الرؤية

بقلم: فاطمة علي باحثة ــ الإمارات

تدريس الفلسفة يتوافق تماماً مع مشروع النهضة الفكرية، والحراك الثقافي الذي تقوده دولة الإمارات في المنطقة العربية، ويدعم خطابها الذي يحارب التطرف، وينبذ العنف، وينادي بالتعددية الفكرية والحرية العقدية.

لقد كانت مادة الفلسفة إحدى مواد المرحلة الثانوية في وقت سابق في الإمارات، وحالياً مدرجة في منهج المرحلة الثانوية في عدة دول عربية، ومؤخراً في السعودية نتيجة المطالبات العديدة من مثقفي السعودية بضرورة إدراجها.

يجب إعادة تضمين مادة الفلسفة ومواد أدبية أخرى كمادتي التاريخ وعلم الاجتماع التي من شأنها الإسهام في خلق الوعي ورفعه وتعزيز التفكير الناقد بجانب الجهود الحالية المبذولة في الاتجاه العلمي لخلق منظومة تعليمية متكاملة في الإمارات، ولا يصح حصر مادة الفلسفة بالفلسفة الإسلامية والتنظير الإسلامي فقط، بل يجب العمل على منهج يثري معرفة الفرد بالتراث الفلسفي الإنساني وبالصراع الفكري ليستطيع التجاوب معهما بشكل صحيح فنحن لا نعيش وحدنا ومن يحارب الفلسفة عادة لا يفقه فيها.

يجب التشجيع على التخصص في مادة الفلسفة في المرحلة الجامعية، وأما بالنسبة لفرص العمل المناسبة لخريجي الفلسفة، فإن إعادة إدراج مادة الفلسفة في المدرسة كفيل بخلق فرص العمل، وقد يكون من المناسب إنشاء أول مركز عربي مختص بالفلسفة لعمل الدراسات والبحوث والترجمات وإصدار الدوريات في الإمارات، مما يرسخ مكانة الدولة الثقافية عربياً وعالمياً، ويبني جسوراً جديدة للتعاون بينها وبين دول العالم.

إن إعادة إدراج مادة الفلسفة ضرورة لتحقيق توجهات الأجندة الثقافية لتنمية القطاع الثقافي 2031 من توفير بنية تحتية ثقافية ذات جودة عالية وتعزيز العلاقة بين المجتمع والقطاع الثقافي، والتي ستحقق بدورها محاور مئوية الإمارات2071.

أخبار ذات صلة

أزمة الطاقة وشتاء أوروبا
الابتكار من أجل السلام


.