بقلم: د. خالد رمضان متخصص في العلاقات الدولية والدبلوماسية ـ مصر

جمعتني أمسية أكاديمية مؤخراً بمجموعة من الزملاء، وغالبيتهم ممن تعلم في الغرب، ودار النقاش حول مدى قدرة الدول العربية على تحقيق معجزة اقتصادية، وتباينت الآراء، خاصة وأن جزءاً من النهضة الأمريكية والأوروبية الراهنة قائم على جهود كفاءات عربية مهاجرة إلى الخارج.

لو أخذنا مصرعلى سبيل المثال، سنجد أن عدد علمائها المهاجرين، يبلغ نحو 86 ألف عالم وأكاديمي، منهم 1883 يعملون في تخصصات نادرة، بينهم 42 رئيس جامعة عالمية، و180 عالماً مصرياً في مجال الطاقة النووية.

وفقاً للدراسات البحثية، فإن احتمالات تحقيق الدول الفقيرة أو متوسطة الدخل معجزة اقتصادية خلال جيل أو جيلين، ضعيفة للغاية، فخلال الفترة بين عامي 1960 و2014، لم تتمكن سوى 16 دولة نامية فقط من الدخول إلى تصنيف البلدان مرتفعة الدخل، وكثير منها كان محظوظاً باكتشاف الثروة النفطية أو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

يعتبر التعليم المتميز، القاسم المشترك بين دول المعجزات الاقتصادية، بالإضافة إلى الطموح والمساءلة والابتكار والقدرة على التكيف، وتطوير الصناعات التكنولوجية، وبناء اقتصادات قوية مدعومة بالتصدير، وإنشاء شركات معرفية تنافسية للغاية.

لو أخذنا ألمانيا واليابان، كمثال حي على كيفية التحول خلال عدة عقود وجيزة إلى معجزة اقتصادية كبرى في أعقاب الحرب العالمية الثانية، فسنجد أن الشركات اليابانية مثل «ميتسوبيشي»، و«تويوتا»، ونظيرتها الألمانية مثل «فولكس فاجن»، و«سيمنس»، قادت عملية التحول الاقتصادي في كلا البلدين خلال مرحلة ما بعد الحرب، مع إخلاص الموظفين المتناهي بفضل تنامي الشعور الوطني، والإحساس بقيمة التحدي، ووعود بزيادة الأجور وضمان الوظائف، وشيوع ثقافة «العمل مدى الحياة».

أخبار ذات صلة

أزمة الطاقة وشتاء أوروبا
الابتكار من أجل السلام