بقلم: د. إسلام أبوخيط

سبق أن أشرت في مقال سابق نشر في جريدة الرؤية بتاريخ 26 سبتمبر الماضي، حمل عنوان «الدين.. وفشل العلمانية المكثف» إلى: «أن التديُّن عنصر أساسي في تكوين الإنسان، ويكمن في أعماق البشر، وصميم ماهيتهم مثله مثل العقل سواء بسواء»، وعلى خلفية ذلك، ولمزيد من التوضيح، نقول: هذا يدعونا إلى التأكيد على أن الدين ليس مرحلة منقضية من تاريخ الفكر الإنساني، بل هو سمة متأصلة فيه، وأن كل المؤشرات تدلُّ على أنه لا يزال حياً ومؤثراً بطريقة لا يمكن تجاهلها.

وتظهر أحداث العقود الماضية تجدد الطلب على الدين في الحياة السياسية والمدنية بشكل عام، وتنامي تأثير الدين في الحياة السياسة والمدنية، وسريان نمو الأديان بموازاة نمو العلوم الإنسانية عامة، مما دفع بعض الباحثين إلى وصف هذه الحالة، بالقول: إننا نشهد ظاهرة «تعميم الدين» في العالم الحديث.

أخبار ذات صلة

أزمة الطاقة وشتاء أوروبا
الابتكار من أجل السلام

من ناحية أخرى، تجدر الملاحظة إلى سمتين ميزتا الجماعات البشرية، الأولى: صناعة الأدوات الحجرية، والثانية: ترك الإنسان الأول إلى جانب أدواته الحجرية شواهد على وسطه الفكري تشير إلى بوادر دينية لا لبس فيها، وتبين ظهور الدين إلى جانب التكنولوجيا كمؤشرين أساسيين على ابتداء الحضارة الإنسانية، ولا نزال إلى يومنا هذا لا نرى نوع الحضارة الإنسانية إلا استمراراً لهاتين الخاصيتين الرئيستين للإنسان، فكل ارتقاء مادي قد تسلسل من تلك التقنيات الحجرية الأولى حتى وصلنا إلى عصر العولمة، الذي يرتكز أساساً على التطور التكنولوجي، كما أن كل ارتقاء فكري وروحي تسلسل عن تلك البوادر الدينية الأولى.