جورج فهيم

تشكل الزيارة التي يبدأها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الإمارات غداً، نقلة جديدة في العلاقات بين البلدين، منذ ترقية العلاقات بينهما إلى مرتبة الشراكة الاستراتيجية في العام الماضي.

وتمثل الإمارات الشريك التجاري الأهم لروسيا في منطقة الخليج، كما أنها تشكل منصة مثالية لعبور المنتجات والسلع الروسية إلى السوق الأفريقي الذي ينمو بمعدلات قياسية.

ويحتل تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع روسيا أولوية مهمة لدى الإمارات، وأسهمت اللجنة المشتركة بين الإمارات وروسيا بشكل كبير في تطوير علاقات التعاون المشترك في مختلف المجالات ومنها الشأن الاقتصادي والتجاري والاستثماري.

وتحل الإمارات في المرتبة الأولى بين دول مجلس التعاون الخليجي من حيث تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في روسيا.

وتستحوذ الإمارات على ما نسبته 7.4% من مجمل الصادرات الروسية إلى مجموعة الدول العربية، بينما استحوذت الإمارات على ما نسبته 7.7% من إجمالي التجارة الخارجية الروسية مع مجموعة الدول العربية.

وتظهر الإحصاءات الرسمية نمواً متواصلاً في حجم التبادل بين الإمارات وروسيا، حيث ارتفعت قيمة التبادل التجاري بين البلدين إلى 12.6 مليار درهم خلال عام 2018 بنمو نسبته 37% تقريباً مقارنة مع 9.2 مليار درهم في عام 2017.

أخبار ذات صلة

سوق أبوظبي يستقر أعلى 9400 نقطة عند الافتتاح
سلطان الجابر: الأمن والاستقرار وجودة الحياة أحد أهم ممكناتنا الصناعية


وبلغت قيمة الواردات الإماراتية من روسيا نحو 8 مليارات درهم خلال عام 2018 بزيادة نسبتها 26.2% مقارنة مع 2017، في حين ارتفعت صادرات الإمارات إلى روسيا إلى نحو 1.1 مليار درهم العام الماضي مقارنة مع 913 مليون درهم في 2017، كما ارتفعت تجارة إعادة التصدير إلى 3.5 مليار درهم نهاية 2018 بزيادة نسبتها 75% مقارنة مع ملياري درهم في 2017.

ويتجاوز عدد الشركات الروسية التي تعمل في الإمارات 3 آلاف شركة، ويتوزع نشاط عملها على القطاعات كافة، وعلى رأسها التجارة والصناعة والنفط والغاز، في حين تخطى حجم الاستثمارات الإماراتية في العديد من المشاريع الروسية حاجز 3.8 مليار درهم من خلال الصندوق المشترك بين البلدين.

وعلى الرغم من النمو في حجم التبادل التجاري بين البلدين إلا أنه ما زال أقل بكثير من الإمكانات والفرص الكامنة في اقتصادي البلدين، ما يعني أن المجال منفتح لمضاعفة حجم التبادل التجاري في العديد من القطاعات الحيوية لا سيما التصنيع العسكري والفضاء والطاقة والفضاء والذكاء الاصطناعي والامن الغذائي واللوجستيات والبنية التحتية.



السياحة

تعد السياحة واحدة من أكثر القاعات الواعدة، إذ تشكل الإمارات إحدى الوجهات المفضلة للسياح الروس الذين يتصدرون قائمة أكثر الجنسيات زيارة للدولة خلال السنوات الـ3 الماضية، وقد بلغ عددهم خلال عام 2018 نحو 900 ألف سائح.

واستفادت الحركة السياحية بين البلدين من قرار الإلغاء المتبادل للتأشيرات بينهما، وذلك اعتباراً من فبراير 2018، وهو القرار الذي أسهم في زيادة عدد السياح الروس إلى الدولة.

وأصبحت العديد من المدن الروسية مثل موسكو وسوتشي وسانت بطرسبرغ وجهة مفضلة للكثير من السائحين المواطنين والوافدين، خصوصاً في ظل توافر الربط الجوي القوي بين البلدين، حيث يرتبط البلدان بنحو 11 رحلة طيران أسبوعية.الفضاء

تنظر وكالة الإمارات للفضاء إلى التعاون الدولي على أنه عنصر ذو أهمية كبيرة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية قصيرة وطويلة الأمد، حيث حرصت منذ تأسيسها على التعاون مع الشركاء الدوليين في مجالات علوم الفضاء والاستكشاف السلمي للفضاء الخارجي.

