الوكالات

انسحبت هيئة تحرير الشام الإرهابية (جبهة النُصرة سابقاً) والفصائل المسلحة، من مدينة خان شيخون الاستراتيجية في جنوب إدلب ومن ريف حماة الشمالي المجاور، لتصبح أكبر نقطة مراقبة تركية موجودة في المنطقة بموجب تفاهم بين أنقرة وموسكو محاصرة وتحت مرمى نيران الجيش السوري، ما استدعى توجيه أنقرة تحذير لدمشق من «اللعب بالنار» غداة تعرض رتل عسكري تركي لضربة جوية أثناء توجهه إلى نقطة مراقبة جنوب خان شيخون، بينما أعلنت موسكو وجود عسكريين روس على الأرض في إدلب.

وجاء انسحاب الفصائل بعد سيطرة الجيش السوري بإسناد جوي روسي على أكثر من نصف المدينة، وتمكنه من قطع طريق حلب ـ دمشق الدولي أمام تعزيزات عسكرية أرسلتها أنقرة وكانت في طريقها إلى ريف حماة الشمالي، حيث توجد أكبر نقطة مراقبة تركية في بلدة مورك.

ويمر جزء من هذا الطريق في إدلب، وهو يربط مدينة حلب (شمال) بدمشق، ويقول محللون إن النظام يريد استكمال سيطرته عليه.

وقال المرصد السوري «باتت نقطة المراقبة التركية في مورك بحكم المحاصرة، ولم يبق أمام عناصرها إلا الانسحاب عبر طرق تحت سيطرة قوات الجيش ميدانياً أو نارياً».

ورداً على التطورات الأخيرة، دعا وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، الثلاثاء، دمشق إلى «عدم اللعب بالنار»، وقال في مؤتمر صحافي «كما قلنا سابقاً، سنفعل كل ما يلزم لضمان أمن عسكريينا ونقاط المراقبة الخاصة بنا».

وكانت أنقرة أعلنت الاثنين تعرض رتلها إثر وصوله إلى ريف إدلب الجنوبي لضربة جوية، ولم يتمكن الرتل، المؤلف من قرابة 50 آلية من مصفّحات وناقلات جند وعربات لوجستية إضافة إلى خمس دبابات على الأقل، من إكمال طريقه إلى مورك، ما دفعه الى التوقف على الطريق الدولي في قرية معر حطاط شمال خان شيخون.

أخبار ذات صلة

الين الياباني يهوي لأدنى مستوى في 24 عاماً أمام الدولار الأمريكي
زيادة صادرات الصين من السيارات الكهربائية أكثر من الضعف


وإدلب مشمولة باتفاق روسي تركي لخفض التصعيد واتفاق آخر تمّ توقيعه في سوتشي في سبتمبر الماضي نصّ على إنشاء منطقة منزوعة السلاح تفصل بين قوات الجيش والفصائل على أن ينسحب المتطرفون منها، وجنّب الاتفاق الأخير إدلب هجوماً لطالما لوّحت دمشق بشنه، وإن كان لم يُستكمل تنفيذه.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء، وجود عسكريين روس على الأرض في إدلب، وشدد على أن أي اعتداءات للإرهابيين انطلاقا من إدلب سيتم التصدي لها بكل حزم وقوة.

وأضاف أن «الجيش التركي أنشأ عدداً من نقاط المراقبة في إدلب وكانت هناك آمال معقودة على أن وجود العسكريين الأتراك هناك سيحول دون شن الإرهابيين هجمات، لكن ذلك لم يحدث»، وشدد على أنه تم إبلاغ تركيا بأن «الجهود من أجل التصدي لاعتداءات مسلحي (جبهة الُنصرة) والقضاء على الإرهابيين في إدلب ستتواصل».

وقال إن روسيا تراقب مستجدات الوضع في إدلب عن كثب، وأن العسكريين الروس موجودون «على الأرض» هناك، وأنهم على تواصل مستمر مع نظرائهم الأتراك ويبحثون معهم التطورات الأخيرة.