حسين نجاح – الرؤية

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين 14 أكتوبر2019، مسؤولين فلسطينيين بسبب ممارستهما "سيادة السلطة الفلسطينية" في القدس الشرقية المحتلة، بينما اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة في أول أيام ما يسمى بعيد "العرش" اليهودي.

وتأتي هذه الخطوات في إطار سياسة الاستفزاز والتضييق المستمرة التي تتبعها سلطات الاحتلال في المدينة القديمة، والتي وصفها قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش في اتصال مع "الرؤية" بأنها محاولة جديدة قديمة لكسر وإضعاف معنويات الشعب الفلسطيني وإسكات الأصوات التي تتحدى وتقاوم الاحتلال.

اعتقال مسؤولين

وأكد محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين محمد محمود اعتقال كل من محافظ القدس عدنان غيث وأمين سر حركة فتح في القدس شادي مطور. وقال إن اعتقال المسؤولين جاء بسبب ممارستهما دورهما الوظيفي في إطار سيادة السلطة الفلسطينية بالقدس، وهو ما تمنعه دولة الاحتلال في إطار سعيها لإبعاد السلطة الفلسطينية عن أي مظهر سيادي في المدينة المحتلة. وأشار محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين إلى تمديد اعتقال كل من غيث ومطور حتى لعرضهما على المحكمة.

أخبار ذات صلة

الين الياباني يهوي لأدنى مستوى في 24 عاماً أمام الدولار الأمريكي
زيادة صادرات الصين من السيارات الكهربائية أكثر من الضعف

وقال قاضي قضاة فلسطين إنه عندما تعتقل إسرائيل هذه الشخصيات تظن أنها قادرة على إجبار الشعب الفلسطيني على القبول بإملاءاتها وهذا لن يكون لأن الشعب الفلسطيني متمسك بحقه في المقاومة ولن تنكسر إرادته.

سياسة الأمر الواقع

وأوضح الهباش أن السلطات الإسرائيلية تريد أن تدفعنا لترك أرضنا والقبول بالاحتلال كأمر واقع لكننا مصرون على ممارسة حقنا المشروع في الدفاع عن أرضنا وحماية ومقدستنا والسعي لإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس، وفق الشرائع الدولية.

ويحتفل الإسرائيليون الاثنين 14 أكتوبر بعيد المظلة اليهودي وهو يوم عطلة في إسرائيل، وهو عيد يحتفلون به لذكرى تيه اليهود في صحراء سيناء قبل وصولهم إلى الأرض المقدسة بعد هروبهم من مصر، بحسب النص التوراتي.

وأدانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين في بيان "الاعتقالات المتكررة لغيث ومطور بعد اقتحام منزليهما في القدس".

اقتحامات متكررة

وفي تلك الأثناء، اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، وفتحت شرطة الاحتلال الباب صباح اليوم ونشرت عناصرها ووحداتها الخاصة في باحات الأقصى وعند بواباته الخارجية وسط قيود وإجراءات مشددة فرضتها على دخول الفلسطينيين للمسجد. كما أبعدت شرطة الاحتلال المصلين المتواجدين في باب الرحمة شرقي الأقصى وأخلت الساحة المحيطة بالمصلى، لإتاحة المجال لاقتحامات المستوطنين.

وفي تعليقه على الاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى، قال الهباش لـ "الرؤية" إن الاقتحامات المتكررة تأتي في إطار محاولات الاحتلال المتواصلة جعْل تلك الممارسات أمراً طبيعياً لا تثير استغراب أحد كجزء من سياسة "كي الوعي" وهي سياسة خطيرة هدفها القضاء على الرفض الفلسطيني والعربي والإسلامي لتلك الاقتحامات.

وشدد قاضي قضاة فلسطين على ضرورة أن يستمر هذا الرفض على كل المستويات، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية تعمل بكل جهدها لزيادة الوعي وأنها تستغل كل المحافل والمنابر الإعلامية لرفع الوعي حول هذه القضية الخطيرة.

واحتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، وضمتها لاحقاً في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.