الرؤية ـ دبي

أدت الهجمات التي وقعت في 11 سبتمبر 2001 إلى تغيير مجرى الحياة في الولايات المتحدة وحول العالم، ففي مثل هذا اليوم منذ 18 عاماً، قتل 2996 شخصاً داخل وحول برجي مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك والبنتاغون في أرلينغتون بفرجينيا وعلى متن طائرة تجارية تحطمت في شانكسفيل بولاية بنسلفانيا.

رداً على ذلك، وقّع الرئيس جورج دبليو بوش قانون باتريوت في الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف تعزيز الأمن الداخلي والحدودي.

وشنت الولايات المتحدة وحلفاؤها حرباً في أفغانستان لاستئصال المسؤولين عن الهجمات الإرهابية.

في المطارات، أصبح المسافرون يخضعون لمزيد من الفحص، ودار نقاش في جميع أنحاء البلاد حول مقدار الحرية التي يجب التضحية بها باسم الأمن.

وكرد فعل على ما تقدمه وسائل الإعلام من لقطات تظهر حجم الدمار مصحوبة بقصص الضحايا، زادت الشكاوى المتعلقة بالتمييز والاعتداء والهجمات بدوافع عرقية ودينية ضد المسلمين داخل الولايات المتحدة وكذلك في مناطق في أوروبا.

ويستمر إرث ذلك اليوم في السياسة الخارجية والداخلية للولايات المتحدة حتى الآن وبعد مرور 18 عاماً على أحداث 11 سبتمبر.

أخبار ذات صلة

الين الياباني يهوي لأدنى مستوى في 24 عاماً أمام الدولار الأمريكي
زيادة صادرات الصين من السيارات الكهربائية أكثر من الضعف


حرب أفغانستان

في أعقاب الهجمات، شرعت الولايات المتحدة في أطول حملة عسكرية في تاريخها في محاولة لكسر قبضة حركة طالبان على أفغانستان.

أودى النزاع، الذي بدأ في أكتوبر عام 2001، أي بعد أسابيع قليلة من الهجمات، بحياة حوالي 140 ألف أفغاني، و2400 جندي أمريكي.

وبحلول شهر نوفمبر، قام عدد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بتشكيل تحالف سيطر على العاصمة كابول.

ولكن بعد عقدين تقريباً، ما زالت الولايات المتحدة لديها قوات متمركزة في البلاد تعمل على مساعدة الحكومة في إعادة بناء نفسها وتحقيق الاستقرار.

وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 3800 مدني أفغاني قتلوا في النصف الأول من عام 2019.

وكشف تقرير آخر للأمم المتحدة أن القوات الأمريكية والأفغانية كانت مسؤولة عن سقوط عدد من القتلى المدنيين في أفغانستان في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2019 أكثر من هجمات عناصر حركة طالبان وجماعات مسلحة أخرى.

وساعد الوجود الأمريكي في أفغانستان على تحقيق الاستقرار في بعض أجزاء البلاد، لكن أفغانستان لا تزال تعاني بسبب الأحداث الدامية التي عصفت بها.

العنف ضد المسلمين

يقول نصف المسلمين الأمريكيين إنهم يجدون صعوبة أكبر في العيش في الولايات المتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، ووفقاً لاستطلاعات مركز بيو للأبحاث التي أجريت عام 2017، اندلعت أعمال العنف ضد المسلمين في أعقاب أحداث 11 سبتمبر مباشرة، فبعد أربعة أيام من الهجمات، تم إطلاق النار على بالبير سينغ سودهي، وهو رجل أمريكي من السيخ، وقتل في ميسا، أريزونا.

افترض المسلح خطأ أن سودهي مسلم لأنه كان يرتدي غطاء رأس شهير عند الرجال السيخ فاعتقد القاتل أنه مسلم ويضع عمامة.

في عام 2001، سجل مكتب التحقيقات الفيدرالي 93 اعتداء على المسلمين - وهو رقم لم يتحطم إلا في عام 2016، عندما سجل المكتب 127 حادثاً ضد مسلمين.

ولم يقتصر العنف ضد المسلمين على الولايات المتحدة.

ففي مارس من هذا العام، اقتحم رجل مسلح ببنادق نصف آلية وبنادق رش مسجدين في كرايستشيرش في نيوزيلندا، وقتل 51 من المصلين وأصاب 49 آخرين.

وكان المسلح قد نشر مذكرة عنصرية مكونة من 74 صفحة عبر الإنترنت قبل إطلاق النار، وقال إنه استلهم فكره من المتطرف اليميني أندرس برينج بريفيك، الذي قتل 77 شخصاً في النرويج في عام 2011.

وشهدت الأيام التي تلت 11 سبتمبر ارتفاعاً في تعزيز أمن الطيران، ولتلبية هذا الطلب، تشكلت إدارة أمن النقل في الولايات المتحدة في نوفمبر 2001، وحصلت في النهاية على أول ميزانية لكامل السنة بقيمة 4.8 مليار دولار في عام 2003 - وهو مبلغ ارتفع إلى حوالي 7.8 مليار دولار في السنة المالية المقبلة 2020.

الحرب على الإرهاب أصبحت قضية كونية في عالم لم يعد كما كان قبل 11 سبتمبر.