وقد وقعت وكالة الإمارات للفضاء في عام 2015 اتفاقية مع وكالة الفضاء الروسية لتطوير العلاقات بين قطاعي الفضاء الحكومي والصناعي في الإمارات وروسيا، وتعزيز التعاون وتبادل البيانات والكوادر والتدريب المشترك.

وتجلت أهمية التعاون الفضائي بين الإمارات وروسيا في مهمة هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى محطة الفضاء الدولية، والتي قضى خلالها 8 أيام على متن المحطة الفضاء الدولية ضمن بعثة فضاء روسية.

وتمثل روسيا التي تعد من أبرز اللاعبين على الساحة الفضائية الدولية أهمية خاصة للبرنامج الفضائي الإماراتي، سواء على صعيد تدريب رواد الفضاء أو على صعيد اكتساب التكنولوجيا والقيام بالأبحاث والتجارب المشتركة، وتلعب الخبرات الفضائية المتراكمة لروسيا منذ حقبة الخمسينات دوراً مهماً في تزويد الإمارات بالمعارف والتقنيات اللازمة للخطة الإماراتية الطموحة لبناء مستوطنة على المريخ تستوعب 600 ألف فرد بحلول عام 2117.

التعليم

يعد التعليم من القطاعات الواعدة لتطوير العلاقات التجارية بين البلدين، حيث تسعى الإمارات لأن تصبح مركزاً إقليمياً للتعليم العالي والبحث العلمي.

ووفقاً منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تعتبر روسيا البلد الأكثر تعلماً في العالم، حيث تتفوق على كل من كندا، اليابان والولايات المتحدة.

وتشتهر روسيا بجامعاتها القوية في مجال العلوم الفيزيائية والرياضية والطبيعية، وأيضاً معروفة عالمياً في مجال إعداد علماء الرياضيات والفيزياء والكيميائيين والجيولوجيين والمهندسين والمبرمجين والأطباء والمختصين في مجالات العلوم الطبيعية الأخرى.

وتخطط 5 جامعات روسية على الأقل لفتح فروع لها في الإمارات، بعد استيفاء الإجراءات الرسمية مثل إصدار الشهادات والمسائل ذات الصلة، وفقاً للوائح المحلية.

التصنيع العسكري

في خطوة غير مسبوقة أعلنت الإمارات وروسيا في معرض الدفاع الدولي في أبوظبي عن برنامج مشترك لتطوير طائرة مقاتلة من الجيل الخامس لمصلحة سلاح الجو الإماراتي.

وتعكس هذه الخطوة دخول الإمارات بقوة مجال التصنيع العسكري في السنوات القليلة الماضية، حيث باتت شركات التصنيع العسكري المحلية تنتج بعض أنواع المعدات العسكرية كالكاميرات الحرارية والتيلسكوب لرصد الأهداف وتوجيه الصواريخ، كما كشفت الإمارات خلال دورة 2017 من معرض دبي للطيران عن عقد لتصدير الطائرات من دون طيار إلى روسيا.

كما وقعت الإمارات اتفاقية مبدئية مع شركة روستيخ العسكرية الروسية للحصول على سرب من طائرات سوخوي سو 35، كما تم التوقيع بالتوازي على اتفاقية تعاون بين روسيا والإمارات لتطوير طائرة مقاتلة خفيفة من الجيل الخامس تشارك الإمارات في تصميمها وتصنيعها.

الطاقة

يمثل التعاون الروسي الإماراتي في مجال الطاقة محوراً أساسياً لتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية، في إطار التنسيق بين منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) والمنتجين من خارجها.

ويركز التعاون بين البلدين بصفة خاصة على إنتاج النفط والغاز الطبيعي المسال والاستكشاف الجيولوجي.

وعكست الزيارة التي قام بها إلى موسكو أخيراً وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» الدكتور سلطان أحمد الجابر عمق العلاقات بين الجانبين في مجال الاستثمار في قطاع الهيدركربون.