صلة

الين الياباني يهوي لأدنى مستوى في 24 عاماً أمام الدولار الأمريكي
زيادة صادرات الصين من السيارات الكهربائية أكثر من الضعف


ولم يطعن المهندي ولا حكومة قطر في مصداقية المكالمة حين سألتهما الصحيفة. وكان مخرجهما أن قالا أن المهندي، القريب من أمير قطر والذي يسافر ضمن مرافقيه في الرحلات الخارجية، كان يتحدث بصورة شخصية.

لكن الصحيفة أشارت إلى أن السفير القطري لم يبد أي اعتراض أو ضيق من فكرة أن القطريين لهم يد في التفجيرات بحسب المكالمة التي سرّبها جهاز مخابرات لدولة قالت الصحيفة إنها تعارض السياسة الخارجية لقطر.

وقال السفير بن هاشم «لهذا هم ينفذون الهجمات هناك .. لجعلهم يفرون».

وأكد المهندي للسفير أن «أصدقاءنا كانوا وراء التفجير الأخير».

السفير يكذب

والمفارقة أن السفير أبلغ الصحيفة، في مقابلة عبر الهاتف، أنه لا يعرف المهندي. وسارع بإغلاق الخط.

وفي مقابلة هاتفية منفصلة قال المهندي إنه كان مجرد «صديق مدرسة» للسفير، وإنه لا يمثل أي حكومة.

وأشارت نيويورك تايمز إلى أن تفجير بوصاصو لم يكن الأول الذي يستهدف تعطيل المصالح الإماراتية في المدينة.

وقالت إنه في فبراير الماضي، أطلق شخصان تنكرا في زي صيادين الرصاص على مدير في موانئ دبي يشارك في إدارة المرفأ وأردوه قتيلاً.

واعترفت حركة الشباب الصومالية الإرهابية بأنها قتلت المدير لإجبار موانئ دبي على المغادرة بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

وفي المكالمة المسرّبة، أشار المهندي إلى عقدي موانئ دبي لتشغيل ميناء بوصاصو وميناء آخر في أرض الصومال، وقال إن قريباً للرئيس «معي» وسوف ينقل عقود موانئ دبي إلى قطر.

سياسة بوجهين

وعبّرت الصحيفة عن دهشتها من العلاقة بين الدوحة وحركة الشباب على الرغم من قول قطر إنها تدعم الحكومة الصومالية.ونقلت تقارير عن مسؤولين قطريين قولهم إنهم قدموا للصومال العام الماضي 385 مليون دولار لمشروعات البنية التحتية والتعليم ومساعدات إنسانية. وقالت قطر في يناير الماضي إنها ستقدم أيضاً 68 عربة مدرعة لمساعدة الحكومة في محاربة الجماعات الإرهابية.

وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن المكالمة تكشف أن قطر تغاضت ضمنياً على الأقل عن هجمات إرهابيين في بوصاصو، في حين كانت تساعد الحكومة على محاربة إرهابيين في مقديشو. ونقلت الصحيفة عن مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأمريكية قوله إنه ليست مفاجأة أن تحاول قطر اللعب مع الطرفين لمصلحتها.

ورداً على تقرير الصحيفة، اكتفت حكومة قطر بقول إنها ستحقق في مكالمة المهندي للسفير، وستحاسبه عن تعليقاته. وزعمت في بيان أن التعليقات «لا تمثل مبادئنا».

النفي لا يكفي لإخراج قطر من الورطة الجديدة التي جاءت بعد نحو أسبوع من ضبط صاروخ ماترا جو/‏‏‏جو بأيدي نازيين جدد في إيطاليا كان مملوكاً للجيش القطري.